صدر عن دار العلوم، للدكتور عمرو عبد العلى علام، كتابٌ بعنوان "أُفول الصهيونية.. دراسة فى الشعر العبرى المعاصر"، ويتناول فيه إسهامات الشعراء الصهيونيين فى إرساء مبادئ الصهيونية التغنى بأفكارها، وشخذ همم اليهود فى التوجه ناحية فلسطين أرض الميعاد.
ويتآلف الكتاب من فصلين، الأول "مشعر الجيتو داخل إسرائيل"، وهو دراسة فى ديوان (من هناك جئت) للشاعر الإسرائيلى موئيز بن هاروش، ويناقش فيه المؤلف أربع نقاط هى: الأولى والثانية "الشعور بالاغتراب والكبت والحصار داخل الدولة"، والثالثة "الولاء للدياسبورا... الشتات"، وفى الرابعة "التهكم على الصهيونية". أما الفصل الثانى "الاحتجاج والسأم من الحروب والاحتلال"، وهو دراسة فى بعض القصائد، ويشير فيه إلى "جدلية الحياة بين الموت والاحتلال"، "جلد الذات... الإسرائيلية"، و"استلهام التراث الدينى اليهودى فى القصيدة العبرية".
ويؤكد علام فى مقدمته على أن الشعر العبرى قام بدوره كما خططت له الحركة الصهيونية، فتناول بعض الشعراء فى موضوعاتهم الأولى الواقع اليهودى فى الجيتو (مناطق الانعزال اليهودية)، واتصال الفرد اليهودى بالثقافات الأجنبية المحيطة به وربطه بيهود العالم وأوضاعهم الحياتية التى طالما شكوا من بؤسها وشقائها، تمهيدًا لرفض واقع الشتات والعزلة والاضطهاد كما يدعون، ثم الهجرة والاستيطان وإقامة وطن قومى خالص لليهود على أرض فلسطين.
ويضيف أنه فى إطار هذا الأدب الاحتجاجى الذى ظهر مؤخرًا على الساحة الأدبية فى إسرائيل كان للشعر العبرى المعاصر دوره فى هذا الاتجاه الذى ظهر جليًا فى أعقاب حرب لبنان الأولى عام 1982، وذلك بصدور ديوانين يحملان عناوين الاحتجاج ضد الوضع العام فى إسرائيل والسأم من الحروب والاحتلال، حيث جاء الديوان الأول بعنوان "لا فائدة من الحروب والقتل" من إعداد حنان حيفر وموشيه رون، عن دار نشر هاكيبوتس همئوحاد، عام 1983، أما الديوان الثانى فكان بعنوان "تخطى الحدود" من إعداد يهوديت كفرى، عن دار نشر سفريات هبوعاليم، عام 1983.