لا تخلو جلسات مجلسى الشعب والشورى من نوادر وحكايات ومنها لجوء الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية إلى المستشار إدوارد غالى الدهبى رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب لحمايته من الصحفيين والصحافة، وذلك خلال اجتماع اللجنة لمناقشة تقرير حقوق الإنسان. قال شهاب بنبرة حزينة «رغم تقديسى للصحافة..إلا أننى تعرضت فى الفترة الماضية إلى طعنات منها بعد أن قام عدد من الصحف بنسب تصريحات وأحاديث غير صحيحة». واستطرد قائلا «بصراحة أنا هالجأ إلى رئيس لجنة حقوق الإنسان ليحمينى من الصحافة باعتباره الجهة البرلمانية المعنية بالشأن الحقوقى».
نفس المسار سار عليه الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بسبب انزعاجه من نشر تصريح على لسانه ضد أحد الوزراء وتغيبه المتكرر عن حضور اجتماع اللجنة لمناقشة مستقبل دول حوض النيل. وقال الفقى «أنا ممكن أمنع أى صحفى من حضور اللجنة البرلمانية..بس أنا مش هاعمل كده لأننى باحترم حرية الرأى والصحافة.
الفقى ظل منشغلا طوال الاجتماع بمتابعة الصحفيين، وكلما خرج أحد النواب عن وأثناء مناقشة اللجنة لتقرير جولد ستون كان الفقى ينظر للصحفيين ويقول لهم «بتكتبوا إيه..بلاش والنبى الكلام ده يتكتب».يبدو أن انشغال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بما يكتبه الصحفيون خلال اجتماعات اللجنة جعله ينشغل عن متابعة جدول الجلسات البرلمانية..حيث فوجىء باستمرار جلسات البرلمان إلى نهاية الأسبوع، وهو ما أزعجه لدرجة أنه لم يصدق النواب فإذا به يسأل رئيس لجنة برلمانية أخرى ليؤكد له صحة المعلومة.
لجنة الصحة والتى يرأسها الدكتور حمدى السيد شهدت العديد من المفارقات كانت بدايتها الأحاديث الجانبية التى دارت بين عدد من أعضاء اللجنة حول تهميش الدكتور حمدى السيد ملف أزمة العلاج الطبيعى وعدم إدراجه على أجندة اللجنة لمناقشته حتى أن أحد النواب قال «لازم نسمع الناس دى ونوصل لصيغة تفاهم معاهم».
ومن أزمة العلاج الطبيعى إلى العدوى بأنفلونزا الخنازير..حيث قابل عدد من أعضاء اللجنة اعتراف زميلهم الدكتور أكرم الشاعر بأنه لم يحصل على التطعيم الخاص بأنفلونزا الخنازير قبل سفره لأداء الحج بقفشات فالبعض قال «واضح إن الشاعر جى يقفلنا لجنة الصحة زى ما وزير التربية والتعليم عمال يقفل فى المدارس.. فى الوقت الذى أبدى بعض النواب تحمسهم لفكرة عدم مخالطة «الشاعر» فى الأيام القادمة..وبين هذا وذاك علق الدكتور حمدى السيد موجها كلامه للنائب أكرم الشاعر.وقال»مش انت يا أكرم قعدت فى البيت 10 أيام من ساعة ما رجعت من الحج، لو كده يبقى مفيش خوف منك «وهنا ضحك النواب كثيرا.
الحال داخل لجان مجلس الشورى لم يختلف كثيرا فقد شهدت لجنة الإنتاج الصناعى بمجلس الشورى مفارقات عديدة، وذلك خلال مناقشتها لملف النقل فى مصر كانت بداياتها حينما اعترف الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة بأنه حاول التوصل مع رئيس الوزراء إلى اتفاق لتحرير تسعيرة النقل الجماعى.. إلا أن الدكتور أحمد نظيف رفض الفكرة وقال له «بلاش تخنق الناس فوق الأرض وتحت الأرض، خاصة بعد رفع أسعار تذاكر المترو، أيضا شهدت اللجنة خناقات بين النواب حول أحقية كل منهما فى الكلام.. حيث عاتب النائب ناجى الشهابى «محمد فريد خميس» قائلا «انت اديت كل النواب وقت أطول فى عرض رأيهم حول تدهور مرفق السكك الحديدية». وهنا قاطعه النائب معوض خطاب قائلا: أنا مش هاخد وقت طويل هما يدوب ثلاث دقائق «فرد عليه «خميس» قائلا»هى دى أخلاق الفرسان.. بس ياريت ميكنش ورا كلامك بلاوى». وكالعادة حاول النائب محمد فريد خميس رأب الصدع بعزومة وصفها الناس «بالملوكى» حيث شهدت العزومة طواجن باميه وصوانى مسقعة فضلا عن اللحوم والفراخ والمقبلات.. وجلس النواب يأكلون فى فرحة شديدة.
ومازالت حالة الانبهار بالتطوير الذى شهده مجلس الشورى بعد تجديده هو المسيطر على نواب مجلس الشعب، الذين هربوا إلى هناك للترحم على أيام البهو الفرعونى.. الغريب أن حالة الانبهار قوبلت بغضب وحزن من عمال بوفيه البهو الفرعونى الذين ترحموا على أيام البقشيش..حيث تذهب كل الطلبات مجانا إلى النواب بمجلس الشورى. أحد عمال بوفيه مجلس الشعب وصف تجديدات الشورى «بالنحس» وقال لزميله «السيزون بتاعنا انضرب وخلاص النواب بقوا يقارنوا بين الخدمة التى تقدم بقاعة مبارك «بالشورى».. وبين البهو الفرعونى.. وعقب زميله مازحا «خلاص احنا نعمل اعتصام قدام مجلس الوزراء.. يمكن قلب النواب يحن علينا».