"التمثيل من أكثر المهن احتقارا فى المجتمعات العربية" بهذه الكلمات وصف الفنان محمود حميدة حال مهنة التمثيل فى المجتع العربى، مشيرا إلى أن سر احتقارها هذا يرجع إلى أنها لا تحتاج لدراسة شاقة ومعاناة كباقى المجالات كالطب والهندسة، وأن الدليل على ذلك أنه دائما فى أى حوار يدور بين ممثل أو راقص وطبيب أو مهندس تجد دائما الأخير يضع نفسه موضع القوة.
وأضاف خلال اللقاء الذى عقد مساء أمس السبت، بأتيليه القاهرة، وحضره عدد من المثقفين والأدباء، أنه رغم احتقار مهنته كممثل وراقص، إلا أنه يفتخر بها، كما أرجع الفضل فى نجاحه هذا لنشأته الريفية وانبهاره بعروض الجماعات الغجرية الرحالة، وما تركته فى نفسه من آثار فنية منذ الصغر، وقال "أكون عدائى مع من يقلل من شأنى، ومستعد أن أعلن أن مهنتى الأساسية هى تسلية الجمهور وأنا أفتخر بهذا".
وأشار "حميدة" إلى الضغوط التى تعرضت لها أفلامه من قبل الرقابة، مؤكدا أنها لم تحدث معه إلا مرة واحدة من خلال فيلم "جنة الشياطين" بحجة ورود بعض الألفاظ الخارجة فيه، قائلا إن هذا دور طبيعى للرقابة للحفاظ على الموروث والتقاليد وقوامنا الاجتماعى.
وأضاف الروائى خضير ميرى أن "حميدة" من الفاعلين والمساهمين فى صناعة الخطاب السينمائى، فاستطاع من خلال اتقانه لسمات الشخصية التى يقدمها، وتميزه بالتلقائية والبساطة أن يجعلنا أمام بطل صنع من أجله الدور ومتفرد عن أبناء جيله، لذلك استحق أن يقبع فى ذاكرة التيار السينمائى. وقال "حميدة مهما اختفى سيظل فى بالنا فهو فنان بمعنى الكلمة متقن لأدواره والشخصيات التى يرسمها، وحتى الصمت عنده يكون موظفا وله دور".
هذا أيضا ما اتفق عليه الناقد محمود الغيطانى قائلا "إن تجربة حميدة كانت ثرية جدا فهو فنان يتمتع بحضور قوى أمام عدسة الكاميرا، وله قدرة رائعة على الأداء حتى لو كان صامتا، بالإضافة لبدايته السينمائية التى مكنته من إثبات نفسه والوقوف أمام عمالقة الشاشة العربية، وهو أيضا واحد من الفنانين القلائل المحبين للسينما والعامل على النهوض بها ومساعدة الوجوه الشابة على الظهور وإثبات أنفسهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة