"أُمسِيةٌ تَنَكُرية".. قصيدة للشاعر وائل السمرى

الأربعاء، 02 ديسمبر 2009 09:36 ص
"أُمسِيةٌ تَنَكُرية".. قصيدة للشاعر وائل السمرى صورة من القصيدة بمجلة دبي الثقافية
نقلا عن مجلة دبى الثقافية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنَا لَستُ منكِ
ولَستُ من الغَيمِ
أو مِنْ رِيَاحِ الطوَاحينِِِِ
لَستُ

أنَا...
لَستُ أَعرفُ..
يَملؤنِي الوقتُ بالوقتِ
لا أتَنفسُ
إلاَّ بِمقدَارِ مَا يَعتَريني القلقْ
أنَا برزخٌ في ثنايَا الورقْ
أَراكِ..
أرىَ.
غير أنيَّ حينَ أرىَ..
لاَ أرَاكِ
فَأمضي
إليَّ..
إليهِ..
إليكِ..
إلى
وجعٍ
يشبهُ الغيمَ حينَ يُنَادي
ولَستُ
مِن الغيمِ
لَستُ
مِن الريحِ
لستُ أنَا..
لَستُ أَعرفُ
أو
كُنتُ أَعرفُ
ثمَّ
رَمَيْتُ
الحدودَ
فَتُهْتُ..
وغِبْتُ..
وقَهقَهتُ مِنْ ألمي
في الصباحِ
تألمتُ مِن بسمتي
في المَسَاءِ..
وفي آَخرِ الشّارعِ المُستَبدِ المُمِيتِ
تَهادى
إليَّ
نِبَاحُ
الكلابِ
فَخِفْتُ من الصوتِ
ـ لكنني
لاَ أخَافُ الكلابَ ـ
أقولُ لنفسي
وأُسرعُ خَطْوي
وَقُلتُ:
أنَا هالكٌ
هالكٌ
لاَ مَحالة
وخَطْوي
عدوي وطوقُ نَجَاتي
وخطوي
دَليِلي وَجرحُ حيَاتي
وخطوي
نبيي
ملاكي
وخاتم وحي السماءِ إلىَّ
وخطوي
يَهُوذَا
سَيُسْلمني
ثُمَّ يُنْكِرُني
ثُمَّ يَمشي يكرزُ في الأرضِ زهوًا
ويرمي الدراهمَ للأرضِ
صوتُ الدراهمِ يعلو
فأجري
وتَتْبعني
صرخاتُ الكلابِ
ـ ولكنني لاَ أَخافُ الكلابَ ـ
أقولُ لنفسي:
سَتَعرفُ هذي الكلابُ الحقيقةْ
وتعرفُ أني ارتجفتُ من الصوتِ
وارتبكت أعيني في الظلامِ

لَستُ أعَرفُ:
هَلْ أُسْرِعُ الخطوَ
حتىَ أَغيبَ عن الشارعِ المستبدِ المميتِ
فتسمعُ صوُتِي الكلاب؟
أَمْ أُمَثِلُ دَوْرَ الذي لا يخافُ
فَيَفْضَحُنٍي فَشَلي في التَنَكُرِ؟
........
........
سأُقْنِعُ نفسي
بأني لَستُ أنَا
أو بأني لَستُ هُنَا
ثُمَّ أَضحكُ مِنْ صورةٍ في خيَالي

{ الكلابُ ستأتي إلىَّ
كمَا الريحُ
مِنْ كُلِ فجٍ عميق
وحين ترانيَّ
لَنْ "ستراني"
فتنهش...
لا شيء }

أضَحكُ
أضَحكُ
تَطلعُ شمسُ الصباحِ
أقهقهُ مِنْ ألمي
في الصباحِ
وأبكي
إذَا الشّعرُ جاءَ
بلا موعدٍ
مثل ساعي البريدِ
ينادي على اسمي
هل اسمى أنَا؟

لَستُ أعَرفُ
لكنني
لَستُ هذي الحروف التي دحرجوها إلي صغيرًا
تعثرتُ
ثُمَّ نطقتُ
ولَستُ عُيوني
التي كُلمَا أنظر الآنَ فيها تُبَاغِتُني غُربةٌ كَالظلامِ
ولَستُ أنَا الصوت
يخرج مني فلا أستطيع استعادته
لَستُ صدرًا ولا أرجلا
لَستُ رسغًا ولا أذرعًا
لستُ قلبًا يَفِيضُ
وعقلاً يُرِيدُ
أنَا..
لَستُ غير انتظار
وتوق إلى قلق
في حقيبة سَاعي البريد

أنَا
لستُ أَعرفْ





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة