محافظ الأقصر: آخر نكتة سمعتها عنى «واحد بيقول لقريبه أنا اشتريت بيت قال له فين.. قال له فى الأقصر.. قال له ياعم معرفتش تخليه فى قنا لحسن سمير فرج يهدهولك»
الخميس، 17 ديسمبر 2009 02:15 م
سمير فرج خلال حواره لليوم السابع
حوار: محمود المملوك ومصطفى جبر - تصوير تصوير أحمد أسماعيل
◄ أى تطوير له «ضحايا».. وعيب فى حق مصر أن يسكن الأهالى على الآثار ويقيموا دورات المياه فوق مقابر الفراعنة
◄ الرئيس قال لى عندما حلفت اليمين الدستورية «إسنا وأرمنت يا سمير» وأى محافظ يقول لك سأفعل كذا وكذا يبقى بيقول كلام «أمانى وأغانى»
إذا ذهبت للأقصر وسألت أى سائح عن هذه المدينة التى تحولت إلى محافظة مؤخراً سيقول لك: its nice place وحينما تعرف أن رئيس وزراء فرنسا طلب زيارة مقام سيدى أبوالحجاج الأقصرى فى منتصف الليل فستتأكد من أن عمليات التطوير التى شهدتها المحافظة ومعالمها لم تكن «كلام جرايد» ولا حبرا على ورق، كل هذا ستتأكد منه حينما تشاهد مخططات تطوير الأقصر وكيف تحولت إلى مدينة عالمية على يد الدكتور سمير فرج، وهو ما ساهم فى تحويلها إلى محافظة بعد قرار الرئيس مبارك الأخير، لكن خلف هذا التطوير كانت هناك قصص ومعاناة لأهالى المدينة الذين يتخيلون أن هناك قوى خفية تحاول اقتلاعهم من جذورهم ومساكنهم التى بنوها بجوار آبائهم «الفراعنة» لرميهم بعيداً رغبة فى إقامة حديقة عامة أو إرضاء لحفنة من المستثمرين، وعلى الجانب الآخر يقر ويعترف الغالبية العظمى من أبناء «طيبة» بأن بلدهم كانت قبل فرج «أى كلام لكن دلوقتى تحس أنك داخل محافظة بجد»، حول قرار الرئيس الأخير بتحويل مدينة الأقصر إلى محافظة، ومشاكل التطوير ومعاناة الأهلى معها، وخطط المحافظ فى المرحلة المقبلة.. كان لـ «اليوم السابع» مع سمير فرج محافظ الأقصر هذا الحوار.
سيادة المحافظ، بداية.. ألف مبروك على قرار التحويل رغم أنه تأخر كثيراً؟
الله يبارك فيك وأشكركم على شعوركم، لكن القرار لم يتأخر، وجاء فى موعده تماماً، وكان لابد من أن يتأكد الجميع من جدية مخططات التطوير قبل الحديث عن المحافظة، وهذا الذى سنسعى لتحقيقه وتنفيذه فى إسنا وأرمنت لتعميم تلك التجربة.
وما الموقف بالنسبة لأهالى هذين المركزين باعتبارهما أحدث المراكز انضماما للمحافظة، خاصة أنهما يعانيان من إهمال كبير؟
أنا زرت إسنا وأرمنت السبت الماضى، واجتمعت مع القيادات التنفيذية والشعبية فيهما وأقمت مؤتمرا شعبيا مع أهاليهما واتفقنا على تحديد خطة عمل بالاحتياجات الأولية لكل مركز، بعد أن شاهدت الوضع المأساوى على الواقع، وأصارحك بأنى بدأت بالفعل فى النظر إلى هذه الاحتياجات لتحديد أولويات العمل، ونحن بصدد إنشاء خطة تطوير للمركزين سيتم عرضها على رئيس الوزراء وبعد اعتمادها سنبدأ على الفور تنفيذها، وقريباً سيشعر المواطنون هناك بالفرق والتغيير، ولا أخفيك سراً، الرئيس مبارك أوصانى وشدد علىّ عند أداء اليمين الدستورية قائلاً: «إسنا وأرمنت يا سمير» والحقيقة «إن الرئيس لما بيهتم بشىء كل الناس بتبقى مهتمة، النهاردة لما أكلم وزير الصحة وأقوله فيه كذا فى إسنا، يبقى لازم يعمل، زى ما حصل فى الأقصر وهو إية اللى خلى البلد بقيت كده، الرئيس قال الأقصر تتطور كل الناس قالت نعم».
