أتعجب كثيرا فى الحقيقة أننا نتأخر فى إدراك الأخطار حولنا، ونتأخر أكثر فى القرارات السريعة لمواجهتها بدون مبرر.
مصر لم يبدأ الهجوم عليها بالأمس، بل من سنوات وسنوات، واتخذ الهجوم صورة إعلامية كبيرة وضخمة ومبالغ فيها وبجرعات مكثفة، ووصلت إلى درجات من التطاول والإساءة للحكومة والرئيس والشعب والتاريخ والعروبة والتدخل فى الشئون الداخلية إلى درجة التحريض ضد الحكم والدعوات لبث الفتن والإرهاب ضد مصر، وما إلى ذلك.
فى مقابل ذلك ظلت مصر تتوسع فى الإعلام بطريقة ساذجة جدا، وصرنا نكلم أنفسنا فقط ولا يصل صوتنا لأحد ولم يكن الأداء الإعلامى المصرى سواء فى الفضائيات أو الإذاعات أو الصحف المطبوعة أو المواقع الإلكترونية أبدا على مستوى التهديدات ولا لديه سرعة الرد ولا الرد بالمثل ولا بالقوة المطلوبة والسؤال لماذا؟
لماذا أصغر شخص يجلس على الإنترنت لساعات ويتصفح ويتنقل من موقع لموقع ويجلس على الفضائيات من وقت لآخر يستطيع أن يستشف ما يحدث ويتوقع المحتمل حدوثه، بينما أشخاص فى مراكز قيادية وإعلامية فى عالم آخر ومشغولون بأشياء أخرى ويرون الحياة بلون وردى كمن يرى الوحوش قادمة فيقول إنها خيال ويكتفى بدفن رأسه فى الرمال والحلم بأن كل شىء على ما يرام؟.
لماذا مصر لم تقم فى حينه بالكشف عن حقيقة إيران وقطر وإسرائيل وسوريا وحماس وحزب الله والإخوان والقاعدة والجزائر ومن معهم واتباعهم والعلاقات بينهم، وما يخططون له ضد مصر والعرب وما هى حقيقتهم التى يتظاهرون بشىء ويخفون عكسه، ولماذا التستر على من يلفقون لنا الاتهامات ويفترون علينا ويشتمونا بلا سبب ويقلبون الخير إلى شر ويزيفون لاتباعهم الشر ليبدو أنه عين الصواب وفى المقابل نقف صامتين؟
فى أى عرف وأى منطق ومن أى منطلق؟ أقل شىء أن كنا لن نفترى عليهم مثلما يفعلون أن نرد أولا بأول على أكاذيبهم بقوة وأدلة وصوت مسموع ونفضحهم ونكشفهم لا نفترى عليهم، بل فقط نظهر حقيقتهم ونوضح للناس حتى لا يظلوا يسممون أفكار الناس، وبما أنه لا يوجد رد أو اعتراض إذن يبقى كلامهم الصحيح، وأتعجب لماذا لا يكون هناك قناة عربية عاجلة بتمويل ضخم من القاهرة فيها كل العرب ومذيعون وضيوف ولهجات عربية تناقش قضايا العرب وتكون سباقة فى عرض الحقيقة، وترد لحظة بلحظة على أكاذيب المدعين ومن معهم ويكون لها قناة أخرى تترجم فوريا بالإنجليزية وقناة أخرى تترجم فوريا بالفرنسية لكل العرب وكل العالم.
ولماذا لا يكون الشىء نفسه قناة عربية وموقع إلكترونى عربى ولا يصح تسمية شىء باسم مصر فقط، لأنه لن يجتذب إلا المصريين فلابد أن يكون شيئا عربيا حقيقيا وليس فارسى ناطق بالعربية ضد العربّ طال الصمت وزاد الهوان!
من هان يسهل الهوان عليه ليس لجرح بميت إيلام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة