«الدستورى الحر».. حزب ظهر على «سطح» الحياة السياسية مؤخرًا، بمناسبة إعلانه أنه سيرشح الدكتور محمد البرادعى فى الانتخابات الرئاسية القادمة، الحزب لم يتوقف خلال الأسابيع الماضية عن إصدار البيانات وعقد المؤتمرات، الأمر الذى أظهره وكأنه أحد الأحزاب الكبرى، ولهذا قررنا البحث عن إمكانيات الحوب وعدد أعضائه والإنجازات التى يمكن أن يكون قد حققها، والتى لا أحد يعلم عنها شيئا سوى أن رئيسه ممدوح قناوى كان أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات الماضية، وحصل على عدد ضئيل من الأصوات، لكنه قبل أسابيع أعلن دعمه للدكتور محمد البرادعى -المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- ودعا للانضمام لهيئته العليا، بل طالب الأحزاب كلها بالتنازل لصالح «البرادعى».. الذى أعلن هو شخصيا عدم ارتباطه بأى من الأحزاب.
وبصرف النظر عما إذا كان هذا التصريح دعما للبرادعى أو عبئاعليه يلزمه بجولات شاقة للتعريف بهذا الحزب فإن الإعلان لفت النظر لوجود كيان حزبى فى الواقع السياسى يتمتع باعتراف قانونى ودعم الدولة وهى ميزات فشل الكثيرون ممن لهم وجود سياسى فى الحصول عليها.
«مواطن حر.. فى وطن حر» بضع من الكلمات باللون الأبيض وضعت كشعار على لافتة بـ5 شارع البرجاس- جاردن سيتى، لترشدك لمقر «الدستورى الحر الاجتماعى» الذى يقع فى مبنى فاخر، يصل فيه إيجار المقر -حسب تأكيد محمد فوزى أمين الصندوق إلى 40 ألف جنيه سنويا، تدفع من (100 ألف) إجمالى الدعم المخصص له من لجنة شئون الأحزاب، فيما يخصص ما يقرب من 60 ألف جنيه أيضا كرواتب للموظفين رغم ما يتردد على لسان البعض أنهم ما بين 30 و50 ألف فقط أما المبلغ المتبقى وقدره 15 ألف جنيه فهو مخصصات نائب الحزب بالمجلس النائب محمد العمدة والنائب عمران مجاهد، عضوى الهيئة العليا وممدوح قناوى رئيس الحزب.
داخل مقر «الدستورى».. المكون من (4 غرف وصالة) والذى تصل مساحته التقريبية إلى 200 متر.. بهو كبير تستقبلك فيه السكرتيرة القائمة بأعمال ممدوح قناوى رئيس الحزب، ومن البهو إلى حجرة كبيرة لاستقبال يخلو تماما من الأعضاء، لا يوجد بها أحد سوى صور لرئيس الحزب «ممدوح قناوى» التقطت له بمجلسى الشعب والشورى، ومنها مكتب أمين الصندوق محمد فوزى حيث الحجرة المجاورة لمكتب رئيس الحزب، أفخم حجرة وتجاورها حجرتان إدرايتان، وبجانب المقر الرئيسى يباشر الحزب نشاطه فى مقرين آخرين.
ما تبقي من إجمالى الدعم الذى يحصل عليه «الدستورى» سنويا لم يعد كافيا، حسب قول قناوى، لتفعيل مزيد من الأنشطة الجماهيرية، فلم يعقد الحزب سوى 9 مؤتمرات جماهيرية بالمحافظات المختلفة على مدار عام 2009 وما يقرب من 50 مؤتمرا خلال السنوات الخمس الماضية شملت مؤتمرات الانتخابات الرئاسية التى خاضها الحزب بممدوح قناوى عام 2005، كذلك لم يصدر سوى (17) بيانا ناطقا باسمه منذ تأسيسه عام 2004 ركز فيها على البيانات التى نقلت رؤية الحزب فى عدة قضايا منها (شأن مستقبل الحكم فى مصر ويضع أوراقا تتعلق بالدستور سواء خلال الاستفتاء أو فى مشروع شامل للإصلاح السياسى والدستورى) بجانب بعض البيانات -الاستنكارية- تجاه بعض قرارات الحكومة.
وبعد مرور 5 سنوات على تأسيس الدستورى يعلل ممدوح قناوى رئيس الحزب ضعف العضوية بأن هذا حال كل الأحزب قائلاً «حزب التجمع لا يوجد به إلا 5 آلاف شخص يؤمنون بأفكاره»، مضيفاً أنه لم تعد أحزاب (الوفد والتجمع والناصرى) كبرى، واصفا «الوفد الجديد» بأنه صورة باهتة للوفد القديم ولا يصلح لقيادة الشعب نحو إصلاح حقيقى، كذلك الأمر بالنسبة للتجمع، حيث أكد أن جريدته أصبحت فاقدة للمصداقية.
قناوى، يرى أن خطوة الحزب لدعم د.البرادعى، نقلت «الدستورى» نقلة نوعية وقال «أزعم أن دعمنا للبرادعى سيتجه بالحزب نحو الوصف السائد فى الحياة السياسية بـ«الأحزاب الكبرى»، وغير مستبعد أن يقوم النظام بمؤامرة ضد الحزب بعد طرحه لدعم «البرادعى». فسر قناوى إعلان البرادعى عدم خوضه الانتخابات عبر أى حزب، بأنه اعتذار مهذب للدستورى، مضيفا أن الحزب سيدعم «البرادعى» إذا خاض الانتخابات القادمة بوصفه شخصية مستقلة أو عبر أى حزب آخر.