ذكرت منذ أسابيع أنك حينما أتيت للأقصر لم تجد خطة للتطوير، أليس من المنطقى أن يكون لكل محافظة خطة مستقبلية خمسية أو أياً كانت لتطوير كل محافظة؟
معترضاً: «مفيش»، وهذا فى أى محافظة فى مصر وهذا هو عيبنا، وعندما جئت إلى هذه المدينة وضعت خطة تطويرية على المدى البعيد وحتى عام 2030، فإذا رحل سمير فرج عن منصبه وأتى فلان الفلانى مثلاً فسيجد خطة ليستكملها وينفذها، ينفذ الخطة والمسيرة تظل مستمرة، فالقضية مؤسسية وليست شخصية تتعلق بأفراد، وأنا تعلمت خلال دراستى لدبلومة إدارة الإعمال فى الولايات المتحدة الأمريكية، أنه عند توليك أى منصب فى أى مؤسسة أول شىء يجب أن تقوم بوضع «Plan»، وللتدليل على كلامى ستشاهد بنفسك خطة التنمية الشاملة، لمدينة الأقصر التى وضعتها بعد 6 أشهر من تولى المسئولية.
لكن يجب ألا تظلم هذه الخطط التطويرية مواطنى المحافظة.. فأهالى الأقصر خائفون من إزالة المنازل والمناطق بأكملها؟
أى تطوير له ضحايا، لكن دون أن يكونوا كثيرين، نعم نحن هدمنا 3200 منزل فى «القرنة»، لكنهم كانوا يعيشون فوق 950 مقبرة فرعونية، وكان عيباً فى حق مصر، أن تكون دورة مياه المواطنين على الأموات فى المقابر، المهم أننا لم نطرد الناس، رغم أنهم مغتصبون لأملاك الدولة وهذه الأرض ملك للدولة ووضع ساكنيها كان غير قانونى، ولذلك قلنا إن هؤلاء المواطنين لا يمكن طردهم بأى حال من الأحوال، فبنينا لهم قرية «القرنة الجديدة» على مسافة 3 كم، بخدمات ومياه شرب وصرف صحى لم تكن متوفرة لهم من قبل، ونصف أبنائهم كانوا لا يذهبون إلى المدرسة نظراً لأن أقرب مدرسة لهم على بعد 5 كم، الآن المدرسة فى «القرنة الجديدة» أمام المنازل، وليست مدرسة واحدة بل هناك اثنتان إحداهما لغات، أين كان هذا الكلام سابقاً؟!
لكن لماذا رفضوا الانتقال والذهاب إلى «القرنة الجديدة» رغم كل ما سبق؟
قبل ذلك، لابد أن أوضح لك إننا قمنا ببناء منازل خاصة لهم وعلى طريقتهم، فأنت تعلم أن البيوت فى البر الغربى لها نظام مختلف وملحق بها «حوش» ينامون فيه صيفاً، وكل واحد كان ساكن فى «عشة»، أعطينا له منزلا مسلحا بالخرسانة، يبيعه، يقوم بتعليته، واللى عنده ابن متزوج وكان يعيش مع أبيه، أعطينا له منزلا منفردا حتى منحنا أربعة منازل للأسرة الواحدة اللى بها أبناء متزوجون، وأيضاً موضوع الأرامل والمطلقات اللاتى لم يتزوجن مرة أخرى وكن يعيشن مع أهاليهن خصصنا لهن بيوتا منفصلة، و«إحنا مامرمطناش حد فى الشارع أو ظلمناه».
إذن لماذا اختلف الوضع فى الكرنك.. الأهالى منفجرون غيظاً من نزع أراضيهم ومنحهم حفنة أموال على سبيل التعويض وعدم وجود منازل لهم أو منطقة مخصصة لهم كما حدث فى «القرنة الجديدة»؟
منفعلاً، هذا الكلام ليس صحيحا، نحن بنينا لهم مساكن جديدة ومحترمة وبخدمات متميزة.
