دخلت الجماهير المصرية والعربية فى حيرة شديدة جدا هذه الأيام كل فى اتجاه، كما دخلت فى العام الماضى فى أحداث غزة، ولكن فى السنة الماضية كان يضاف للجماهير العربية بعض المصريين، ولكن هذه المرة جميع المصريين فى واد وجميع الجماهير العربية فى واد آخر، فما عليه الجماهير العربية أن مصر قامت بالاعتداء على لاعبى الجزائر حتى أسالتهم الدماء وشاهد الجميع مباراة لكرة القدم ثلث لاعبيها معصوبى الرأس كأنهم خرجوا من أنقاض معركة حربية لاستكمال مهمة قتالية، وأعطت الجماهير ظهرها للقضية عند هذا الحد فالصورة لا تكذب عند الكثير منهم، أما الجماهير المصرية فكانت على النقيض تماما يعرفون عن أنفسهم كرم الضيافة وحسن الخلق والروح الرياضية والاحترام الكامل لقدرات كل منافس والرياضة للمتعة فقط، وليس لأى شىء آخر، وإن كان هناك عقاب من الممكن أن يعاقبوا على احترامهم لا أكثر، بدليل أن جميع مشجعى مصر يعرفون طبية الإنذار الذى تعرض له وائل جمعة لم يحصل عليه إلا جراء ذهابه للاعب الجزائر للاعتذار له، ولكن وائل فوجئ أنها ليست كرة قدم فنال عقوبة احترامه المهم مما سبب هذه الحيرة الجماهير المصرية عن بكرة أبيها بدون استثناء تعرف أن ما حدث لأتوبيس اللاعبين الجزائريين مجرد تمثيلية حقيرة أريد بها تشويه صورة مصر، وكسب نقاط للمقاضاة بعد مباراة القاهرة لأنهم أتوا منهزمين قبل بداية المباراة، ويعرفون أن مصر سوف تنتزع البطاقة فى القاهرة، ولذلك أرادوا أن يحصلوا عليها بطرق أخرى اتضحت معالمها فى السودان، وما يهمنى هنا أن أطرحة عليكم فى هذه الآونة بالذات هى كيف نوفق بين وجهة النظر العربية ومعها الغربية ووجهة النظر المصرية، ولذلك لابد من كشف تفاصيل المؤامرة الدقيقة التى تريح القارئ العربى والمصرى والغربى أيضا.
بداية قد يستغرب البعض من الثقة الزائدة من مصداقية هذه التفاصيل ودقتها وسلامة تشخيصها للحدث، ولكن أقول لكم إن الكثير تحدث ولكننى من منطلق المواطن المصرى البسيط لا يقنعه كثير، مما كتب لأن الحدث كبير وتفسير ما حدث محدود من أفضل المميزات لمن يكتب أن يكون بعيدا عن موقع السلطة، لأن كل من كان فى السلطة يكون مقيدا عند التعبير عن كل ما يعرف فلايستطيع أن يشرح للرأى العام كل ما يعرفه بدقة لحساسية الموقع، أما من يكتب من صفوف الجماهير يشعر بألمهم فلا حرج عليه إن كانت لديه تفاصيل أكثر، ومن هنا لا نقف عند الأدلة كثيرا لآن المواطن المصرى الآن بحاجة، لأن يفهم وهذا هو المهم فى البداية حتى نعرف خيوط المؤامرة لابد للأمانة أن أنأى عن الشعب الجزائرى حكومة وشعبا تخطيطه للمؤامرة، وإنما ألصق بهم أنهم كانوا أداة التنفيذ وسبب أننى مصر على أن أنأى عنهم التخطيط للمؤامرة أن قدراتهم فى هذا المجال محدودة جدا، وتصادف فقط أنهم معنا فى المجموعة، ولذلك وقع عليهم الاختيار من المخطط لنزع بطاقة التأهل من مصر بأى طريقة وبأى أسلوب لم تكن الجزائر كهدف للمخطط أن تذهب لكأس العالم، لأن هدف المخطط أيضا ألا يذهب أى فريق عربى لكأس العالم.
هذه هى الحقيقة التى لا يعرفها الكثيرون ولكن تصادف التخطيط لإقصاء مصر من هذه البطاقة أن تكونت الدولة المناسبة من دول المجموعة لعمل فريق التخطيط عليها هى الجزائر فكانت صيدا سهلا، لتنفيذ هذا المخطط الحقير، ولكى نفهم ما خطط تماما وتستوعبه العقول والأفهام لابد أن نطرح سؤالا مهما ماذا تمثل بطاقة مصر للذين خططوا لإقصاء مصر أن تحصل على هذه البطاقة.
هذه البطاقة حصاد منظومة رياضية مصرية دخلت على الساحة الرياضية العالمية بقوة بعد بطولة كأس العالم للقارات وبطولتى كأس أمم أفريقيا 2006 و2008، بالإضافة إلى أخلاقيات الجيل نفسه جيل أبو تريكة ورفاقه جيل فرض احترامه وأخلاقه على العالم أجمع، ناهيك عن المعلم حسن شحاتة الذى أضاف للعالم مدرسة كروية جديدة، وهى المدرسة المصرية حيرت كاكا وإيتو ودروجبا مدرسة الكل فى واحد نسج خيوطها المعلم شحاتة على مدار سنوات طويلة، ليقدم للكرة العالمية إضافة جديدة المدرسة التى لا تعرف الفرد، بل تعرف الجماعة المدرسة المبنية على الأخلاق أول وكلنا يعرف قصة ميدو وزيدان مدرسة لا تعرف اليأس ولم تعد الدقيقة تسعين تمثل لهذه المدرسة خط النهاية فلانهاية لأى مباراة تدخلها هذه المدرسة إلا مع صافرة النهاية مدرسة لا تعرف الإحباط، وتذكروا كم كان ترتيبها فى المجموعة وإلى أين وصلت قبل مباراة السودان هذه المدرسة لا تأتى من فراغ إنما هى إفراز منظومة متكاملة مصرية خطط لها بعناية ودفع عليها الكثير لا نعرف لها نجما كلما غاب نجم ظهر نجم آخر حتى عرفت الدنيا كلها حمص قبل أن تعرفه أهل قريته هذه هى مدرسة شحاتة واسألوا الجزائريين عن أبو تريكة الذى بدا مذهولا خلال المباراتين من رفاقه الجزائريين ألهذا الحد وصلت كرة القدم وروح الحقيقة تقول فيه شىء مش مفهوم.
تعنى بطاقة التأهل ارتفاع أسهم كرة القدم المصرية بجميع مستوياتها على المستوى العالمى، ودخول عناصر اللعبة السوق العالمى من مدربين ولاعبين وأجهزة فنية، خاصة أنه من الممكن أن ينافس بذلك شحاتة على أفضلية أحسن مدرب بالعالم، وهنا يكون التنافس منطقى ووارد بقوة وكذلك أبو تريكة وغيره الكثير ممن كانوا على عتبة هذا التنافس الشريف، خاصة الحضرى العملاق وما تمثله من تنشيط للسوق المصرى فهو يعطى انتعاشا مصريا اقتصاديا من جهة أخرى.
أما على الجانب السياسى فأول مرة تجد جميع طوائف مصر تلتف حول حدث معين، ولعل أكثر أسباب التوجه الخلقى والأخلاقى لفريق شحاتة هو القرب الشديد للسيدين جمال وعلاء مبارك، وزيارتهم الدائمة لمعسكرات التدريب الخاصة بالمنتخب، وكذلك سيادة الرئيس لما للثلاثة من طابع جاد غير هزلى وتطبع بهذا الطابع شحاتة وأبنائه فانعكست ثقل المسئولية التى نقلت على أعناقهم بطريقة غير مباشرة بالزيارات المتكررة السالفة الذكر.
فلأول مرة يتابع من مصر مباريات للكرة من غير المهتمين من طوائف الشعب والعامة، هذا بالإضافة إلى الجماهير العربية التى باتت تجلس أمام التلفاز تنتظر مباريات مصر دون النظر لمباراة الجزائر، فالجزائر مع احترامى للجميع لن يزيد عن فريق تونس شيئا كثيرا الذى خرج من المرحلة نفسها أمام موزمبيق فى هدوء تام، إلا أنها المؤامرة التى خدمت الجزائر خدمة مجانية قدمها المتآمرون للجزائر ولم تخسر الجزائر شيئا، بل حصلت على ما لم تحلم به مطلقا واسألوا سعدان الذى يعرف إمكانيات المنتخب المصرى جيدا وجاءته نتيجة مبارياته مع مصر على طبق من ذهب وهو متعجب من أداء المنتخب المصرى، وأنا هنا أفسر له سبب تعجبه الذى أكشف عنه بالتفصيل.
فبات للشباب العربى فريق عربى يستطيع أن يراهن عليه فى المحافل الدولية، خاصة بعد أن شد قلوبهم هذا الفريق بعد كأس القارات وهنا أعادت الجماهير العربية العاشقة لكرة القدم ومنهم الجزائريون أيضا توجهاتها لاختيار من يمثلها بقوة وسط وحوش أوروبا وأمريكا الجنوبية، بعد أن كان حلم كل عربى فقط الحضور المشرف فى الأدوار التمهيدية فقط ثم الرحيل فى هدوء، ولذلك لم تغفل الجهة التى خططت للمؤامرة أن يفوتها هذا أيضا فهى تعرف أن الأنظار فى العالم أجمع تتوجه للقاهرة، ومن الممكن للفراعنة فى هذا اليوم أن يقدموا معجزة كروية ويحولوا الأفضلية الجزائرية فى صدارة المجموعة إلى تفوق مصرى يحسم البطاقة فى القاهرة لعبا ونتيجة، وهنا تطير عقول الشباب العربى على اختلاف مستوياته هياما وحبا لهذا الفريق، خاصة الشباب الخليجى الذى يمثل إعجاب الشباب الخليجى تحديدا بالفريق المصرى فرصة لزيارة مصر بعد ذلك، ويكون هذا الشباب نواة لاقتصاد تبادلى قوى جدا، ولهذا خططت الجهة المتآمرة أن تفسد هذا الإعجاب أيضا فنظمت مباراة ودية لفريق البرازيل مع فريق إنجلترا فى اليوم نفسه 14-11 وفى الساعة نفسها حتى يتوجه عشاق السامبا من الجماهير الخليجية من تحويل قناة الستلايت عن مباراة مصر، ولو كان الأمر أمر مباراة ودية للبرازيل كانت الجهة المخططة جعلت البرازيل يلعب مع بلدهم طالما فى أرضهم ولكنهم يعرفون أن المباراة لو كانت بين البرازيل وبلدهم لما شاهدها أحد، ولذلك تم اختيار إنجلترا خصما، ومن هنا أبدأ لكم بفتح تفاصيل ملف المؤامرة بكل شفافية وصراحة.
* باحث مصري
صفاء الدين عبد الرحمن يكتب : مصر الجزائر – تفاصيل المؤامرة (1)
الأربعاء، 02 ديسمبر 2009 03:49 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة