وقعت مجموعة من المثقفين المصريين بيانا يستنكرون فيه ما حدث للدكتور نصر حامد أبو زيد فى الكويت، حيث منعه أمن المطار من دخول الكويت، نزولا على رغبة مجموعة من نواب مجلس الأمة.
وأكد الموقعون على البيان استنكارهم لرضوخ السلطات الكويتية لدعاة التكفير والتعصب والانغلاق الفكرى وإغلاق باب الاجتهاد، واصفين طلب النواب بمنع أبو زيد من دخول الكويت رغم حصوله على تأشيرة دخول وتلقيه دعوة من مركز الحوار والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لإلقاء محاضرات عن الإصلاح الدينى وغيره من الأمور التى تهم العرب والمسلمين، بالاستفزازى والمتخلف، وأنه يمثل إهانة للعقل والثقافة وإهدارا لحرية الرأى والتعبير.
وطالب الموقعون على البيان السلطات الكويتية بتصحيح هذا الخطأ قائلين، إنه لا يمثل فقط عدوانا على شخص أبو زيد، وإنما يمثل عدوانا صارخا على الثقافة والفكر والحريات العامة والخاصة، مطالبين بالاعتذار الرسمى له.
كما طالب الموقعون نقابة الصحفيين المصرية واتحاد الكتاب المصرى بالرد على هذا القرار باستضافة أبو زيد فى أقرب وقت، للاستماع إلى المحاضرات التى رفض النواب إعطاء الفرصة للشعب الكويتى للاستماع إليها.
وكانت السلطات الكويتية قد منعت أبو زيد من الدخول إلى المطار، بعد قدومه للمشاركة فى عدد من الندوات الثقافية التى يقيمها مركز الحوار والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية التى وجهت الدعوة إلى أبو زيد، حيث كان من المقرر أن يشارك فى ندوة "الإصلاح الدينى فى الدولة الدستورية وندوة "المرأة بين أفق القرآن والفكر الفقهى".
وجاء المنع الحكومى بعد أن شن نواب إسلاميون بمجلس الأمة هجوما على أبو زيد مستنكرين توجيه الدعوة له، واتهموا الجمعية التى وجهت له الدعوة بممارسة الاستفزاز المتعمد للمجتمع الكويتى المسلم، لأنها تركت كل المفكرين والعلماء الكويتيين والعرب والمسلمين واستدعته، وطالب النواب الإسلاميون بمنعه من اعتلاء منصة الفكر والرأى فى الكويت.
من جهة أخرى، أصدر الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان برئاسة نجيب جبرائيل، بياناً انتقد فيه القرار الكويتى، مشيراً إلى أنه يخالف المواثيق والمعاهدات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، وبصفة خاصة حق الإنسان فى التنقل، وناشد البيان حكومة الكويت بالتراجع عن القرار.
كما أعربت رابطة "العقلانيين العرب" التى أسسها عدد من الباحثين، والمفكرين الليبراليين عن استيائها من القرار الكويتى، مشيرة إلى أنه يدل على أن قوى الظلام فى الكويت تتبع السلفية المصرية المتشددة التى استطاعت أن تخرج أبو زيد وزوجته من بلاده، وتلاحقه الآن لمنعه من دخول الكويت، للمشاركة فى ندوة "الإصلاح الدينى فى الدولة الدستورية"، وندوة "المرأة بين أفق القرآن والفكر الفقهى"، إلا أن السلطات الكويتية أعادته من مطار الكويت إلى هولندا مرة أخرى، وأشارت الرابطة إلى أنه سيكون مفهوماً لو أن السلطات الكويتية منعت من دخول أراضيها إرهابياً أو مجرماً يهدد استقلال الكويت وأمنه، أو داعية دين دجال من بين المتاجرين بالدين، وأن الكويت خسرت الاستماع إلى صوت إسلامي تنويرى حداثى ليبرالى، كان سيتحدث عن قيم الإسلام المجيدة، فى الحرية، والمساواة، وحقوق الإنسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة