كلما تابعت نشاطه وإنتاجه أتذكر على الفور أقوال مأثورة تتبناها الذاكرة الجمعية والدوائر المسئولة عن تكريم المثقفين فى مصر بكل همة، على غرار: "زامر الحى لا يطرب"، و"لا كرامة لنبى فى وطنه،" و"الشيخ البعيد سره باتع"، و"مغنواتى البلد ما (يحظش)".
قال عنه عبد الرحمن الأبنودى: "إطلالته ذهبية.. وعيونه ترى ما توارى وتبسط ما استشكل فى تلافيف حياتنا الأدبية لأمة تعصف بها رياح التغيير".. إنه مصطفى عبد الله الكاتب والناقد الصحفى وأحد مؤسسى جريدة (أخبار الأدب)، وعضو لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بمكتبة الإسكندرية. الذى كرمته منتصف الأسبوع الماضى مؤسسة ثقافية كويتية، بعد أن تم تكريمه من قبل على يد وزير الثقافة التونسى، وعلى يد وزير الإعلام الكويتى لإسهامه فى إعداد معجم الشعراء العرب المعاصرين. وفى مصر وللمفارقة دلالتها تم تكريمه على يد مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم. وميدالية عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين من رامتان.
مصطفى عبد الله يتحرك بحماس محرر تحت التمرين، ويكتب بروح أديب ضل الطريق للصحافة.. بشوش دوما، يؤمن بكل جوارحه بمدى أهمية قيم العمل والإخلاص والإجادة.
تواضعه الجم يخلق مساحة ود إنسانى جميل مع كل من حوله. يقود العمل فى القسم الأدبى بجريدة الأخبار بديمقراطية، ويترك لشباب المحررين هامشا كبيرا للحركة بل واتخاذ القرار. مصطفى عبد الله الذى تجاوز مصاعب إنسانية مريرة، خاض معارك كثيرة منذ ولوجه للصحافة منذ أكثر من ثلاثين عاما منها معركته لإنجاح حملة مشاركة العرب كضيوف شرف فى معرض فرانكفورت الدولى وهى الحملة التى استمرت لعام كامل وأسفرت عن مشاركة حتى من تزعموا حملة المقاطعة فى العرس الثقافى الكبير. خاصة بعد أن تحمس عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية للمشاركة، ورد على دعاة الانسحاب بمؤتمر صحفى باعتباره بداية فعلية لحوار مطلوب حضارات وترويج لثقافتنا ورؤانا. كما دعم عبد الله دوما حرية التعبير ودافع عن تراث العقاد.
ولمصطفى عبدالله دوره المحمود فى رصد تراث الدكتور محمد حسين هيكل، بالتعاون مع ابنه (أحمد هيكل المحامى) وتتبع الكتابات غير المنشورة للدكتور لويس عوض مع شقيقه (الدكتور رمسيس عوض). ومشوار حياة.. أو بالأحرى "جهاد" يحيى حقى فى الفن فقد ظلت لقاءات عبدالله حقى حيث حرص فى التاسعة من صباح كل جمعة على دق جرس باب شقته، بعد أن اختاره الأديب الكبير لكى يملى عليه مذكراته فى الإبداع والتى أرادها أن تحمل عنوان "جهاد فى الفن".. وهو ما تحقق بالفعل على يد مصطفى عبد الله عام 2004 الذى يعد كتابه "الحروف المتمردة" من أحدث وأشمل مؤلفاته.
التكريم الحى لصاحب "الحروف المتمردة" يفتح ملف معايير التقييم لتكريم المبدعين والعلماء، فالأمر برمته نحسبه على قدر بالغ من الأهمية.. لأن التكريم الموضوعى يحفز الأجيال القادمة على التجويد والمثابرة حتى يأتى التكريم على هيئة حصاد معنوى يعوض ضعف الميزانيات والمخصصات المادية التى بح صوتنا من المطالبة بتحسينها لصالح المبدعين والعلماء وهم القاطرة التى تدفع أى مجتمع للأمام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة