أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن اتفاقا "مهما" و"غير مسبوق" تم التوصل إليه مساء أمس الجمعة فى كوبنهاجن، ولكن التقدم المسجل فى العاصمة الدنماركية غير "كافٍ"، فى حين أعلن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى عن تنظيم محادثات جديدة فى بون "خلال ستة أشهر" للإعداد للقمة المقبلة حول المناخ فى مكسيكو، وحذر من أن أى اتفاق ملزم شرعيا سيكون "صعبا جدا" وسيتطلب وقتا.
غادر أوباما الذى حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2009، العاصمة الدنماركية عند الساعة 23.30 (22.30تغ) على متن طائرة الرئاسة الأمريكية "إير فورس ون" قبل التصويت النهائى فى قمة المناخ "بسبب حالة الطقس التى تفرض عليه ذلك"، كما قال الرئيس الأمريكى.
وأكد أمام الصحفيين قبل مغادرته كوبنهاجن مساء أمس الجمعة، أن الاتفاق "لن يكون ملزما قانونيا". وأوضح أن "التقدم لم يكن سهلا ونعلم أن هذا التقدم لوحده غير كاف".
وأضاف "لكن الاتفاق سيتيح لكل بلد أن يظهر ما قام به، سوف نعلم من سيحترم ومن لا يحترم الالتزامات المتبادلة التى حددت". وقال أوباما أيضا "لقد تقدمنا كثيرا ولكن لا يزال أمامنا الكثير كى نقوم به"، وأضاف "اعتقد أن ما حققناه فى كوبنهاجن ليس النهاية ولكن بالأحرى البداية".
من ناحيته، أعلن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، أن الاتفاق "ليس ممتازاً"، ولكنه "أفضل اتفاق ممكن". وقال خلال مؤتمر صحفى إن "الاتفاق ليس ممتازا" ولكنه "أفضل اتفاق ممكن".
وأضاف مع خوسيه مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية، وأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية وجوردون براون رئيس الحكومة البريطانية وباراك اوباما الرئيس الأمريكى "اخترنا أن نقر هذا الاتفاق" الذى تم التوصل إليه بعد مفاوضات "صعبة للغاية لأنه يلزم الكوكب بأسره".
وأشار إلى أن ميركل ستنظم محادثات جديدة فى بون "خلال ستة أشهر" للإعداد للقمة المقبلة حول المناخ التى ستعقد فى مكسيكو نهاية 2010.
واعتبر الرئيس الفرنسى أن عدم تحقيق هدف 50% لتقليص انبعاثات غازات الدفيئة حتى العام 2050 يشكل "خيبة أمل".
من جهة أخرى، تعهدت الولايات المتحدة بدفع 3.6 مليار دولار كمساعدة للدول الفقيرة حتى العام 2012 لمساعدتها على التأقلم مع تأثيرات التغير المناخى، حسب ما جاء فى مشروع الإعلان النهائى لاتفاق الحد الأدنى الذى انتزع فى مؤتمر المناخ الذى تنظمه الأمم المتحدة فى كوبنهاجن، والذى مددت أعماله بعض الوقت.
كان الاتحاد الأوروبى وعد بدفع 10.6 مليار دولار للسنوات 2010 و2011 و2012 واليابان أعلنت فى كوبنهاجن أنها ستدفع 11 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وكان الموفد السودانى لومومبا ستانيسلاس ديا-بينغ الذى تترأس بلاده مجموعة الـ77 (130 بلدا ناميا) ويمثل هذه المجموعة فى مؤتمر المناخ فى كوبنهاجن، اعتبر مساء أمس الجمعة أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى العاصمة الدنماركية هو "الأسوأ فى التاريخ".
وقال "حتى الآن، لا يوجد اتفاق" فقط مشروع إعلان يجب أن يقر. وأشار إلى أن الصين "لم تعلن موقفها رسميا". وأضاف "فى حال قالت دولة واحدة "لا"، فلن يكون هناك اتفاق وهناك دول عديدة قالت إنها سترفض".
