نيويورك تايمز:

زيارة الحريرى لدمشق "تبشر بعودة النفوذ السورى لبيروت"

الإثنين، 21 ديسمبر 2009 01:40 م
 زيارة الحريرى لدمشق "تبشر بعودة النفوذ السورى لبيروت" اهتمام غربى بزيارة الحريرى لدمشق
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم "الاثنين" بالتعليق على زيارة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى إلى سوريا، ورأت فى تحليل لها أن هذه الزيارة "تبشر بعودة النفوذ السورى على بيروت"، وجاءت بعد تحولات فى المواقف الدولية والإقليمية حيال سوريا.

وتقول نيويورك تايمز أن زيارة أى رئيس وزراء إلى دولة مجاورة فى أى مكان من العالم عادة ما تكون حدثاً روتينياً يألفه الجميع، ومع ذلك كان ذهاب الحريرى لسوريا بمثابة "الدراما الوطنية اللبنانية"، على حد تعبير الصحيفة، حيث تصدر الحدث عناوين الصحف الرئيسية وتناولته جميع البرامج التليفزيونية.

وعلى الرغم من أن الحريرى وبشار الأسد لم يتبادلا سوى بعض المزاح الدبلوماسى القابل للنسيان فى حين وقفوا لالتقاط صور لهما ولم يحققا أى إنجاز يذكر، إلا أن هذه الزيارة ترمز إلى قصة وطنية يتخللها الألم من كل جانب، ولها أبعاد "أوبرالية"، فالزعيم اللبنانى الشاب أجبر على مصافحة رجل يعتقد أنه قتل والده، رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريرى، الأمر الذى كان بمثابة التذكرة على مدى تعلق المنطقة بالرمزية السياسية.

بالنسبة للكثير من اللبنانيين، كانت هذه الزيارة رمزاً لتجديد النفوذ السورى على لبنان بعد مضى سنوات من الغضب والمرارة والنضال منذ انسحاب الجيش السورى عام 2005، بعد مقتل رفيق الحريرى فى تفجير سيارة مفخخة، الحادث الذى يعتقد كثيرون أن سوريا هى العقل المدبر وراءه.

ورأت الصحيفة أن هذا الانسحاب كان صفعة لكبرياء سوريا وبدأ سعد الحريرى يحظى بدعم العالم الغربى بعدما بنى تحركات من أجل استقلال أكبر للبنان ودفع من أجل محاكمة دولية لقتله أباه.


وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة والغرب اختارا الحوار مع سوريا وليس عزلها، كما أن السعودية التى دعمت الحريرى وتنافست مع سوريا من أجل النفوذ تصالحت مع السوريين فى وقت سابق من هذا العام تاركة لها حرية اليد فى توجيه السياسات فى لبنان كما فعلت فى السابق.

ونقلت الصحيفة عن إلياس مهنا المحلل السياسى وناشر مدونة "قفا نبكى" الإلكترونية على شبكة الإنترنت، قوله إن "صورة الجنود السوريين وهم ينسحبون كانت صفعة قوية لهم لكن صورة الحريرى وهو يجتاز الجبال لزيارة سوريا يعنى أنهم عادوا دائرة كاملة، وهذا يظهر لجميع مراكز القوى فى دمشق أن بشار الأسد استعاد موقف القوة لسوريا أمام لبنان".

كما قالت الصحيفة إن هذه الزيارة أعادت إلى الأذهان ما حدث فى عام 1977 عندما زار زعيم الدروز وليد جنبلاط دمشق بعد أسابيع فقط من مقتل والده فى انفجار سيارة ملغومة.. وقال جنبلاط فى مقابلة "إن استقرار لبنان يعتمد دائما على البيئة وإن هذه البيئة أساسا هى سوريا، وسعيا لهذا الاستقرار آثرنا أن ننحى جانبا العداء الشخصى".

وأشارت الصحيفة إلى أن البلدين استعادا العلاقات الدبلوماسية هذا العام وأن المحكمة الدولية التى أنشئت فى عام 2005 تحت رعاية الأمم المتحدة لمحاكمة قتلة رفيق الحريرى تواصل عملها فى بيروت وفى هولندا حيث يوجد مقرها هناك، وما زال يمكنها اتهام سوريين بارزين بالرغم من أن معظم المحللين يقولون إنه سيكون أقل احتمالا عما فعلته قبل أربع سنوات.

لكن الكثير يتفقون على أن سوريا سيكون لها مرة أخرى صوت قوى بلا منازع فى بيروت فى مسائل تتراوح من المناصب الوزارية إلى ميليشيا "حزب الله" الشيعية التى تدعمها سوريا..غير أن هذا النفوذ السورى الجديد لا يحتمل أن يكون فجا، كما كان عليه خلال التسعينات، عندما كان الضباط السوريون يجولون فى كل أنحاء بيروت واتهموا بتحقيق مكاسب سريعة من الصناعات اللبنانية.

للمزيد من الاطلاع، اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة