محمد حمدى

نخبة إبراهيم داوود

الإثنين، 21 ديسمبر 2009 12:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما قرأت مقالاً للصديق الشاعر إبراهيم داوود، أحسست أنه لا يخاطب عقلى فقط، وإنما يمس مشاعرى أيضا، فهو شاعر يقف على ناصية الكلمات، لكنه لم يوظفها، فى اللغة الجميلة فقط، وإنما حرص على استخدامها فى تشخيص الكثير من أوجاعنا، فتتحول الكلمات بين يديه إلى مشرط جراح، تداوى الألم أحيانا، وتفتح الكثير من الجروح فى أحيان كثيرة.

عرفت إبراهيم قبل نحو 12 عاما، وأعتقد أنه فاتنى الكثير فى سنوات لم أعرف فيها إبراهيم داوود، فهو منذ حط الرحال فى القاهرة قادما من هورين بمحافظة المنوفية، لم تغيره العاصمة الواسعة الشاسعة مترامية الأطراف والحكايات والأحداث، بل إنه أضافت إليه بعض العبق وطيبة الريف المصرى التى جاء بها، منضما إلى جيل جديد من المثقفين، أو النخبة المصرية الجديدة من أبناء الفلاحين.

وبمناسبة النخبة، كتب إبراهيم داوود مقالا مهما فى النسخة الورقية من اليوم السابع بعنوان "فضاء المعارضة"، يقارن فيه بين أستاذ جامعى أفنى عمره فى البحث والتأمل، وكذلك المثقف الذى أُجهدت عيناه من القراءة فى التاريخ والأدب والعلم والدين والسياسة لكى يفهم ما يدور حوله، ونخبة جديدة تم اختيارها بعناية لتصبح قادرة على تمييع أى هدف، ولإيهام الرأى العام أن الديمقراطية "شادة حيلها" فى البلد، وأنه توجد معارضة فى الفضاء والصحف المستقلة.

النخبة الجديدة التى يرصدها إبراهيم داوود تعمل تحت كفالة رجال الأعمال، الذين صنعوها ومولها للتأثير فى الرأى العام عبر وسائل الإعلام المختلفة، بينما تتوارى النخبة التقليدية المثقفة "المليانة بالعلم والخبرة والثقافة".

ومعظم ميلشيا النخبة الجديدة من الصحفيين "النص الكم" أى ممن أمضوا سنوات طويلة من عمرهم فى تتبع أخبار الممثلين، والحديث عن خلافات الممثلة الفلانية مع الأخرى العلانية، وعن سين التى خطفت حبيب صاد، وبعضهم كان يفتح بيته من راتب شهرى يحصل عليه من عرق راقصة، سن قلمه للدفاع عنها، وتشويه منافستها الراقصة اللهلوبة واللوزعية المنافسة لها.

ومن بين فريق النخبة الجديدة لاعبو كرة قدم سابقون، لم يضبط أحدهم بتعاطى الوطنية أو السياسة أو حتى التفكير من قبل، لكنهم فجأة وبقدرة قادر أصبحوا مدافعين عن الوطن، يشعلون حروبه، وينفخون فى نيران الحقد والكراهية بين الشعوب العربية.

بعض نماذج من النخبة الجديدة كتب عنها وصورها بقلمه المبدع إبراهيم داوود، وهو يضرب نوبة صحيان لعل المجتمع يفيق من غفوته، ولعل الميزان المقلوب "ينعدل" حاله، فتعود النخبة الحقيقية التى تبنى نهضة الشعوب والأمم إلى قيادة البلاد، ويتوارى الأبطال المزيفون.

أنا وغيرى كثيرون نتمنى ذلك، لكن هل من سبيل لعودة النخبة الحقيقية إلى الساحة، بينما الكثير من المسئولين عن الإعلام الرسمى والخاص يكرهون الثقافة، ويشعرون بالضآلة أمام كل من يحمل فكرة فى داخله؟!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة