كسب الإصلاحيون داخل جماعة الإخوان المسلمين جولة مهمة مؤقتاً، تتمثل فى تأجيل انتخابات مكتب الإرشاد لستة أشهر، بينما تفسيرات اللائحة فيما يتعلق بانتخاب المرشد الجديد للجماعة وصلت إلى مفترق الطرق.
المحافظون يؤيدون انتخاب المرشد الجديد عن طريق مجلس الشورى الحالى، ولا يوجد لديهم مبرر حسبما يؤكد سعد الحسينى عضو مكتب الإرشاد وعضو البرلمان لاستمرار خلو المنصب لأكثر من أسبوعين فى حالة عدم ترشيح عاكف للمنصب أو إصراره على المغادرة.
ويقول الحسينى إنه سواء تمت انتخابات مكتب الإرشاد أم لا فسيتم انتخاب المرشد الجديد بنهاية يناير المقبل. فيما يعارض هذا الرأى د.محمد البلتاجى عضو الكتلة البرلمانية للجماعة وعضو مجلس الشورى بالقول إنه لا يحق لمجلس الشورى الحالى أن يختار المرشد الجديد، معتبراً ما يقول به الحسينى ومن يؤيده يخالف القواعد اللائحية والأعراف المؤسسية فى الجماعة، ومبرره لهذا استحالة أن يفرض مجلس الشورى الحالى اسم المرشد الجديد المقرر له الاستمرار على الأقل خمس سنوات فى حالة عدم تجديده مرة أخرى، وفى حالة إتمام هذا سيكون اعتداء على سلطات مجلس الشورى العام باعتباره السلطة العليا فى الجماعة.
ويؤكد البلتاجى أن القواعد والتسلسل الهيكلى يحدد انتخاب المرشد من مكتب الإرشاد ومجلس الشورى، ولا يوجد ما يبرر العجلة حاليا فى قلب الأمر وانتخاب المرشد أولا ثم مكتب الإرشاد ومجلس الشورى، متسائلاً: «كيف لمجلس الشورى الجديد أن يحاسب أو يراجع مرشدا لم ينتخبه، مؤكداً عدم قدرة أحد على مصادرة رأى أعضاء مجلس الشورى الذى اختار الانتظار ليونيو المقبل لانتخاب المكتب الجديد».
الإصلاحيون انقلبت حساباتهم بعدما اقتربوا من تنصيب المرشد الجديد الذى يؤيدونه وهو د. محمد بديع عضو مكتب الإرشاد ومسئول قطاع الصعيد، لتصبح هناك فرصة أكبر بقوة اللائحة للدكتور محمد حبيب ليقوم بأعمال المرشد، وتأكيد فرصه بحكم موقعه ومهامه الجديدة لتوطيد علاقته بكثير من قيادات المكاتب الإدارية الذين تم انتخابهم أو اختيارهم بمعرفة الأمانة العامة.
حالة الاستقطاب بين فريقى حبيب وعزت (الإصلاحيون والمحافظون) استخدم كل منهم أسلحته فيها، ففريق عزت يعتبر أن سلطة مكتب الإرشاد هى النافذة والعليا، فيما يتعلق بالمرشد أو موعد الانتخابات ورأى مجلس الشورى استشارى، فيما يرى فريق حبيب أن مجلس شورى الجماعة هو السلطة العليا وهو الجهة التشريعية وصاحبة القول الفصل فى القرارات المصيرية ومنها موعد الانتخابات وتحديد اسم المرشد.
ويبدو أن الإصلاحيين نجحوا فى تمديد فترة انتخابات مكتب الإرشاد، لالتقاط الأنفاس وكسب النقاط فى صفهم، وبدا ذلك فى تأييد المستشار فتحى لاشين «الملقب بقاضى الجماعة» والمستشار السابق بوزارة العدل لمقترحات تأجيل انتخابات مكتب الإرشاد، وهو ما يعد رأيا قانونيا وتنظيميا ولا يستطيع المحافظون معارضته أو تجاهله.
أما المحافظون فسعوا للاحتماء برأى مجلس الشورى العالمى «التنظيم الدولى» فى حالة عدم قدرتهم على تمرير مرشحهم، بجعل منصب المرشد مفتوحا أمام جميع أعضاء مجلس الشورى العالمى، وليس حكراً على مصر، وهو ما يرد عليه الإصلاحيون حسب ما ذكر د. أسامة نصر الدين عضو مكتب الإرشاد بضرورة وضع معايير متفق عليها وبصورة أكثر شفافية لانتخاب أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام. حسام تمام الباحث فى شئون الحركات الإسلامية يختصر ما يحدث حاليا فى الجماعة بالقول إنها فقدت قدرتها الفائقة، بل الاستثنائية، على التعايش الداخلى بين تياراتها الداخلية، ومحاولة تيار السيطرة على القرار والحسم فيما يتعلق بصورة الجماعة ووجهتها ومسارها المستقبلى.
منصب المرشد
تولى منصب المرشد 7 هم: حسن البناوحسن الهضيبى وعمر التلمسانى وحامد أبو النصر ومصطفى مشهور ومأمون الهضيبى وأخيراً مهدى عاكف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة