اهتمت صحيفة الإندبندنت بمرور6 سنوات على سقوط الرئيس العراقى السابق صدام حسين فى يد القوات الأمريكية والذى حدث فى 15 ديسمبر عام 2003. وقالت فى التقرير الذى أعده مراسلها فى العراق باتريك كوكبرن إن صدام ظل رئيساً للعراق طوال 24 عاماً حتى تمت الإطاحة به فى أعقاب الغزو الغربى بقيادة أمريكا لبلاده فى إبريل عام 2003. وتمكن من الهروب لمدة 8 أشهر قبل أن تكتشف القوات الأمريكية اختباءه فى أحد المنازل الريفية فى مسقط رأسه فى تكريت.
واعتبرت الصحيفة أن اعتقال صدام حسين مثَل نهاية عهد فى العراق، إلا أنه كشف فى الوقت نفسه عن مدى صعوبة وخطورة حكم البلاد. والسعادة فى واشنطن اليوم تشبه ما شعرت به الإدارة الأمريكية فى أبريل عندما سقطت بغداد بسهولة أمام الدبابات الأمريكية أكثر مما تخيل منتقدى الحرب، إلا أن الاحتلال كان أصعب بكثير عما كانت عليه التنبؤات من قبل.
وقالت الصحيفة إن الأمريكيين عليهم أن يفهموا الآن أن صدام نفسه ربما لم تكن له سيطرة كبيرة على العصابات التى قتلت أو أصابت الكثير من الأمريكيين وحلفائهم فى الشهرين الأخيرين. فخلايا المقاومة تبدو منظمة وتبدو أكثر تركيزاً فى مدن وقرى وسط العراق. كما أن هناك درسا مستفادا من ثلاثة حروب، الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، وغزو الكويت عام 1990، وحرب العراق 2003، وهو أن صدام كان حكمه العسكرى سيئا.
واعتبرت الصحيفة أن اعتقال صدام كان له فائدة وحيدة للولايات المتحدة وحلفائها، وهو أنه أول نجاح حقيقى يحققونه منذ سقوط بغداد، وأنه سيحسن صورة الإدارة الأمريكية فى بغداد، التى كانت ترتكب خطأ تلو الخطأ فى الوقت الذى تزعم فيه بثقة النجاح فى كل مرة.
وأكدت الصحيفة أن سجن الرئيس العراقى السابق لم يحل أخطر المشكلات التى واجهت الولايات المتحدة فى العراق والتى تتمثل فى افتقارها لحلفاء محليين لديهم قوة كافية لإدارة البلاد. وكان حلفاؤهم الأقوياء الوحيدون هم الأكراد وهم أصغر أقلية فى البلاد بعد الشيعة والسنة، كما أنهم ليسوا أقوياء لدرجة تكفى لاعتماد الولايات المتحدة عليهم فى المستقبل. وواجهت الولايات المتحدة صعوبة كبيرة فى الهروب من تبعات أخطائها الأولى فى بغداد، ففشلت فى وقف عمليات النهب، وكانت أولوية البنتاجون فيما يبدو التأكد من أن نفوذ وزارة الخارجية الأمريكية فى أدنى حد له، بغض النظر عما يحدث.
وكان الخطأ الثانى، حسب الصحيفة، هو حل الجيش العراقى والأجهزة الأمنية من دون معرفة كيف يمكن أن يحيا هؤلاء فى بلد وصلت البطالة فيه إلى 70%، ثم بدأت الولايات المتحدة فى استهداف أعضاء حزب البعث دون تمييز بين من كانوا فى مناصب قيادية أو من أجبروا على الانضمام إلى الحزب لأنهم كانوا أطباء أو معلمين.
أمريكا متورطة فى العراق رغم مرور 6 سنوات على سقوط صدام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة