فى عرفات يتجمع ضيوف الرحمن من الحجاج فى مشهد يتجمع فيه كل صنف ولون عربى وأعجمى، نساء ورجالا، أعداء وأصدقاء.. جميعهم تردد حناجرهم بقلب واحد يعلو السماء: لبيك اللهم لبيك.
الله أكرمنا بضيافتك فى هذا اليوم العظيم واجعلنا من عبيدك السعداء يا رب العالمين.
ربما ترى الأعين هذا النور الأبيض على عرفات الله كل عام بنظرة تحمل الأمانى الحالمة بأن تكون يوما فى نهر الخشوع وبحر الاطمئنان بين يدى الله مسبحين بحمده.. يمجدون بعظمته و ملكوته.
لا أخفى سرا أننى أحب عيد الأضحى كثيرا ليس بسبب اللحمة أو الفتة وصينية الرقاق وغيرها من الأكلات التى تجعلنا فى مهرجان اللحـــــــــــمة بكل أصنافها وأنواعها ضانى وبتلو وريش ومسلوق ومشوى ومحمر.. وحاسب أنت وهى على نفسك الخير كتير واللحمة مش هتطير.
أدعو للحجاج أن يخفف الله عليهم متاعب السفر والسيول والأمطار التى تشهدها شعائر الحج، وأتمنى أن يتقبل الله صيامنا يوم الوقفة.
وبمناسبة هذا الجو الروحانى يتوقع البعض أن يطارد الجزائريون من الحجاج أقرانهم من الحجاج المصريين، إلا أن ما فرقتهم الكرة ستجمعهم الشعائر المقدسة على كلمة واحدة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك.
وأتمنى أن يعود حجاجنا سالمين هانئين بعيدا عن مشكلات كل عام كتكدس فى المطارات أو صعوبة فى الانتقال من مدينة لأخرى، بالإضافة إلى أنفلونزا الخنازير أزاحها الله عنا وعنكم.
نداء أخير أوجهه لمن سافر هذا العام لأجل فريضة الحج أهنئه على رضا الله عنه، وأتمنى أن يسلم أمره لربه بعيدا عن الرفث والجدال والمشاحنات مع البائعين أو الجزارين، تاركين هذا الجو الروحانى من أجل شراء سبحة والفصال فى ثمنها أو سجادة صلاة والجدال على لونها أو التعنت فى بعض الشعائر كضرورة جمع حصوات كبيرة جدا تصل لحد الحجارة التى إن ألقيت ربما تؤذى من تقابله بالسوء، وغيرها من الأمور التى تفقده فضل هذه المناسك، وإلا فمن الأولى أن يتجه لميدان الحجاز بمصر الجديدة ويترك مكانه لمن يريد حج البيت مسلما قلبه وعقله لرب العرش.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة