أكد الشاعر حسن طلب، أن مفهوم الحرية يختلف من مجال علمى إلى آخر، وهذا ما جعل كلمة الحرية مختلفة فى دلالتها القديمة "بمعنى نقيض العبودية أو الجنس الخالص" عن الدلالة الحديثة ذات الأبعاد الفلسفية والجمالية والسياسية.
جاء ذلك خلال الشهادة التى ألقاها الشاعر حسن طلب فى الجلسة البحثية التى عقدها مؤتمر أدباء مصر، والتى جاءت تحت عنوان "الشعر بين المعرفى والجمالى".
وعن علاقة الفن بالحرية، قال طلب إنها تمثل مشكلة لأن البعض يرى فى الفن بياناً سياسياً لابد أن يحقق الغايات المباشرة الهادفة إلى التحرر بكافة أشكاله، ولكن الحقيقة أن الفن له لغته الخاصة المتميزة التى لا تنحدر إلى اللغة المباشرة الفجة، ولكنه فى الوقت ذاته يهدف إلى الدفاع عن ملكات الإنسان ومحاولة تحريره من كافة العوائق وأشكال السلطة الظالمة.
وتناول طلب "مفهوم الحرية ولغة الرمز" وأفاض فى تأصيل علاقة الفن الرفيع بالحرية، مؤكدًا على أن الفن كلما ارتقى فى الجودة والجمال كان حاشداً بالرموز ذات الأبعاد الاجتماعية والأسطورية والدينية والسياسية.
وأكد طلب على أن وفرة الرموز فى الحياة الإنسانية ليست مقصورة على المجال الفنى فقط، وإنما الرموز ممتدة ومتوغلة فى كافة النشاطات الإنسانية بداية من إشارات المرور وحتى الرموز الدينية العريقة المتواترة فى النصوص الدينية الكبرى كالقرآن الكريم والكتب المقدسة، وهذه الظاهرة هى التى تجعل دراسة الرمز مادة بحثية لكثير من العلوم الإنسانية مثل "الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم الجمال وعلوم الأدب والسياسة وغيرها".