من ناحية أخرى وقفت السيدات فوق السور الفاصل بين منازلهم ومبنى وزارة الداخلية الجارى إنشاؤه، مؤكدين على ذهاب أرواحهم فى سبيل هذه الأرض التى لا يعلمون غيرها مأوى.
الحاجة فوزية بندارى عبد ربه (72 عاما) تستغيث برئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك قائلة "أولادنا وأهلنا ضحوا بأنفسهم من أجل هذه البلاد والدولة قد أعطتنا الأرض تعويضاً وإكراما لشهدائنا فلماذا يريدون أخذ عطية المالك".
وتحكى الحاجة نجاة عبد الله السيد (72 عاما) أن النوم أصبح مستحيلا مع رجال المنطقة فرجال الشرطة يزورون منازلنا طيلة الليل يخربونه ويفتشونه، وكأن إسرائيل احتلت فلسطين ثم ينهالون علينا بأبشع الشتائم والألفاظ، مهددين إيانا بكل عزيز وغال فلم يتبق من رجالنا إلا من وضع رقبته على كفنه من أجل أرضه.
من جانبها تقول ست أبوها المنشاوى إنهم لجئوا لكل الوسائل القانونية من رفع دعوى قضائية، وبلاغ للنائب العام، وشكاوى لرئيس الجمهورية، إلا أن موقف المحافظة لم يتغير وصمموا على قرار الهدم.
وطالبت ست أبوها بالتضامن مع قضيتهم قائلة: "لسنا من أعداء مصر بل نحن أبناؤها الذين عاشوا حلاوة مصر ومرها وأخذنا هذه الأرض فى وقت كانت فيه صحراء من آثار الكامب العسكرى الإنجليزى، وقمنا بتمهيدها ورصفها وإدخال المرافق بها، وبث الحياة فيها لماذ لم يفكروا فيها قبل ذلك أم هى الكعكة التى فى يد أيتام شهداء أكتوبر؟"
وأشار مختار أحمد مختار، أحد الأهالى المتضررين، بقوله "لن أنزل من على سور بيتى إلا وأنا مقتول، والمقتول فى سبيل أرضه شهيد عند الله، وكفانا من الذل والهوان ما يجعلنا لا نقبل سوى أرضنا".