إن المتأمل فى حال أمتنا الإسلامية فى هذه الأيام يجد أنها تمر بمنعطف خطير قد يؤدى بها إلى الهاوية. إذا لم تنتبه جيدا هذه الأمة فلقد ازدادت فى الآونة الأخيرة حدة الاضطهاد لديننا الإسلامى بحجة أنه يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة.
عجبا على هذا الزمن الذى أصبح فيه تستر المرأة واحتشامها سلوكا منافيا للذوق العام الموجود فى هذا الزمن الذى تآكلت فيه أسس الأخلاق والمبادئ. زمن أصبح فيه لبس الملابس التى تقوم بكشف جسد المرأة أمرا طبيعيا مسايراً للعصر والموضة، ومن يعاكس هذا المسار يصبح منتهكا لحقوق الإنسان ومخالفا للذوق العام. لقد أصبح الحجاب فى نظر الغرب يشكل خطرا يجب التخلص منه فهو من أحد أشكال التطرف الدينى والفكرى، وبالتالى عامل من عوامل انتشار الإرهاب، وبالرغم من الهجوم العنيف الذى يواجهه الدين الإسلامى من جانب العالم الغربى، فإنه أبدا لن يهتز بسبب الأكاذيب والافتراءات التى ينسبونها لهذا الدين العظيم.
فإننا إذا تأملنا شأن الدعوة الإسلامية فى هذا الوقت العصيب نجد عجبا، فإننا نرى كل يوم كيف أن الإسلام ينشر نفسه بنفسه أكثر، ويواجه أكاذيب الغرب الذين يحاولون إلصاقها به.
إن انقياد بعض أصحاب النفوس الضعيفة وراء هذه الادعاءات الغربية لن يمس أو يضر الإسلام أبدا، فإن الفطرة النجسة لا تستطيع أن تؤثر نجاستها فى المحيط، وأن الحجاب لم يكن عاملا أو ظاهرة من ظواهر التطرف الدينى، فإن الحجاب ومسألة احتشام المرأة عموما، بالإضافة إلى أنه واجب قرآنى، فهو فرض ربانى أمر الله سبحانه وتعالى به الناس أجمعين وليس على المسلمات فقط، فإن نظر أصحاب العقول الخربة إلى صور السيدة العذراء (مريم) عليها السلام وتأملوها جيدا لعلموا أن فكرة الحجاب واحتشام المرأة ليست اختراعا إسلاميا، وأنه كان موجودا من قبل ظهور الإسلام بمئات السنين، وحتى بعد ذلك إلى وقت ليس بعيدا عن هذا العصر، فإن احتشام المرأة وتسترها كان موجودا فى العالم الغربى بشكل من الأشكال إلى أن اختفى فى هذا العصر المظلم.
لقد صدق الرافعى حين قال: "لا يعذب فاقد الفضيلة شىء مثل رؤيتها فى غيره، وأنه لا يستطيع تحقيقها فى نفسه".
فاطمة الشافعى فاوى تكتب : الاحتشام وحجاب المرأة ليس اختراعاً إسلامياً
الأحد، 20 ديسمبر 2009 10:26 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة