مستشار مجلس الأمن السابق يؤكد أن قادة إسرائيل مهددون بالاعتقال

الخميس، 17 ديسمبر 2009 05:02 م
مستشار مجلس الأمن السابق يؤكد أن قادة إسرائيل مهددون بالاعتقال الدكتور ياسين العيوطى المستشار السابق لمجلس الأمن
كتبت نهى محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور ياسين العيوطى المستشار السابق لمجلس الأمن، إن إسرائيل تخشى تداعيات تقرير جولد ستون فيما يتعلق بإمكانية اعتقال قادتها خلال رحلاتهم خارج إسرائيل، مضيفا: "إن جولد ستون ذلك القاضى اليهودى الذى أعرفه وتعاملت معه يعتبر بمثابة ركيزة أصيلة من التفكير القانونى العادل"، جاء ذلك فى محاضرة ألقاها أمس أمام المجلس المصرى للشئون الخارجية تحت عنوان (من دولة عظمى إلى دولة كبرى: بداية انحسار المد الأمريكى).

وأوضح د.العيوطى أن العقلية الأمريكية لا تتقبل الهزيمة بسهولة لكونها دولة تتألف فى الواقع من خمسين دولة تسمى بالخمسين ولاية ولديها دستور يعتبر بمثابة الإنجيل الوصفى الذى دام أكثر من مائتى عام، كما أنها عقلية تقدس الحرية الداخلية، لدرجة أنها تكافئ المتأمرك وتعاقب من لا يذوب فى البوتقة الأمريكية، كما أنها تحرص على ممارسة الديمقراطية المعقدة التى تفصل بين السلطات الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية حتى لا تتسيد إحداها على الأخرى.

وأضاف العيوطى: أن هذه العقلية تؤدى إلى تأرجح أمريكا فى سياستها الخارجية التى تتغير كل أربعة أعوام بين الانعزالية تارة والانغماسية فى شئون العالم الخارجى تارة أخرى". كما أكد المستشار السابق لمجلس الأمن على أن أحداث الحادى عشر من سبتمبر ستبقى خالدة فى الذهن الأمريكى إلى أمد طويل حتى يحدث التصالح بين الولايات المتحدة الأمريكية كدولة والعالم الإسلامى وهو الشىء الذى لا يتوقعه العيوطى، مبررا ذلك بأن العالم الإسلامى ليس بدولة مثل أمريكا حتى تتصالح معها.

وتنبأ العيوطى بإمكانية تقسيم أمريكا إلى خمس ولايات فقط فى إطار انحسارها الشامل على جميع المستويات. ثم أشار العيوطى إلى مظاهر الانحسار الأمريكى والذى بدأه بظاهرة الفصل بين السلطات وتأثير ذلك على وقوع العديد من الحوادث على رأسها أحداث 11 سبتمبر التى راح ضحيتها نحو 3 آلاف أمريكيا، حيث قال: "لا يوجد تنسيق بين المخابرات المركزية ( السى آى أيه )، وبين مكتب التحقيقات الفيدرالى (الأف بى آى)، وكذلك لا يوجد تنسيق بين المخابرات فى كل من الجيش والأسطول والطيران، الأمر الذى أثر على منظومة الأمن القومى الأمريكى".

وأضاف: "بقية ظواهر الانحسار الأمريكى تتمثل فى تقليص الإصلاحات الداخلية فى ميادين الصناعة والصحة والمصارف والتأمين ومشروعات البنية التحتية، وكذلك تأرجح الاقتصاد الأمريكى بسبب ديون القروض العقارية، فضلا عن خسائر الجيش الأمريكى فى أفغانستان والعراق، حيث قتل نحو 5000 جندى أمريكى فى العراق وجرح أربعة أمثالهم، كما قتل ألف جندى أمريكى فى أفغانستان وجرح حوالى 4000".

واستطرد قائلا: "هناك أيضا ظواهر للانحسار تتمثل فى الكذب على الشعب الأمريكى والأمم المتحدة بصدد أسباب حروب غير معلنة مثل حرب العراق، وخلق تعبيرات جديدة لا يقرها غير الكونجرس مثل (الأعداء المحاربون)، والتصنت على مكالمات المواطنين الأمريكيين، وافتتاح معتقل جوانتانامو وما فيه من أشكال متعددة للتعذيب تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان، وفضيحة سجن أبو غريب فى العراق، وخرافة الشرق الأوسط الكبير".

كما استعرض العيوطى العديد من الإحصائيات الأمريكية التى يعتبرها بمثابة بداية انحسار المد الأمريكى مثل وصول نسبة البطالة فى أمريكا إلى 10% من نسبة القوى العاملة، وبلوغ السكان ما دون حد الفقر نحو 40 مليونا من مجموع 300 مليون نسمة.

وفى النهاية أشار العيوطى إلى دلائل انحسار المد الأمريكى والتى أجملها فى عدة نقاط، حيث قال: "هناك المهام المجنونة المتمثلة فى المهام العسكرية التى تتمدد بسرعة مخيفة من أفغانستان إلى العراق إلى باكستان ومن المتوقع أن تصل إلى إيران وسوريا واليمن والسودان والصومال، ثم الاتجاه إلى تحجيم الحروب والاستفادة من أخطاء الماضى وهذا ما جعل أوباما يرى أن هناك أهدافا مشتركة بينه وبين إيران التى كانت تمثل عدوا لدودا لسابقه بوش الابن، كما أنه تناسى الهدف من حربه فى أفغانستان ألا وهو هزيمة حركة طالبان".

ورأى العيوطى أن لغة إدارة أوباما والإعلام الأمريكى لا تدعان مجالا للشك فى انحسار المد الأمريكى، مؤكدا على الحكمة التى تعمل بها الإدارة الأمريكية وهى: "إن لم تستطع دحرهم فعليك بمجاراتهم والبحث عن شركاء"، حيث لجأت أمريكا إلى الصين وروسيا وتركيا لمساعدتها فى الضغط على إيران حتى تتخلى عن برنامجها النووى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة