تلك هى مشكلتى، فأنا أمريكية ولم أذهب للصين أبداً، وسمانى أبى ميتشيل، ولم يختر لى اسماً صينياً، ورغم هذا ينادوننى بالفتاة الصينية، تصدق يا شريف هل يوجد أصلاً أمريكى لم يأتِ من بلد آخر؟
أنا مشكلتى أصعب فى اللغة العربية أنت أبيض أو أسود لا توجد ترجمة لكلمة "brown".
المضحك فى الأمر أننى عندما زرت الصين كانوا يقولون لى "أنت جاسوسة بعثك الأمريكان لتكتبى عنا بشكل سيئ، يا شريف هل تعرف ما هى أشهر نكته فى منهاتن؟ يقولون إن آدم كان رجلاً أبيضاً أما حواء فهى صينية، أما السود فى حى هارلم فيقولون ربما كان هذا صحيحاً، ولكن المسيح بالتأكيد كان رجلاً أسود، لقد قرأت الاستشراق لادورد سعيد كنت أظن أن العالم كيان واحد، ولكن الجميع يبحث عن هويته العرقية.
ميتشيل هل قرأتى صمويل هانجتون؟ هل قرأتى الصدام داخل الحضارات؟
نعم وأعمل الآن فى فيلمى الأول صورته مع أصدقائى فى الجامعة قبل ذهابهم لحرب العراق، وكيف جندهم (f.b.i) طلبة فقراء أمريكيون من أصل أفريقى وإيطاليين وصينيين وكوريين كانوا يظنون أنهم سيرجعون ليكملوا دراساتهم، وأن الأمر مجرد رحلة، أغلبهم مات فى العراق والبعض الآخر فى أفغانستان والباقون رجعوا بأمراض نفسية.
ما هى آخر أخبار كتاباتك يا متشيل؟ أنا الآن أعمل فى معرضى الجديد هل تذكرين مقالتك عن معرضى حيطان
Cairo city without corner))
الآن أكتب فى مجلة (in the fray) أحاول أن أقدم لقراء مدينتى نيويورك رحلاتى عن بلاد لم يسمعوا عنها أبدا، وأعيد قراءة ج.د.سالينجر. (لجميع يضحكون بجنون الضباع على شىء أراهن أنه ليس مضحكاً، تبدو نيويورك مخيفة حين يضحك أحد فى واحد من شوارعها آخر الليل) أنه مجنون آخر من مجانين نيويورك.
أنا أيضا أحب هذه الرواية، وبالتحديد ذلك الجزء الذى يسأل فيه هولدن كولفيلد عن مصير البط فى حديقة السنترال بارك، وماذا يحدث له فى الشتاء هل يتركونه هكذا أم ينتشله أحد؟ أعتقد أنها رواية عن السأم.
لا أعتقد أنها عن الاغتراب.
بالأمس قرأت عن الولد الكورى الذى قتل اثنين وثلاثين طالباً من زملائه كانوا ينعتونه بـ"الصينى الأصفر"، رغم أنه كان يقول لهم أنا كورى هل قرأتى القصيدة التى كتبها قبل أن يقتل أصدقاءه.
قرأتها جيداً وأعرف أنهم كانوا يسمونه the question mark" kid" لأنه كان لا يجيد الإنجليزية وخجول جداً، لقد أرسلت لك ملف فيلم "وردة القاهرة القرمزية" لوودى ألن قم بتنزيله.
أحب ذلك الفيلم جداً، ربما لأنه يتكلم عن حب السينما، وربما لأن به اسم القاهرة، وربما لأنه محاولة للبحث عن السعادة، أشكرك على الفيلم.
أنه ربط آخر بين القاهرة ونيويورك، ربما كانت القاهرة تلخيص للعالم القديم ونيويورك تلخيص للعالم الحديث، بالأمس كنت قد اشتريت متطلباتى من السوق وقبل عودتى للمنزل ظللت أبكى وحدى لمدة نصف ساعة.
ربما يجب أن تدخلى فى قصة حب جديدة.
للأسف أنا خارجة من قصة حب عنيفة.
هل تذكرى كلامك عن الحقائق الأربعة النبيلة فى البوذية العالم زاخر بالمعاناة الميلاد والمرض والموت، الإنسان عرضة دائماً لعدم الاستقرار ويريد الإنسان التشبث بالظروف والأشياء وبالناس الآخرين لألفته معهم ولما يشعر به من أمان وسطهم والتحرر من العمى والجهالة هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى النيرفانا بالتحرر من الرغبة أليس هذا كلامك؟
المؤسف أن الهندوسى والسيخى والطاوى والبوذى واليهودى والمسيحى والمسلم كلهم يسعون نحو الإيمان ومعرفة الله، إلا أنهم فى النهاية يقتلون بعضهم باسم هذا الإيمان، أليس هذا غريباً يا شريف؟
صديقتى العالم يشبه سلسلة مطاعم ناجحة، لكنها تريد احتكار السوق لنفسها فقط، وتأخذ على عاتقها إغلاق كل أنواع المطاعم الأخرى، والمؤسف فى الأمر أن الحفاظ على الهوية والخصوصية يؤديان إلى تقوقع البشر حول هويتهم، وغالبا ما يستخدم الجنرالات تلك الشعارات فى أخذ مزيداً من الصلاحيات وتضييق الخناق على الحرية.
شريف هبط الإنسان على سطح القمر وفى أعمق أعماق المحيط، لكنه لا يتقبل المختلف عنه ولو بدرجة بسيطة، أظن أن هذه هى النكتة الحقيقية، إن سؤال لماذا يكرهوننا أعتقد الآن أنه سؤال مغلوط، السؤال الأصعب يا صديقى لماذا لا يحب البشر بعضهم البعض.
ميتشل صديقتى ربما لو عرفت الإجابة سوف أقولها لك، لكن الساعة الآن قاربت عندنا على السابعة صباحاً ولابد أن أنام لأذهب إلى عملى.
تصبح على خير ولا تغلق الجهاز حتى يتم تنزيل الفيلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة