لقد أثار مقالى أمس الذى عنونته بـ"ظهور "العدرا" والضحك على السُذّج" ردود أفعال متباينة ما بين محكم للعقل ومقيم للحدث بالمنطق، وبين من أطلق لنفسه العنان، وكيل لى سيل من الاتهامات التى تحمل فى ثناياها السب والقذف.
وبالطبع أنا على قناعة تامة بأن لكل شخص حق التقييم، وللجميع حرية التعبير عن أفكارهم، لكن أريد أن أكد على مجموعة من الحقائق ومنها:
* أن احترامى لمعتقدات شركاء الوطن أصل متأصل لدى ويشهد بذلك كبار الكتاب من إخوانى الأقباط الذين تعاملوا معى بشكل مباشر، كما أننى لم أتعرض للمعتقدات، فهل تحليلى بشكل صحفى لحدث شغل الرأى العام المصرى يعد جريمة؟ وهل ليس من حقى كمصرى أن أدلوا بدلوى فى هذا الحدث وذلك بغض النظر عن ديانتى.
* إن ما حدث بالوراق ومن قبله بأماكن مختلفة ما هو إلا تلاعب بعقليات المتدينين الأقباط، من خلال تمثيليات تثير المشاعر، وأكد أن ذلك الأمر استهدف مواجهة التبشير المستمر بين شبابهم لبعض المذاهب المسيحية الأخرى، وتحول كثير من الشباب لهذه المذاهب، كما أن هناك اتجاها لبعض المتطرفين أن يقوموا بالتبشير بمثل هذه الخدع بين المسلمين.
* لقد اجتاحت الفئات المتدينة من المسلمين والأقباط "أنفلونزا الوهم"، حيث يحاولون التهرب من واقعهم السياسى أو الاجتماعى باللجوء للعيش فى وهم البركات، والغرق فى التقرب للأولياء، مع العلم أن كل الأديان أكدت أن الأموات لا ينفعون من خلفهم مهما كان صلاحهم وتقواهم.
* من الغريب أن من يحاولون إقناع أنفسهم بظهور البتول المكرمة من قبل السماء مريم العذراء رضى الله عنها، لم يسألوا أنفسهم ولو لحظة عن تفسير علمى لهذا الحدث، ولم يحاول أحدهم أن يقترب من مكان الظهور حتى يتأكد بنفسه من صدق الحدث، وكشف لعبة الليزر التى أصبحت أضحوكة الجميع، ولكن اكتفى الجميع بالتهليل وترديد الشعارات، لإشباع رغبات مكبوتة.
* لقد أثار دهشتى قيام بعض مواقع أقباط المهجر بنقل مقالى، واتهامى بأننى وصفت أخوانى الأقباط فى مصر بالسذج، وبالطبع مقالى برىء من ذلك الاتهام، ولكنى وصفت البعض من الذين اقتنع بظهور العذراء وحولوا الأمر لمعركة عقائدية بالسذج وقد اتفق معى الكثير من أخوانى الأقباط حول هذا الأمر، فلما كل هذه المغالطات.
* أخيرا أؤكد أننى على قناعة تامة بأن لعبة ظهور العذراء، بعيدة كل البعد عن العقيدة المسيحية، ويحاول من خلالها بعض المتطرفين داخل الكنيسة الأرثوذكسية، توظيفها لتحقيق أهداف طائفية.
موضوعات متعلقة..
ظهور "العدرا" والضحك على السُذّج
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة