أكدت وزاره الخارجية أن ترتيبات تجرى حالياً لزيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلى العاصمة الأمريكية واشنطن مطلع العام المقبل للتشاور مع نظيرته الأمريكية هيلارى كلينتون، وغيرها من كبار مسئولى الإدارة الأمريكية حول مجمل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جهة أخرى، رحب السفير حسام زكى، المتحدث باسم وزارة الخارجية بالنتائج التى تمخضت عن الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجى المصرى الأمريكى، التى بدأت فى واشنطن الأربعاء الماضى، ورأست السفيرة وفاء بسيم، مساعد وزير الخارجية لشئون مكتب الوزير الجانب المصرى، فيما ترأس الوفد الأمريكى السفير وليام بيرنز، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية، موضحاً أن الحوار الإستراتيجى الذى تم إطلاقه بين مصر والولايات المتحدة يعد من أهم آليات التعاون والتنسيق التى تم استحداثها للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين الدولتين، وتعزيز المشاورات القائمة بينهما إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الأولوية المشتركة، وأحد أهم النتائج التى تمخضت عن الزيارة التى قام بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى القاهرة فى يونيو الماضى.
وأكد زكى أن الجولة الأخيرة من الحوار الإستراتيجى تركزت على مناقشة القضايا ذات الأولوية فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والجهود الرامية إلى أحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مشيراً إلى ما نقله الجانب المصرى من رسائل إلى الإدارة الأمريكية بشأن أهمية كسر حالة الجمود التى تعترى عملية السلام والحاجة إلى الضغط على إسرائيل حتى تفى بالتزاماتها فى هذا المضمار، خاصة فيما يتعلق بالتوقف عن نشاطها الاستيطانى، مرحباً بما أبداه المسئولون الأمريكيون من التزام خلال جلسة الحوار الإستراتيجى باستمرار الإدارة الأمريكية فى جهود تحقيق السلام، وإقرار بأهمية الشرطة المصرية الأمريكية التى لا غنى عنها للوصول إلى هذه الغاية.
ولفت زكى إلى أن الجانبين المصرى والأمريكى استعرضا التطورات الأخيرة ذات الصلة بالتناول الدولى للملف النووى الإيرانى، حيث عرض الجانب الأمريكى لتقديره بشأن الخطوات التى قد تُقدم عليها مجموعة 5 + 1 فى هذا الصدد، بما فى ذلك من خلال العمل على تشديد العقوبات المفروضة على طهران بواسطة مجلس الأمن، بينما شدد الجانب المصرى على أهمية تناول الملف النووى الإيرانى من منظور إقليمى متكامل لا يتجاهل القدرات النووية القائمة بالفعل فى الشرق الأوسط ويسعى إلى إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووى.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الجانبين استعرضاً أيضاً مجمل التطورات التى تشهدها الساحة العراقية وخاصة فى أعقاب إقرار قانون الانتخابات الأخير وما يجرى من استعدادات لعقد الانتخابات التشريعية فى البلاد يوم 7 مارس 2010، فى حين حرص الجانب المصرى على إطلاع المسئولين الأمريكيين على أهم الخطوات التى أقدمت عليها القاهرة فى المرحلة الأخيرة لتعظيم العلاقات الثنائية بين مصر والعراق والارتقاء بمستوى التعاون القائم بين الدولتين وهى الأنشطة التى ستتوج كلها بالزيارة الهامة التى سيقوم بها رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى إلى القاهرة خلال الأسبوع الجارى.
وأشار زكى إلى أن الوفد المصرى المشارك فى جلسة الحوار الإستراتيجى عقد سلسلة من اللقاءات الأخرى خلال تواجده فى واشنطن، حيث التقى مع السيناتور جين شاهين عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ، والسيناتور رولاند بوريس عضو اللجنة العسكرية ولجنة الشئون الخارجية بالمجلس، حيث أطلعهما على مجمل النشاط الدبلوماسى الذى تقوم به مصر لدفع عملية السلام فى الشرق الأوسط وتسوية أو تهدئة بؤر التوتر الأخرى فى المنطقة، لافتاً إلى أن هذه اللقاءات تأتى فى سياق الحرص المصرى على التواصل مع أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب الأمريكيين، لاسيما وأن الفترة المقبلة سوف تشهد توافد عدد من الوفود من أعضاء الكونجرس إلى القاهرة للتباحث مع المسئولين المصريين، وذلك بدءاً بزيارة سيقوم بها وفد برئاسة النائبة الديمقراطية ديبى وازرمان شولتز رئيسة اللجنة الفرعية للشئون التشريعية بمجلس النواب إلى القاهرة يومى 2 و 3 يناير القادم.
وأكد حسام على أن وزير الخارجية وجه بأهمية الحفاظ على قوة الدفع الحالية التى تميز المشاورات وعملية التنسيق المستمر القائمة بين القاهرة وواشنطن.
وزير الخارجية أحمد أبو الغيط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة