عياد الآبى يكتب: إلى متى يصمد جارى الطيب؟

السبت، 19 ديسمبر 2009 03:51 م
عياد الآبى يكتب: إلى متى يصمد جارى الطيب؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشنا أربعين عاما فى أخوة ومودة لم يكن للعقيدة أى نوع من التأثير على علاقة الجيرة التى قام كلانا بالوفاء بالتزاماتها على الوجه الأكمل لم نتشاجر ولم يعلو صوتنا طيلة هذه السنين.

بعد التقاعد وكعادة كل المصريين على اختلاف عقائدهم تزيد جرعة الروحانيات فى حياتهم باعتبار أن ما تبقى من العمر قليل.

جارى الطيب تغير وبدا مهموما وتجهم وجهه وأطلق لحيته على غير عادته وتقلصت لقاءاتنا واقتصرت على مدخل العمارة أو على السلم نتبادل سلاما مقتضبا، ثم يمضى كل إلى حاله وفى أحد أيام الجمع مررت بالصدفة أمام المسجد الذى أعرف أنه يتردد عليه وهو أشبه بزاوية أسفل أحد البيانات وسمعت فى الميكروفون ما يبرر التغير الحادث الذى حدث لعلاقتنا أنا وجارى.

فى إحدى المرات سألته معاتبا ثم ماذا يا فلان؟ إن الداعية الذى يدعوك لعدم التعامل معى وكراهيتى لم يقل لك، وماذا بعد ذلك هل يتجمد الموقف عند ذلك أم أن ذاك مقدمة لأشياء أخرى تتلو الكراهية بالضرورة وهل تتوقع منى ألا أبادلك الشعور نفسه.

أمعن الرجل فى سماعى مما شجعنى أستطرد قائلا أرجوك أن تقول للداعية إن هؤلاء الناس هم مكون أصيل من هذا الوطن بعقيدتهم وأعراقهم لا لاجئين ولا وافدين واللذين يراهنون على خنوعهم واهمين فالأقباط سينفجرون عاجلا أو آجلا إذا ما استمرت هذه الدعاوى العنصرية للكراهية والعنف الذى يمولها جهات مشبوهة ومعروفة للجميع وما يتردد الآن خلف الأبواب المغلقة عن المطالبة بتقسيم هذا الوطن والعصيان المدنى واسترجاع حقبة الاستشهاد سوف يكون مطلبا سيكافح الأقباط فى سبيله للعيش بكرامة فى وطن نحن شركاء فيه بعقود لا تقبل التشكيك فى صحتها.

وما هذه الخراريج التى تنفجر بين الحين والحين إلا مقدمة لانفجار كبير سيطول الجميع ونترحم على أيام المودة والمحبة، إن اللذين مولوا هذه المشاريع العنصرية فى السودان ولبنان والعراق والصومال وأفغانستان سيدفعون الثمن غاليا، وهم يدفعونها الآن بالفعل من رصيد عقيدة سمحة دفعوا الناس دفعا لكراهيتها والخوف من أتباعها فى كل الدنيا بدلا من الدعوة إليها بالحكمة والموعظة الحسنة.

صافحنى جارى الطيب بحرارة لكن يظل السؤال إلى متى يصمد جارى الطيب وإلى متى يصمد الطيبون المؤمنين بالفطرة أمام هذا الطوفان من الدعاوى العنصرية البغيضة، وأصبحت ممولة بسخاء من مجتمعات بداوة لم تستطع الاندماج فى الدنيا وتطمع فى أن نلتحق بركابها المتخلف ليس حبا فى الإسلام، ولكن كراهية فى مصر والمصريين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة