رغم صغر سنه، شغلته قضايا المجتمع، فتش بينها فوجد أن قضايا الزواج والطلاق أهمها، وعندما التحق بدراسة علم النفس فى كلية الآداب، تأكد له الأمر، فـ «حسن السيد حسن» 24 سنة، الذى يعد لدراسة الماجستير عن ظاهرة الطلاق فى المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة، يفكر الآن فى إنشاء مركز تأهيلى للمقبلين على الزواج من الشباب والشابات المنتمين للطبقة الوسطى، يقول حسن: «منذ أن كنت طالباً فى الكلية، وأنا أحضر الندوات والمؤتمرات ودراسات الماجستير والدكتوراه التى تناقش القضايا المتعلقة بالزواج والطلاق، بالإضافة لقراءاتى المتفرقة والمتخصصة فى الموضوع، وكنت دائماً أحمد الله كلما زادت معرفتى بالأمر، ووجدت أنه مجال خصب لم يفدنى بشكل نظرى فحسب، بل قدم لى قدوات مثل الدكتور عبدالرحمن العيسوى، والدكتور محمد نجيب الصبوة فهؤلاء أساتذة عظام فى علم النفس».
ويحكى حسن عن تجربة خاصة برحلته فى تخصصه فيقول: «عملت لفترة قصيرة فى محاكم الأسرة بالإسماعيلية لأننى إسماعيلاوى، ولكننى تركت العمل لأننى وجدت أن الواقع مؤلم، وصعب تغييره من هذا المكان، فبداية لا يوجد مختصون اجتماعيون ونفسيون فى المحكمة، وإنما موظفون يقومون باستجواب الزوج والزوجة، ثم تقديم تقرير للقاضى وتنتهى المهمة، ويتم الطلاق، ولا يتم إصلاح، ولا تنقذ الأسر، وبذا يضيع الهدف المرجو تحقيقه من وراء إنشاء هذه المحاكم، لذا انصب تفكيرى على تجميع جهود المهتمين من المتخصصين، وعمل مركزين أحدهما لإعادة تأهيل المطلقات والمطلقين، والثانى لتأهيل المقبلين على الزواج، وهذا مطبق فى الخارج، وناجح إلى حد بعيد فى أوروبا وأمريكا وبعض دول الخليج، أما الموجود لدينا فهو دورات متفرقة لتأهيل المقبلين على الزواج، ولكنها لطبقة معينة، ولها مشاكل ذات طبيعة معينة، لا تنتمى للطبقة الوسطى التى يتسبب انهيارها فى انهيار القيم فى المجتمع، ومن ثم زيادة عدد حالات الطلاق فى المجتمع كما نشاهد، بالإضافة إلى عدم فهم الناس والشباب منهم على الأخص لطبيعة العلاقة الزوجية، وكيفية مواجهة وحل المشكلات التى لابد أن تعترضها، فليس الطلاق هو الحل للخلافات دائماً، وأصبح من المؤكد لدى أن هناك مشكلة فى الوعى الإدراكى لهذه العلاقة لدى الشباب، هناك نظرة قاصرة، ومجتزأة لدى الشباب من الجنسين، ولدى الأسر نفسها، مما يتسبب فى فشل الزيجات أو بقائها ولكن بشكل مشوه، وعلى حافة الانهيار، ومن هنا فعمل دورات للمقبلين على الزواج ليس رفاهية، وإنما خطوة فى غاية الأهمية، وفى اليابان مثلاً لا يتم الزواج إلا بعد الحصول على شهادات تفيد بالحصول على هذه الدورات واجتيازها أيضاً، فما يترتب على الزواج هو أسرة، ومعنى أن نبنى الأسر على أسس صحيحة، أن نبنى المجتمع، ونحن كمجتمعات نامية، أحق وأولى الناس بذلك، لأن ما يحدث من فشل يضيف إلى خسائرنا وإحباطاتنا، وهذا شىء مؤسف كفيل بهدم أى جهود فى أى مجال للتنمية».
المحاولات العملية التى قام بها حسن كباحث نفسى بالإضافة إلى الماجستير، كانت بتجميع جهود المتطوعين من الدكاترة فى نطاقه لإقناعهم بالمشروع، يقول: «لدينا فى الكلية أكثر من دكتور ودكتورة على أتم الاستعداد لتقديم هذه الدورات، وكل ما آمله أن تتبنى جهة رسمية المشروع وتموله، ولأن هذا لم يحدث حتى الآن، فقد ذهبت وعرضت مشروعى على القسم المختص بجمعية مصطفى محمود بعمل الدورات، وقدمت لهم المشروع مفصلاً ببرامجه كما أتصورها، كما أعكف الآن على إنشاء موقع يقوم بالخدمة نفسها من خلال الاستشارات النفسية، وكل أملى أننا كباحثين نخدم الناس بالفعل، وبدون ذلك سينتقل كل شئ من سيئ إلى أسوأ».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة