فى تحدٍ لقرار السلطات الكويتية بمنع الدكتور نصر حامد أبو زيد من دخول البلاد، وإعادته من مطار الكويت إلى هولندا رغم حصوله على تأشيرة دخول بسبب ضغوط النواب الإسلاميين، تمكن أبو زيد بالفعل من المشاركة فى ندوة "الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية" بالكويت خلال اتصال هاتفى امتد نحو ما يزيد على الساعة.
وذكرت صحيفة القبس الكويتية أن الدكتور نصر حامد أبو زيد ألقى المحاضرة التى كان من المقرر أن يشارك بها فى ندوة بالكويت، عبر الهاتف، وذلك بعد منعه من دخول الكويت، وأضافت الصحيفة نقلا عن أبوزيد "أنا أضع قرار منعى من دخول الكويت تحت حذائى لأنه قرار سياسى ناتج عن الخضوع للابتزاز" مشيراً إلى أن خصومته الحقيقية ليست مع الإسلاميين الذى نادوا بإبعاده، بل مع المسئول الذى رضخ للضغوط، وسحب تأشيرة دخول مواطن مصرى إلى وطنه الكويت، مشيراً إلى أنه من حق أى جماعة الاعتراض على دخول مواطن، أو على فكره لكن رضوخ المسئولين لهذا الاعتراض يعنى أننا دخلنا فى نفق مظلم.
واعتبر أبو زيد طبقاً لما نشرته جريدة القبس أن واقعة إبعاده تعكس ما وصفه بالزواج الكاثوليكى بين الدين والسياسة فى المجتمع العربى، وقال "لماذا رضخ السياسى للابتزاز إلا حرصا على كرسيه المزور" ودعا أبو زيد إلى إعادة النظر فى منظومة التيارات الفكرية والدينية والسياسية، مشيراً إلى أن هناك فارقاً بين أساليب الضغط التى يستخدمها الأصوليون وهى التكفير، وأساليب التنوير المعتمد على التفكير واحترام الاختلاف.
كما دعا الدكتور نصر حامد أبو زيد إلى استقلال المثقف وعدم خضوعه لاستدراج السلطة السياسية أو الدينية، مشيراً إلى أن الدولة تجند المثقفين وتجندهم باسم الحرب على الإرهاب دون دراسة حقيقية لأسباب نشوء الإرهاب، ودون النظر إلى ما تمارسه السلطة السياسية من إرهاب، وقال "المثقف يجب أن يكون حارس قيمٍ لا كلب حراسة".
هذا كما وجه الدكتور أبو زيد انتقادات لتضمين الدين فى دساتير الدول، مشيراً إلى أن دولة الدستور لا دين لها، ولا ينبغى أن يكون، مشيراً إلى أن اعتماد دين معين فى الدستور يعنى أن المنتمين إلى دين آخر داخل الدولة "مواطنون من الدرجة الثانية"، كما يحظر بالضرورة اجتهادات أى مؤمن بهذا الدين إذا كانت مغايرة لما تعتمده مؤسسات الدولة.
هذا كما دعا أبو زيد لضرورة تجديد الخطاب الدينى، مشيراً إلى أن الخطاب الدينى المهيمن هو ضد الآخر، سواء أكان الآخر فى الدين أم الملة أم الجنس، كما أن هذا الخطاب يعتبر الإبداع "آخر" وبالتالى بدعة.
وانتقد أبو زيد ما وصفه بهيمنة الرؤية الفقهية للعالم، والتى تتعامل مع الإنسان مقيداً بقيود الحلال والحرام، مشيراً إلى أن الفقه المعاصر متخلف مقارنة بالفقه القديم، وقال "ليس عند الفقهاء القدامى أن المعلوم من الدين بالضرورة" مشيراً إلى أن ما يعتمد عليه الأصوليون فى عبارة "لا اجتهاد فى ما فيه نص" مغلوط، لأنهم لا يفهمون المعنى الحقيقى لكلمة "النص". ووصف الخطاب الدينى المعاصر بأنه يفزع من التاريخ، لأنه يلقى بالضوء على المناطق المعتمة فى الماضى، مشيراً إلى أن فقهاء الكويت استعانوا برواية استعانة الرسول برجل كافر خلال الهجرة، وذلك لتبرير الاستعانة بالأمريكان لتحريرهم خلال الغزو الكويتى، بدلاً من النقاش الموضوعى حول سبب عجز الأنظمة العربية عن الوقوف فى وجه الدولة المعتدية على دولة شقيقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة