طيلة الأسبوع الماضى تابعت مصر حادث تصادم معديتين بنهر النيل تربطان ما بين مدينة رشيد وقرى الجزيرة الخضراء بمحافظة كفر الشيخ، وقد كنت بمكان الحادث بعد خمسة دقائق من حدوثه بحكم إصرارى على التلاحم مع أحداث الوطن والمنطقة هى جزء من هذا الوطن الذى أعشقه، وكذلك لكونى أسكن قريبا جدا من موقع الحادث، فكنت فى قلب الحدث منه حال وقوعه فدعونى أقيمه بعين الحياد وهذا يقتضى توجيه الشكر لكل من /
أولا - الإعلام المصرى العظيم الذى بادر بمحاصرة موقع الحادث راصدا وناقلا الحقيقة لحظة بلحظة، وأشهد أن كل بقاع مصر مهما بعدت المسافات هى قريبة جدا من مركز صناعة القرار بالقاهرة ما كان هناك هذا الإعلام المحترم بصحفه ومجلاته وفضائياته فكان الإعلام المصرى وبحق هو بطل السباق فى هذا الحادث .
ثانيا - المصريين البسطاء من صيادى رشيد والجزيرة الخضراء، حيث إنهم هم من أنقذوا كل الناجين والمصابين وأوصلوهم لمستشفى رشيد قبل أن يتحرك الجانب الرسمى فكانت بحق ملحمة وهناك العديد من قصص البطولة والشهامة لهم كنت شاهدا عليها.
ثالثا - مستشفى رشيد الذى كان وبحق على مستوى الحدث وأعلن حالة الاستنفار، وكان مستعدا لاستقبال المصابين مهما زاد العدد وكان وبحق على مستوى المسئولية .
رابعا - رجال القوات المسلحة الذين لم يألوا جهدا فى البحث عن ضحايا أو مفقودين حتى تأكدنا جميعا أنه لا مفقودين والحمد لله تعالى .
خامسا - والشكر الخاص للسيد اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية الذى أدار هذه الأزمة فى صمت وكان معنا ومع المسئولين بالمحافظتين لحظة بلحظة فكل الشكر له .
ولكن بعد الثناء يجب أن نتصارح ونتلاوم ببعض الحقائق المؤلمة وهى /
أولا - أنه وحتى هذه اللحظة المشكلة المسببة للحادث لم تحل حتى الآن للأسباب الآتية:
1 - الحاجة إلى إنشاء وإقامة خمسة مراسى نيلية محترمة تليق بالإنسان فى هذه المنطقة، حيث إن تصميم كورنيش النيل بمدينة رشيد أغفل ذلك ويجب تلافى هذه المشكلة فورا خاصة أنه جارى العمل بالكورنيش ولم يكتمل بعد علما بأن هذه المراسى النيلية تخدم أكثر من 250 ألف نسمة بين محافظتى كفر الشيخ والبحيرة .
2 - اقترح أن يعطى أصحاب هذه المراسى مهلة شهر لتطوير لنشاتهم لتكون قادرة على استيعاب العدد المتزايد من المواطنين اللذين يستفيدون من هذه الخدمة، ومن لم يلتزم منهم فى خلال الشهر بتسيير معديات كبيرة تليق بالبشر طبقا لمواصفات السلامة النهرية يلغى ترخيصه فورا لأن القطاع الخاص أقدر من الدولة على إدارة مثل هذه المشروعات الصغرى، ولكن فى ظل رقابة صارمة ومحكمة من الجهات الحكومية المختصة .
3 - سرعة دراسة إنشاء كوبرى للمشاة والبدء فى تنفيذه بأقصى سرعة ولا شك أننا كمصريين ونمثل كثافة سكانية عالية تستأهل التفكير فى ذلك .
4 - التفكير بجدية فى المشروع الذى كان مثار بحث طوال السنوات الماضية ألا وهو إنشاء قناطر جديدة قبل مصب النيل بالبحر الأبيض المتوسط، وستوفر على الدولة مليارات الأمتار المكعبة من مياه النيل المهدرة سنويا وستكون قادرة على زراعة عشرات الآلاف من الأفدنة التى يمكن أن تضاف إلى رقعة مصر الزراعية وفى نفس الوقت تمثل كوبرى وشريان نقل بين محافظتى البحيرة وكفر الشيخ .
5 – النظر بجدية من قبل وزارة الصحة بإنشاء مستشفى عام بالجزيرة الخضراء، خاصة أنها بطبيعتها منطقة كوارث بحرية وإنشاء قسم للحميات بها خاصة أنها تحظى بالمركز الأول عن جدارة على مستوى الجمهورية فى انتشار فيروس الكبد الوبائى والعديد من الأمراض المتوطنة يؤكد ذلك أنها شهدت حملة قومية لمكافحة مرض الفلاريا خاصة وقد أثبت الحادث الأخير عدم قدرتها على مواجهة مثل هذه الحوادث بالرغم من أنه أقرب مستشفى للطريق الدولى المار بهذا القطاع من كفر الشيخ .علما بأن هذا المستشفى كان مستشفى يسمى بمستشفى التكامل بالجزيرة الخضراء وبدلا من تطويره واستغلال منشآته وتحويله لمستشفى عام حدث العكس وتم تحويله إلى وحدة طب أسرة.
- صورة ارشيفية -
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة