محمد حمدى

الإخوان أضاعوا الفرصة

الأحد، 20 ديسمبر 2009 12:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بنهاية انتخابات مجلس الشعب عام 2005، حققت جماعة الإخوان المسلمين فوزا كبيرا ومهما بحصولها على 88 مقعدا فى البرلمان، فى الوقت الذى تراجعت فيه أحزاب المعارضة الأخرى، ولم يكمل الحزب الوطنى أغلبيته المعتادة إلا بعد ضم النواب المستقلين لعضويته، وبدا للجميع أن الإخوان فى طريقهم لانتهاز الفرصة والتحول إلى حزب سياسى علنى لأول مرة فى تاريخهم، والفصل بين العمل اليساسى والدعوى كما فعلت فروع الإخوان فى الكويت والعراق والأردن والجزائر من قبل، لكن الجماعة الأم أهدرت الفرصة كالعادة.

وبعد طول شد وجذب وانتظار أفرج الإخوان عن برنامج سياسى بعد أعوام من الدراسة، تعرض لانتقادات عديدة حتى من داخل الجماعة نفسها، ثم سرعان ما تراجع موضوع الحزب إلى الأدراج المغلقة مرة أخرى، لتحافظ الجماعة على وضعها غير القانونى الذى يعرض أعضاءها للملاحقات الأمنية كل فترة، لكن السؤال المهم الذى لا يريد إخوان مصر الإجابة عليه: إذا كانت الجماعة تمارس السياسة طوال الوقت فلماذا لا تتحول إلى حزب سياسى؟

هذا السؤال البسيط لا يزال يبحث عن إجابة حتى هذه اللحظة، والإخوان وعلى لسان عدد من قادتهم يتحججون بأنهم يرفضون لجنة الأحزاب، ويرونها غير شرعية لذلك لن يتقدموا بأوراق حزب أمامها فى انتظار حل هذه اللجنة أو إلغائها بالقانون.. وهم بذلك يرفضون حتى مجرد المحاولة.. حتى ولو كانت التجربة محكوم عليها بالفشل.

لكن خبرة الحركة السياسية المصرية منذ عودة الأحزاب حتى الآن، تقول إن لافتة حزب "تحت التأسيس" تمنح أعضاء الحزب فرصة الحركة لفترة طويلة من الزمن حتى يتم الفصل فى طلب التأسيس، سواء داخل لجنة الحزاب أو محكمة القضاء الإدارى، ولدينا تجارب الوسط والكرامة بل أن الأخير يصدر صحيفة رغم أن الحزب لم تتم الموافق عليه.

ولنا أن نتخيل ذهاب 88 نائباً فى البرلمان هم كل أعضاء جماعة الإخوان قبل أن ينقصوا نائبين إلى لجنة الأحزاب والتقدم بطلب تأسيس حزب سياسى للجنة الأحزاب، صحيح أن اللجنة سترفض الطلب لكن تصورا أيضا ما هو موقف دولة ترفض طلب تأسيس حزب سياسى لنحو 88 نائبا فى البرلمان؟.

فى تصورى إن الإخوان أهدروا فرصة كبيرة لممارسة السياسة من بواباتها الشرعية حتى ولو من خلال لافتة حزب تحت التأسيس، وفى نفس الوقت يصرون على وضع أنفسهم موضع الاتهام لإصرارهم على العمل من خلال جماعة محظورة بالقانون.. ولو خطوا خطوة الحزب السياسى لانتقلوا مرحلة إلى الأمام ووضعوا الحزب الوطنى ولجنة الأحزاب فى موقف لا يحسدان عليه.. لكن الجماعة أهدرت هذه الفرصة.. كما أهدرت غيرها!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة