أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

كمال أبو عيطة وحسين مجاور

الجمعة، 18 ديسمبر 2009 11:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى، اعتقل اللواء زكى بدر وزير الداخلية الأسبق، المناضل كمال أبو عيطة، وفى مؤتمر صحفى قال بدر أغرب تبرير لاعتقال أبو عيطة: "أبو عيطة بياكل سكر من روسيا"، وكان يقصد بروسيا، دولة الاتحاد السوفيتى التى لم تكن الشمس غربت عنها بعد، وهى الجهة التى كان يحلو لأجهزة الأمن وقتها اتهام قوى اليسار بالعمالة لها، ولما زالت خرجت الوثائق لتكشف أن الذين كانوا يأكلون السكر من الاتحاد السوفيتى آخرون ليس من بينهم كمال أبو عيطة.

خرج أبو عيطة من المعتقل ليواصل نضاله، وبقى بدر فى منصبه بها فترة، واصل فيها اعتقالاته للمعارضين وسبابه لكل صاحب رأى حر حتى كان ذلك سببا فى إقالته من منصبه.

تذكرت هذه القصة حين قرأت تصريحات لحسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر أمس الخميس، يقول فيها إن أبو عيطة يتلقى تمويلا من الخارج، قال مجاور كلامه فى سياق هجومه على نقابة العاملين فى الضرائب العقارية، التى يناضل أبو عيطة وآلاف معه لاكتساب شرعيتها، وهو ومن معه يتبعون فى ذلك كل الوسائل السلمية والقانونية، وبقدر ما يبدو هذا الكلام غريبا ويفتقد إلى المنطق، بقدر ما يبدو أن مجاور لا يعى قاموسه السياسى جيدا، الأمر الذى يدفعه إلى استدعاء اتهامات من نفس قاموس زكى بدر، وهى اتهامات عفا عليها الزمن، والمؤكد أنه يعرف أن هذا القاموس أدى فى حينه إلى احتقان كبير فى المناخ السياسى وغضب كبير من كل القوى السياسية، وإقدام مجاور على مثل هذا الكلام ربما يستتبعه نوع من الدفاع يشمل اتهامه هو الآخر بما ليس فيه، الأمر الذى يؤدى إلى تسميم المواجهة بين الطرفين وخروجها عن سببها الرئيسى وهو إنشاء نقابة جديدة هى نقابة الضرائب العقارية، وهى النقابة التى يحتشد حولها آلاف من العمال الذين قدموا نموذجا ناضجا فى النضال السلمى من أجل انتزاع حقوقهم، وتفهم الرئيس مبارك لهذه الحقوق وأعطى تعليماته لوزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالى لحلها بعد فترة من الاعتصامات.

وفى الصراع الدائر الآن بين التصميم على اكتساب شرعية النقابة الوليدة، وتصميم اتحاد العمال على إجهاضها بعدم الموافقة عليها، يحق للقائمين على أمر نقابتهم مخاطبة الجهات الدولية المعنية بالأمر، فهذا لا يعد تدخلا فى الشئون الداخلية. وأخيرا لا يحتاج أبو عيطة شهادة للوطنية من مجاور، فأبو عيطة كون رصيده الوطنى من نضاله الدائم والمتواصل والمتسق مع قناعاته السياسية، والذى قاده إلى المعتقل كثيرا، وبعد كل اعتقال كان يخرج أكثر صلابة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة