التجاهل الحكومى لوسط سيناء جعلها تربة خصبة للاعتصامات

لم تكن اعتصامات ومظاهرات البدو فى القسيمة أمرا مفاجئا لأهالى سيناء، فالوسط والذى يضم مركزى نخل والحسنة وتوابعهما يشغل مساحة 44896 كيلو تمثل 79% من مساحة سيناء، بينما يبلغ عدد سكانها 54 ألف نسمة يعانى من الإهمال والنسيان بالدرجة التى تجعل سكانه على حافة الانفجار.

تدنى أوضاع التعليم والصحة فى وسط سيناء يصفها محمد سليم حسن عضو المجلس المحلى للمحافظة قائلا: "هناك منشآت فقط دون خدمات أو أطباء أو متابعين"، مشيرا إلى أن البعض يعتبر الوسط منفى أو مكانا للراحة، حيث تجد الإدارات خالية من الموظفين، رغم التعليمات المشددة لـ محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء لرؤساء الوحدات المحلية أن يكون قطاعى التعليم والصحة تحت متابعتهم المباشرة إلا أن الأوضاع تزداد سوءا.

أما محمد بحيرى عضو المجلس المحلى للمحافظة، فيشير إلى حرمان وسط سيناء من المياه، قائلا: "طالبنا مرارا بإيجاد حل فعلى لمشاكل الوسط وقراه المحرومة لكن دون جدوى"، موضحا وجود العشرات من أبناء وسط سيناء عليهم أحكام قضائية وهاربين وأغلبهم من صغار السن يمثلون خطرا كبيرا على المجتمع فى حالة عدم حل مشاكلهم.

ويقول الشيخ محمد أبو عنقة أمين الحزب الوطنى بمركز الحسنة وعضو المجلس المحلى للمحافظة، إن أهم مشاكل وسط سيناء تتمثل فى انتشار البطالة قائلا: "الوسط بحاجة إلى فرص عمل ووظائف للخريجين والحاصلين على دبلومات، بالإضافة إلى اهتمام فعلى بالتعليم وتوفير المدرسين"، مطالبا بتعيين أبناء الوسط من حملة الدبلومات فى المدارس، وهيكلة الوسط وإنشاء 4 مدن منها مدينتان جديدتان ودائرة انتخابية مستقلة عن رفح والشيخ زويد.

وتساءل أبو عنقة عن مصير 8 ملايين جنيه حصل عليها مسؤلو الشركة القابضة للمياه ولم تتحسن الأوضاع، فمازال الوسط يعانى من ندرة المياه العذبة أو المالحة، فضلا عن تعطل سيارات نقل المياه ووجود الآبار العميقة التى لم يتم حفر المزيد منها، متسائلا عن أموال المعونة الأمريكية التى تقدر بـ10 ملايين جنيه تم بها شراء عدة أتوبيسات لا يعرف أحد أين ذهبت أو على أى الخطوط تعمل.

أما مرفق الإسعاف فيصفه أبو عنقة بالمتدهور، فالسيارات معطلة والتعيينات بها لمن هم خارج المنطقة، قائلا: "الناس تعبت والمعونة الأمريكية تصرف على أمور ليست فى محلها ولابد من أن تنبع المشروعات من الأهالى".