اهتمت صحيفة الإندبندنت بالصدامات التى شهدتها إيران بالأمس بين قوات الأمن والمحتجين الذين شاركوا فى جنازة أبرز معارضى آية الله على خامنئى، وهو آية الله حسين على منتظرى.
وتقول الصحيفة، إن هذه الجنازة شارك فيها مئات الآلاف قدرت بعض التقارير عددهم بمليون شخص، ورغم جهود السلطات لتقييد الحاضرين، إلا أن المتظاهرين تمكنوا من الاحتجاج والتظاهر وصاحوا: "يا منتظرى، طريقك سيستمر حتى إذا أمطر الديكتاتور رؤسنا بالرصاص"، ورأت الصحيفة أن موت منتظرى الذى كان يبلغ من العمر (87 عاماً) جعل النظام الإيرانى فى موقف صعب بين الإعتراف بدور الرجل فى الثورة الإسلامية عام 1979 وتحجيم انتقاداته الأخيرة للقيادة الحالية.
كما علقت الصحيفة فى افتتاحيتها على تداعيات موت منتظرى على السياسة الإيرانية، وقالت تحت عنوان "كسور إيران السياسية تتعمق" إن المظاهرات التى شهدتها جنازة رجل الدين الشيعى بددت أى آمال لدى السلطة الحاكمة فى السيطرة على المعارضة.
واعتبرت الصحيفة الاحتجاجات دلالة على الكسر المستمر للمجتمع السياسى فى إيران، إلا أنه فى الوقت نفسه مظاهرة دلت على أن النقاش السياسى فى إيران لا يزال قائماً.
ومضت الافتتاحية قائلة، إن منتظرى لم يكن مجرد سلطة دينية فى المجتمع الشيعى الأكبر، لكنه كان يعد خليفة مؤسس النظام الإسلامى آية الله على الخومينى، وأثبت منتظرى أنه كان نقاقداً ملحاً للنظام ومعارضاً للسلطة المطلقة للمرشد الأعلى، وأدان فى أكتوبر الماضى الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى يونيو الماضى، واعتبرها تزويراً لإرادة الشعب وخيانة لمبادئ الثورة.
ومن المغرى للعالم الخارجى اعتبار ما يجرى فى إيران تكراراً للثورة المخملية، وهى معركة بسيطة من أجل الديمقراطية ضد الاستبداد، إلا أن الثورة الإيرانية فى الواقع أكثر تعقيداً وإن لم تكن أقل تهديداً، ولا تقتصر فقط على الشباب والمتعلمين فى المدن، ولكنها تشمل فضائل داخل نظام الحكم الثيوقراطة نفسه.
واعتبرت الإندبندنت أنه وفاة منتظرة تمثل أمراً هاماً، لأنه ورغم أن قضى فترة طويلة مهمشة من قبل السلطة، إلا أن آراءه تتفق مع آراء عدد كبير من رجال الدين المحافظين وكذلك الراديكاليين العلمانيين الذين يشعرون بالقلق من تطور الثورة نحو الاستبداد.
وهذا لا يجعل مهمة الغرب فى إبداء ردود الفعل على ما يجرى فى إيران أسهل، فهناك رغبة طبيعية لدعم أصوات المعارضة داخل إيران، وقمع المعارضة فى إيران حقيقى، وهذا سىء للغاية وتزداد سوءاً، ومن ناحية أخرى، هناك خطر من أن تتهم السلطات فى طهران هؤلاء المعارضين بالتعاون مع الغرب.
للمزيد من الاطلاع، اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
"الإندبندنت": موت منتظرى عمق الكسور السياسية بإيران
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009 02:24 م
الإندبندنت تعلق على الحياة السياسية فى إيران بعد وفاة منتظرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة