ظاهره هذه الأيام المتاجرة بآلام الصعيد، والظاهرة الأهم هى أن هناك فى القاهرة مجموعة لديها "توكيل الصعيد" مجموعات تتاجر بالصعيد فى الصحافة من شققها الفخمة فى القاهرة، ونحن الذين نعيش فى الصعيد بكل آلامه وأماله لا تتاح لنا الفرصة للتعبير عن همومنا، فمطلوب صعيدى يعيش فى القاهرة حتى تصل أصوتنا، أما نحن فممنوعون من الكلام وكل ذنبنا أننا نعيش فى الصعيد الحقيقى لا فى الصعيد الوهمى الموجود على الشاشات الإليكترونية.
الصعيد هنا فى قنا وأسوان وسوهاج، فى النجوع وفى المدن الصغيرة فلمن أراد الحديث عن الصعيد فليأت ويعيش معنا ليعرف معاناتنا، أم أن يبقى الصحفى فى القاهرة ولا يزور الصعيد إلا بتذكرة مجانى على حساب المحافظة، وبعدها يأخذ قطعة أرض من المحافظ ثم يكيل له المديح فى صحيفته، فهذا نصب واحتيال لا علاقة له لا بالصعيد ولا بأهله.
الصعيد لأهل الصعيد وليس لمن يتاجرون به على الشاشات أنا شخصيا أرحب بإخواننا الصعايدة فى المهجر "القاهرة" لكننى فى ذات الوقت أدعوهم للحياة فى الصعيد والبناء فى الصعيد لا سرقة أموال الصعيد والبناء بعوائدها فى القاهرة.
للصعيد وللصعايدة الحق فى أن يتكلموا عن آمالهم وأحلامهم بأنفسهم، لا أن ينوب عنهم صعايدة فى القاهرة احترفوا المتاجرة بالصعيد، دعونا نتكلم عن أنفسنا، أفسحوا لنا المجال للحديث، حتى تظهر أصواتنا فى العلن، بلغتنا ولهجاتنا المحلية، أم أن القاهرة لا تقبل إلا الصعيدى المعدل الذى يطعم أقواله بعبارات صنعت خصيصا للاستهلاك القاهرى.
لغة صعايدة الشاشة لا علاقة لها بنا، كما أن مشاكلهم ليست مشاكلنا، هى فقط تجارة رائجة يتعاطاها من ليست لهم علاقة بالصعيد ومشاكله من قريب أو بعيد، صعايدة الأفلام وصعايدة الشاشات لا يشبهوننا، فهم فقط يشبهوننا بمعنى أنهم شبهة، وربما شبهة جنائية.
أناس لا يتخلقون بأخلاق الصعيد، ولا يحق لهم الحديث باسمنا، فمن فضلكم أفسحوا لنا المجال لنتحدث عن الصعيد الحقيقى بصعايدة أصليين لا بصعايدتكم المزورين.
