عبدالله يسرى

القناة الثالثة الجزائرية

الأربعاء، 02 ديسمبر 2009 03:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسوأ ليلة مرت على حتى الآن وأنا على أعتاب الخامسة والثلاثين فى عمرى، ليلة الخميس 18/ 11 الماضى، لم تكن بسبب الهزيمة فى المباراة، فأنا أصلا لا أهتم بكرة القدم، وأقسم لكم أنها المباراة الأولى التى أشاهدها منذ 12 عاما، وقد جاءتنى الرسائل من زملاء وأصدقاء كانوا محاصرين ومختبئين فى البيوت والفنادق السودانية بعد خروجهم من استاد المريخ كباقى الجمهور المصرى، قمة الهمجية والبلطجة وقلة الأدب التى تعرضوا لها ، حتى السيدات لم يرزقن خلاصا، وكل هذا حدث بعد فوز منتخب الجزائر، ماذا لو كان خسر؟!
بعيدا عن الكرة لعنة الله عليها، وبعيدا عن الاسطوانة المشروخة إياها التى مللتها فى وسائل الإعلام والألفاظ التى تجاوز مهنية العمل الإعلامى بأميال وكيلوات، وبعيدا عن حالة الاحتقان والتصعيد التى سعت إليها قنوات فضائية رياضية متخصصة هنا فى مصر، وبرامج التوك شو الشهيرة، التى تشعرنى بالخيبة والانفلات الفضائى.

بعيدا عن كل هذا، وبعيدا عن البذاءات و"قلة الأدب" التى قرأتها فى الصحف الجزائرية وسمعتها فى تقارير مسجلة على القناة الثالثة الجزائرية، والمليئة بالإرهاب والدموية كـ ( دق أعناق المصريين، وتحنيط الفراعنة..)، وقد ورد على لسان السيد عز الدين ميهوب كاتب الدولة الجزائرية أن توزيع بعض الصحف وصل إلى أربعة ملايين نسخة بدلا من 300 ألف نسخة فى اليوم الواحد، وكذلك صور ومشاهد الاحتفال بعودة المنتصرين الخضر إلى وطنهم الجزائر، المليئة بالهمجية وإشعال النيران وخلع الملابس والرقص البربرى بالأسلحة البيضاء الشبيه برقصات الحرب للهنود الحمر مما ترتب عليه مقتل 14 شخصا وإصابة 400.

بعيدا أيضا عن وجود سمات محددة لجمهور المشجع الجزائرى فى السودان وهى ( فئة عمرية واحدة، بناء جسدى قوى وقامات متقاربة – قصة شعر واحدة- حمله للسكاكين والسيوف...) وجميعهم قدموا على متن طائرات عسكرية جزائرية، ما يعنى موافقة رسمية للحكومة الجزائرية على طبيعة وسلوك ونية هؤلاء وما سيحدث، بعيدا عن كل ذلك، ولكن أن يُحرق العلم المصرى وتمر عليه السيارات ويلبسه الحمار ؟! هذا هو المرفوض تماما.

أيها الجزائريون ألم يكن باستطاعتنا إرسال مائة شخص فقط من ولاد البلد من الدرب الأحمر والشرابية والمطرية وبولاق ؟ والله مائة فقط وحينها ستعرفون معنى حرب الشوارع؟!

ألم يكن بالإمكان اعتراض طائراتكم وهى فى الجو؟ أو حتى اختطافها وإجبارها على النزول فى مكان غير المكان وتأديب ركابها ومن ثم إرسالهم وعليهم مائة بوسة ؟! على كل، طبيعة البربر معروفة وسماتهم الثقافية معروفة وتاريخهم معروف، وبالتأكيد هم لا يعبرون عن كل الشعب الجزائرى إطلاقا، ولكننا نعلن الغضب منكم، وخلوا العروبة والأخوة والتاريخ المشترك على جنب، فقد أصبحت العروبة الآن لنا لعنة وعقاب، ولنا حق بالقانون سنأخذه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة