طبعاً ممكن تتهمونى بحاجات لامؤاخذة، بس تعالوا معايا نفتكر.
مش برضه ديكتاتورنا الأكبر الملك خوفو سخر جدى وجدك ومعاهم آلاف المصريين الغلابة، وطفحوا الكوتة عشر سنين، علشان يبنوا له قبر كبير إلى ضحكوا علينا فى الابتدائية وسموه الهرم الأكبر.
وبعده الوريث خفرع والوريث منقرع، بنوا أهرام جنبه، يعنى أجدادنا تعبوا وشالوا حجارة واشتغلوا عشرات السنين مش علشان رفعة هذا الوطن لا سمح الله، وإنما لتأييد الملك فى حياته وراحته بعد ما ربنا ياخده.
وعدت سنين طويلة ربنا بعتلنا محمد على باشا و«اخترناك اخترناك» قصدى جدودنا اختاروه رغم إنه مش مصرى، بس اتعشموا فيه خير، وبعد ما تولى عرش مصر، قتل كل خصومه فى مذبحة المماليك، ونفى جدى - أيوه جدى عمر مكرم - وانفرد بالحكم سنين طويلة، مش بأقولكم مافيش فايدة.
وبعد سنين مش طويلة، جه عمى أحمد عرابى وقال كلمته المشهورة: لقد خلقنا الله أحراراً، واتعشمنا خير فى الكلمة الغريبة اللى بيقولوا عليها الحرية، بس دى تقريباً كانت آخر كلمة قالها، لأن للأسف ديليسبس خان عمى واستولى الإنجليز على مصر، علشان يحموا الخديوى وبرضه ينفرد بالسلطة.
وحتى لما الضباط عملوا الحركة بتاعتهم، ومسكوا الحكم، وطردوا الملك زى ما قالولنا فى الإعدادية، وكانت على ما أعتقد اسمها ثورة يوليو اتعشمنا خير فى الحرية والديمقراطية إلى قالوا إنها من مبادئها، ولكن الرئيس محمد نجيب اقترح عودة الجيش لثكناته، واختار للشعب الغلبان الحرية، وبرضه دى كانت آخر كلمة قالها، وثار عليه الضباط وأقالوه - على فكرة تقريباً الكلمة الوحشة اللى اسمها الحرية دى عيب.
وقسم الضباط البلد عليهم، كل واحد يمسك حتة على مقاسه، وإحنا كنا مشغولين بالغناء لجمال عبدالناصر والثورة، وتقريباً نسينا نشتغل، ومات عبدالناصر ومسك السادات الحكم وزى كل مرة عمل مذبحة التصحيح.
وبعدها مسك النائب ووعدنا فى البداية إنه حيحكم البلد لمدتين فقط، بس بصراحة مش غلطته، أيوه مش غلطة سيادته، إن مافيش حد سأله: المدة منهم أد إيه ونسينا إن «يوم حكام مصر بألف يوم مما تعدون».
إيه رأيكم نهدم الهرم؟
محمد بدر- الاسكندرية