د. نفين شكرى تكتب.. المهاجرون إلى مصر

الجمعة، 18 ديسمبر 2009 04:02 م
د. نفين شكرى تكتب.. المهاجرون إلى مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر أم الدنيا طبعاً لكن جرى العرف أن الذين يعيشون فى المحافظات خارج القاهرة يقولون على القاهرة مصر يعنى طريق القاهرة إسكندرية الصحراوى أصبح اسمه مصر إسكندرية الصحراوى والهجرة إلى مصر تعنى طبعاً الهجرة إلى القاهرة من كافة المحافظات الأخرى.

لو لاحظنا سنجد أنه خلال الثلاثين سنة الماضية هاجر ملايين المواطنين من المحافظات إلى القاهرة، منهم من هاجر بهدف الدراسة قبل أن يكون هناك جامعات فى كل المحافظات كما هو الآن، ومنهم من هاجر لأجل العمل وفى هذا لا يختلف المتعلم عن غير المتعلم الصعيدى أو من هو من وجه بحرى ومنهم من تزوج فى القاهرة، ومنهم من اشترى قطعة أرض وبناها فيلا أو عمارة سكنية فى حى راقى أو مدينة جديدة فى القاهرة، ومنهم من ذهب لعمل مشروع فى القاهرة واستثمار أمواله هناك، حيث الناس أكثر والسياحة والزوار وأى مشروع سيحقق ربح مؤكد.

لو عرفنا بدقة وحسب الإحصاءات، مؤكد أننا سنصدم بالحقيقة والأرقام وكان كل مصر تركت مواطنها وهاجرت أو نزحت إلى القاهرة، فمن تريد أن تصبح فنانة ونجمة ومن يريد أن يصبح بطلاً رياضياً معروفاً، هاجر إلى القاهرة وطبعا معه زوجته وأبنائه وأقاربه وبالطبع توصيه والدته لإحضار عمل لإخوته معه فيفعل، ثم ينتقل كل منهم مع أسرته أيضاً وهكذا ومثلما فى المحافظات صار الشاب بعد فترة من زواجه يترك منزله فى قريته ويذهب إلى المركز أو المدينة فى محافظته ليرتقى درجة فى المعيشة ثم الخطوة التالية أنه ينتقل للعيش فى القاهرة وبعدها طبعاً خطوة مارينا وأخواتها.

لا تندهشوا لو وجدتم عاملة نظافة تركت الصعيد هى وزوجها وأولادها وهاجرت إلى مصر أى إلى القاهرة لأن أجر البيت الواحد يوازى عشرة بيوت فى الصعيد، والشاب الذى تعلم لن يكتفى بالعمل فى بنك فى مدينته بل سيهاجر، حيث يتقاضى أجرا فى شركة خاصة خمسة أضعاف مرتب البنك والفتاة التى لن تجد عملاً أو ستخجل من إيجاد عمل فى كافتيريا فى مدينتها ستهاجر للقاهرة، حيث ترتدى أحدث الموضات وتعيش بحرية بعيداً عن أهلها وستعمل مضيفة فى القاهرة وستسكن فى بيوت المغتربات أو بانسيون وستسعد بالبعد عن قيود أهلها والفتاة التى لا تجد زوجاً فى المحيط الضيق فى مدينتها أو لا تريد أن تتزوج وتعيش فى القرية ستذهب للقاهرة لتعمل لعلها تجذب شاباً قاهرياً يتزوجها ويحقق حلمها فى الهجرة للقاهرة.

أعرف سائقى تاكسى وعاملات نظافة فى المنازل وفلاحين تركوا الصعيد والريف والوجه البحرى وهاجروا للقاهرة لأنها مدينة ساحرة كما وصفتها ماجدة فى فيلم النداهة، ومع كل تلك الهجرة يستطيع من معه مال أن يعثر على شقة بالثمن الذى يرضيه أما الفقراء فيبنون مساكن عشوائية أو يعيشون فى المقابر ويدخرون الأموال مثلما يفعل المصرى الذى يسافر إلى الخليج لكى يزوج ويعلم أبنائه، ومن هنا كثرت مشاكل القاهرة لأنها صارت تكتظ بربع سكان مصر بل وأكثر ولا عجب من ظهور العشوائيات فإن كان الفلاح يترك قريته وأرضه لأجل أن يعمل بواباً فى عمارة فى القاهرة وكل منهم ينجب عشرة أطفال فلا عجب من الانفجار السكانى وكلمة انفجار سكانى تشمل زيادة السرقات والجرائم والإرهاب والانحلال وسرعة الغضب والتوتر وضياع أى نظام أو نظافة فى وسط كل هذا الزحف البشرى!
غالبية من كنت أعرفهم فى الماضى فى مدينتى من صديقات وأقارب وزملاء ومعارف وجيران هاجروا إلى القاهرة وهم يريدون أن ينسوا سنوات الحرمان فى مدينتى يريدون أن يبدءوا بداية جديدة مع أشخاص لا يعرفون ماضيهم بل يرونهم فى حلتهم الجديدة يريدون أن يتبرءوا من الماضى لأجل الاندماج فى مستوى اجتماعى جديد فلماذا لا نجعل كل المدن مثل القاهرة وندرس المشكلة من هذا المنظور؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة