جاءت نتائج انتخابات مكتب الإرشاد الجديد بجماعة الإخوان المسلمين، والتى أعلنها المرشد - حتى الآن - محمد مهدى عاكف اليوم الاثنين، لتكون بمثابة الإعلان الرسمى عن هزيمة مؤثرة تعرض لها ما يُطلَق عليهم تيار "الإصلاحيون" داخل الجماعة، وليس أدل على ذلك، كما يرى مراقبون لأحوال الجماعة، من الخروج المفاجئ للدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد والقيادى البارز عبد المنعم أبو الفتوح من عضوية مكتب الإرشاد والإطاحة بهما من جولة الوصول إلى كرسى المرشد.
ومن ناحية أخرى يستعد وفد من أعضاء مجلس الشورى الجماعة وأعضاء سابقين فى مقدمتهم خالد داوود وحامد الدفراوى لتقديم مذكرة احتجاجية ضد نتيجة الانتخابات إلى المرشد العام مهدى عاكف يطالبون فيها بإلغائها باعتبار أنها باطلة ومخالفة للائحة وتمت، حسب قولهم، بدون ضمانات للشفافية أو النزاهة، وأكد خالد داوود أحد أعضاء الوفد الذى ينوى مقابلة عاكف أنهم يجمعون حاليا توقيعات لعدد كبير من الرافضين لما حدث ويطالبون بضمانات حقيقية وانتخابات نزيهة.
وكشفت مصادر بأن هناك تداول بين أعضاء مكتب الإرشاد الجديد حول الأسماء الخمسة المرشحة لمنصب المرشد، وهو تحرك يتزامن مع اتصال قيادات الجماعة بالخارج لإعلامهم بهذه الأسماء، وهم الدكتور محمد بديع والدكتور عبد الرحمن البر والدكتور رشاد البيومى والدكتور محمود عزت وجمعة أمين.
وبحسب خبراء بشئون الجماعة يبدو أن أحداً من اثنين هما الأقرب وبشدة لخلافة عاكف الأول هو الدكتور محمود عزت والثانى هو الدكتور محمد بديع، غير المعروف إعلامياً، وكلاهما محسوب على تيار "المحافظين" داخل الجماعة أو ما يُطلَق عليهم "القطبيون" كناية عن معاصرتهم لسيد قطب أحد أهم منظرى الجماعة منذ تأسيسها وتأثرهم ببعض أفكاره.
ويرى الخبراء أن تيار "القطبيين" سيستقر على أحدهم مرشداً للجماعة دون أن تقع أى احتمالات لنشوء تنافس بينهما، ويضيف الخبراء أن فوز أحدهما يعنى إحداث تغير جذرى فى الخط السياسى للجماعة مع النظام وأسلوبها المتبع فى التحرك خارجياً وداخلياً.
وفى الوقت الذى كان يميل فيه إصلاحيون بحجم حبيب وأبو الفتوح إلى الانفتاح فى التعامل مع الدولة والحرص على التواجد بقوة فى الانتخابات داخل البرلمان والنقابات المهنية والجامعات، يذهب عدد من "القطبيين" إلى ضرورة الاهتمام فى المقام الأول بالتنظيم الداخلى للجماعة وإعادة ترتيب الصف الإخوانى بغرض التصدى للحملات الأمنية المتوقعة مع العمل على احتواء الخلافات الذى ظهرت بقوة خلال العام الماضى خاصة من جانب شباب الإخوان، والعودة بالجماعة الى الاهتمام بـ"التربية" التى يتولى بديع إدارة ملفها داخل الجماعة.
ومع تلك المُقدمات التى أفرزتها انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد الجديد يوضح المراقبون لتحولات الجماعة أن "القطبيين" سيبتعدون باهتمامات الإخوان قليلاً عن انتخابات مجلس الشعب المقبلة فى خريف 2010 بما يعنى أن فرص تكرار سيناريو انتخابات 2005 التى حصد بها الإخوان 88 مقعداً تبدو ضعيفة وهو نفس ما سيتكرر فى انتخابات النقابات المهنية، بل ويذهب المحللون إلى ما هو أبعد من ذلك بتأكيدهم أن انتخابات مكتب الإرشاد تؤثر إلى حد كبير على انتخابات رئاسة الجمهورية فى 2011، لأنه لو أحكم المحافظون قبضتهم على مقاليد الأمور داخل الجماعة فإن ذلك سيؤدى، حسب رأيهم، إلى امتناع الجماعة عن لعب أى دور فى انتخابات الرئيس المقبل لمصر، بمعنى أنها لن تمنح أى مرشح معارض على منصب الرئاسة الفرصة لكسب تأييدهم والاستفادة من تنظيمهم ورصيدهم لدى قطاع من الشارع المصرى.
ويتوقع مراقبون أن يلجأ الإصلاحيون الذين خسروا انتخابات مكتب الإرشاد للطعن على قانونيتها استناداً إلى إعلان الدكتور محمد حبيب، خلال اليومين الماضيين، أن الانتخابات تشوبها مخالفات ضد لوائح الجماعة تجعل نتائجها غير قانونية، إلا أن سيد جاد الله محامى الجماعة أكد أن الانتخابات أجريت طبقا لقوانين ولوائح الجماعة، مضيفا أن استبعاد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد حبيب ليس معناه القضاء على أى تيار إصلاحى داخل الجماعة وداخل مكتب الإرشاد مدللا على ذلك بوجود الدكتور عصام العريان داخل التشكيل.
ونفى جاد الله وجود أى تربيطات سياسية داخل أعضاء الجماعة لاستبعاد أبو الفتوح وحبيب مؤكدا أن كل ما حدث ما هو إلا تغيير للكوادر التى تقود جماعة الإخوان المسلمين فى المرحلة القادمة بما يتلاءم مع التطورات السياسية التى تشهدها مصر.
بالأسماء.. تشكيل مكتب الإرشاد الجديد
إعلان نتائج مكتب الإرشاد خلال ساعة
عاكف مرشداً للإخوان حتى 13 يناير
وفد من "شورى الإخوان" يجمع التوقيعات للطعن على التشكيل الجديد لمكتب الإرشاد.. وعزت وبديع الأقرب لخلافة عاكف.. وخبراء: الإطاحة بحبيب وأبو الفتوح تؤثر على انتخابات البرلمان المقبلة
الإثنين، 21 ديسمبر 2009 03:16 م
ردود فعل واسعة لنتائج مكتب إرشاد الإخوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة