نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تقريراً مفصلاً عن العلاقات المصرية السعودية، قال فيه إن هذه العلاقات شهدت توتراً فى الماضى، حيث كان كل من البلدين يسعى إلى بسط نفوذه فى العالم العربى، وتبأ التقرير بإمكانية وجود عائق سياسى بين البلدين فى حالة تولى جمال مبارك السلطة فى مصر، وتولى أحد أعضاء عائلة المالكة السعودية الحكم، ومن ثم سيكون هناك فارق عمرى كبير من زعيما البلدين، وسيحدث فجوة بين الأجيال.
وحاول التقرير الذى كتبه كل من ديفيد شينكر وسيمون هندرسون استقراء التطورات فى العلاقات الثنائية بين القاهرة والرياض والمخاوف المشتركة من البرنامج النووى الإيرانى الذى أدى إلى تقوية الروابط بشكل غير مسبوق بين الجانبين.
واستعرض التقرير العداء المصرى السعودى فى الستينات من القرب الماضى، حيث خاض البلدين حرباً بالوكالة فى اليمن استمرت ثمانية أعوام وكانت حرباً عنيفة لدرجة أن مصر استخدمت الأسلحة الكيماوية مراراً ضد الملكيين فى اليمن الذية تلقوا دعماً من السعودية، على حد زعم الكاتبين.
وبعد خمسين عاماً فإن الأيدلوجية الثورية للرئيس الأسبق جمال عبد الناصر أصبحت فى الذاكرة البعيدة، بينما دخلت القاهرة والرياض فى تنافس غير قاتل من أجل القيادة العربية.
وبعد استعراض البروز السياسى للملكة العربية السعودية فى القرن الماضى ومنافستها لمصر بفضل النفط الذى منحها مكانة بارزة، تحدث التقرير عن العلاقات الاقتصادية القوية خلال السنوات الثلاثين الماضية، حيث وفرت السعودين آلافا من الفرص للعمالة المصرية، وفى الوقت نفسه، فإن مصر تجذب السعوديين الراغبين فى السياحة، خاصة أنها دولة أكثر محافظة من لبنان، وأكثر استقراراً أيضا من الناحية السياسية.
ويوضح المعهد، نقلاً عن مسئولين، أن حجم التبادل التجارى بين البلدين زاد بنسبة 350% منذ عام 2004، وأصبحت السعودية أكبر سوق لصادرات مصر من بين الدول العربية وكذلك أكبر مصدر لوارادتها العربية أيضا. وبلغت الصادرت المصرية إلى السعودية 926 مليون دولار، فى حين أن الصادرات السعودية إلى مصر تجاوزت 3 مليارات دولار خلال العام الحالى.
وأشار المعهد إلى سلبيات هذا التعاون الاقتصادى القوى الذى تمثل فى انتقال الوهابية إلى مصر مع عمالتها العائدة من السعودية، وهو الأمر الذى أدى إلى حدوث مزيد من التوتر بين المسلمين والأقباط، كما تحدث عن أزمة الطبيب المصرى الذى تعرض للجلد فى السجون السعودية عام 2008 بعد اتهامه بجعل أميرة سعودية تدمن المخدرات بعد أن وصف لها عقاقير مضادة للألم أكثر من الضرورى.
وفى النهاية تحدث الباحثان عن الخلافات السياسية بين القاهرة والرياض التى تمثل أهمها فى التعامل مع سوريا، فبينما اتخذت مصر موقفاً متشدداً من الجانب السورى بسبب علاقته مع الجانب الإيرانى، إلا أن السعودية كانت أكثر واقعية ولم تقطع علاقتها بالرئيس السورى بشار الأسد.
معهد واشنطن يرصد مفارقات العلاقات المصرية السعودية
السبت، 19 ديسمبر 2009 04:16 م