تعودنا من الكابتن سمير زاهر على التصريحات النارية التى تتحول إلى "فشنك" فى النهاية، ولو تفرغ أحد إلى جمع هذه التصريحات خاصة بعد الأزمات ربما يصاب بالجنون.
فى حمى الغضب الهستيرى الذى عم بعد خسارة مصر أمام الجزائر فى أم درمان بالسودان، قال زاهر إن نشاط كرة القدم سيتم تجميده لمدة عامين، ولم يتوقف أحد أمام هذا التصريح العجيب الذى تفرد به رئيس اتحاد كرة القدم، وبالتالى لم يسأل أحد إلى من يقوله، وإلى أى جهة يتوجه به، وهل هو أخذ تخويلا من الجهات المسئولة لإطلاق مثل هذا التصريح العنترى؟
وكغيره من التصريحات العنترية دخلت مثل هذه التعبيرات الجوفاء إلى دروب النسيان، لكن بعد أن اجتمعت مع تصريحات غيرها لتزيد النار اشتعالا ودون أدنى مسئولية ممن أطلقوها.
ولأن الكلام ليس عليه جمرك كما يقولون، ولأنه ليس هناك من يحاسب على الكلام الذى بلا جمرك، أطلق سمير زاهر قذيفة أخرى قبل أيام، قال فيها إنه سيتم تلطيخ علم الفيفا بالدماء اعتراضا على ضياع حق بعض المصريين فى السودان بعد وقوع اعتداءات عليهم من مشجعين جزائريين.
والمؤكد أن سمير زاهر لجأ إلى هذه اللغة بعد أن تيقن من ضعف الملف المصرى الذى تقدم به إلى الفيفا حول ما حدث فى أم درمان، وبالتالى سيبدو أنه ممن صنعوا هوجة لا لزوم لها وأضرت كثيرا، وأنه ارتكن إلى التعامل مع المباراة بوصفها مضمونة الفوز لمصر، ولم يلتفت إلى إمكانية حدوث ما حدث من المشجعين الجزائريين، وهو الأمر الذى كان يجب أن يستعد له بالإثبات والتوثيق.
لم يفعل زاهر ذلك وعاد من السودان ليتفرغ لأحاديث الفضائيات، وإطلاق التصريحات النارية التى ساهمت فى تشويه صورتنا فى الخارج، ولما جاءت ساعة الجد بضرورة تجهيز ملف لرفعه إلى الفيفا لم نجد الدليل القوى الذى نستند إليه، وبدلا من شفافية الاعتراف بشح المعلومة، ظن سمير زاهر أن الفيفا عليها أن تصدقه هو ولا تراجع كلامه باعتباره منزها عن الهوى، وأنه يتعامل معها وكأنها مؤسسة مصرية من الممكن أن تدارى على البلاوى بأساليب ملتوية، ولما تأكد أنها غير ذلك أطلق تهديده الأجوف بتلطيخ علمها بالدماء.
أثبت زاهر وكعادته جهله بلوائح الفيفا، وإذا رد بأنه يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب، فإن المصيبة ستكون أعظم لأنه سيكون قد لعب بالنار التى كوت المصريين من قبل، ويصمم على إعادة الكى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة