بعد أسبوعين من جولة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الخليجية، بدأ الرئيس مبارك اليوم جولة خليجية تضم الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت، وهو ما يطرح تساؤلاً عن مغزى التحرك المصرى المستمر تجاه الخليج، وهل لهذا التحرك ارتباط بإيران والتهديدات التى يطلقها بعض المتشددين فى إسرائيل وأمريكا بضرورة توجيه ضربة عسكرية ضد طهران، أم أن الجولة هدفها إعلان مساندة مصر لدول الخليج ضد الأطماع الإيرانية، التى لم تعد قاصرة على بعض المطالبات بضم مملكة البحرين إلى إيران باعتبارها إحدى محافظاتها، وإنما امتدت إلى تهديدات مباشرة من خلال دعمها للحوثيين فى شمال اليمن فى حربهم ضد السعودية.
أمن الخليج هو أحد أهم الملفات التى ستكون على جدول أعمال جولة مبارك الخليجية، خاصة وأن مصر تنظر للخليج باعتباره عمقا أمنيا لها، وهو ما يؤكده اللواء عادل سليمان مدير المركز الدولى للدراسات المستقبلية، الذى قال إن أمن الخليج أحد اهتمامات مصر الرئيسية وهو عمق لمصر، لعدة اعتبارات منها الاعتبار الأمنى، لذلك نجد أن هناك تحركات مصرية مباشرة مع دول الخليج لإعلان مساندتها لها ضد أية أخطار، مشيراً إلى أن هذه الأخطار لا تقتصر فقط على إيران، وإنما تمتد إلى التحركات الإسرائيلية والأمريكية وفقاً لمصالحهم.
وأكد سليمان أن أمن الخليج يشغل القيادة المصريه دائما، وزيارة مبارك لدول الخليج لا يمكن وضعها فى إطار التمهيد لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، لأن مصر من البداية تقف ضد أى تدخل عسكرى فى إيران، وترى أن الحوار والدبلوماسية هما الطريق الوحيد والآمن لحل أزمة الملف النووى الإيرانى.
وأشار سليمان إلى أنه رغم توتر العلاقات المصرية الإيرانية، إلا أن ذلك لم يؤثر على دعم مصر لحقوق إيران فى مواجهة المجتمع الدولى، وهو ما ظهر من رفض القاهرة التصويت على إدانة الملف النووى الإيرانى، لعدة أسباب، منها أحقية طهران فى امتلاك برنامج نووى سلمى، لافتاً إلى أن القيادة المصرية ترى أن أية محاولة لضرب إيران ستؤثر بشكل كامل على الإقليم، لذلك فإنها تنتهج التهدئة أسلوبا للتعامل.
السفير أحمد الغمراوى رئيس جمعيه الصداقة المصريه الإيرانيه قال إن العلاقات مع دول الخليج علاقات أساسية ومصر ترتبط بعلاقات وثيقة معها، كما أن أمن الخليج يعد من أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية، خاصة فى ظل التهديدات الإيرانية المستمرة للخليج، وهى التهديدات التى تنظر لها مصر بعين الارتياب، لأنها لا تتمشى مع سياسة مصر فى محاولة جمع الصفوف العربية والإسلاميه والمحافظة عليها.
وأشار الغمراوى إلى أن إيران دولة مهمة باعتبارها مجاورة للعديد من الدول العربية، ويقتضى الأمر توثيق العلاقات بين العرب وإيران فى محاولة للوقوف ضد أى محاولات غربية للتدخل فى شئون الإقليم.
السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق له وجهة نظر مغايرة إذ يرى أن زيارات المسئولين المصريين المتكررة لدول الخليج ليس لها معنى، وقال "الدولة التى لا تملك أوراقا ولا رؤية لا عبرة لتحرك مسئوليها" لافتاً إلى أن الهدف من هذه الزيارة هو إشعار إيران أن مصر تستطيع التصدى لها.