هم قالوا إنك عرضت عليهم مبالغ مالية قليلة لا تكفى لشراء منازل فى ظل الارتفاع المهول لأسعار الأراضى، وهم الآن معرضون فى أى لحظة للطرد والنوم فى الشارع؟
«لا بقى لحد هنا وتعالى شوف بنفسك.. هما بيقولوا عايزين مدينة أنا عملتلهم شقق اكبيرة، والأسر الكبيرة ممكن ياخدوا لحد 4 أدوار فيها ويسكنوا مع بعض». وهنا أصر الدكتور سمير فرج على اصطحابنا فى جولة مفاجئة بعربته الخاصة لنشاهد على الطبيعة العمارات المخصصة لأهالى الكرنك وهل تناسبهم أم لا وحينما وصلنا قال:
الناس هنا مش عارفين نعمل معاهم إيه نخصص لهم شقق، يقولولك عايزين فلوس، نخصص فلوس يقولوا عايزين منازل ومش عارف هما بيقولولك مخصصناش لهم منازل، إزاى إحنا بنينا العمارات وشوف اتصرف عليها قد إيه؟!، مش فى الجبل ولا على بعد 5 كم.. ديه قدامهم على طول بيفصل بينهم شارع، وزى ما عملنا فى القرنة إدينا شقق لأبناء الأسر برضه، لكن يقولولك ابنيلنا مدينة.. مينفعش علشان هما 40 بيت مش زى القرنة 3200 أسرة، وفى الغالب أهل الكرنك استغلوا عدم زيارتك للعمارات الجديدة، لينقلوا كلاما غير صحيح، وعندما فتحنا ملف إزالة المساكن المحيطة بمعبد الكرنك، جلسنا مع الأهالى وعرضنا عليهم هذه الشقق، فطلبوا مبالغ مالية، فوافقنا.. فماذا نفعل؟
لكن الأهالى يقولون إن سماسرة الأراضى عندما علموا بقرار الإزالة رفعوا سعر الأراضى مما أدى إلى استحالة الحصول على أرض بهذا المبلغ؟
لا لا الأمر مختلف، أسعار الأراضى ارتفعت نظراً لعمليات التطوير وفتح الشوارع الجديدة وتوصيل الخدمات المختلفة وذلك من قبل البدء فى تطوير الكرنك، كما أنهم ليسوا ملاك أراض مثل أهالى القرنة، هم «واضعو يد» على الأراضى المقامة على الآثار وهذا الذى ضايقهم وقلل من حصولهم على التعويض، عندما تسألهم هيئة المساحة عن أوراق ملكيتهم لهذه الأراضى، يقدمون أوراقهم كمستأجرين للأرض فقط لأن وضعهم غير قانونى، بالإضافة إلى عدم وجود تعويض لهم من الأساس، لكنى طلبت من رئيس الوزراء مبالغ لهم.
أثناء تفقدنا الطريق المؤدى لمعبد الكرنك.. لفت «فرج» نظرنا إلى مكان مقبرة ملوك الكومنولث التى أصبحت حديقة جميلة، فقلت له: أنت تفخر بهذا الإنجاز والبعض ينظر إليه على أنه مصيبة، كيف يتم تشريد المواطنين ونزع ملكيتهم للمنازل تحت دعوى المنفعة العامة وفى النهاية يتم إنشاء «حديقة»؟
أجاب متعجباً: «أليست الحديقة منفعة عامة؟».. الأهالى يريدون العند من أجل رفع قيمة التعويض لأعلى سقف ليشتروا قيراطى أراض زراعية ويبنوا عليها منازل جديدة ويحتفظوا بالباقى لهم، رغم أنى وعدتهم بأن المنزل الذى سيتم نزع ملكيته وصاحبه يمتلك أرضا زراعية سنسمح له بالبناء عليه لأننا حصلنا على موافقة استثنائية من رئيس الوزراء على ذلك تخفيفاً عن معاناتهم.
سألته: وماذا عن إخطارهم بنزع الملكية فى غضون ثلاثة أيام، ومن يمتنع يكون مصيره الطرد بالقوة الجبرية أو الاعتقال؟
«الناس ديه عارفة إنهم هيمشوا من 5 سنين»، وقرار الإزالة يصدر من الجهات المختصة، للمنزل المحدد بفترة تصل لأسبوعين، والكلام عن الاعتقال والتشريد والطرد بالإجبار غير حقيقى.
لماذا لم تجتمع مع الأهالى بحضور قيادات تنفيذية وشعبية لتوضيح موقفك لكى لا يكون لهم أى حجة؟
«ورحمة أمى الغالية الأهالى عارفين أكتر منى ومنك، وفاهمين إن وضعهم هيبقى أفضل فى المساكن الجديدة لكنهم بيعاندوا علشان ياخدوا فلوس أكتر، وأنا فرجت السيدة سوزان مبارك على هذه العمارات واستغربت لما لقيت السلالم رخام، وأكرر: لم نظلم بنى آدم ولم نشرد أحداً، ومن حق أى أحد أن يغضب حينما نأخذ بيته ونلقيه فى الشارع وهذا ما لم نفعله، أنا أعطيت كل صاحب أرض ومنزل دخل ضمن مشروعات التطوير نصف مليون تعويضا، والمستأجر حصل على 75 ألف جنيه أو شقة، فى حين أن جمال مبارك نفسه أعطى تعويضا فى مشروع تطوير العجوزة 10 آلاف جنيه ولما الناس ثارت زودهم لـ15 ألفا».
أثناء مرورنا بجوار منازل أهالى الكرنك، وجدنا طريقا يبدو أنه جديد، جعلنى أسال المحافظ: ما هذا الطريق؟
هذا هو الطريق الدائرى للكرنك، وبالطبع لم يكن على هذا الحال، وإنما كان مجرد «مدق» ملىء بالتراب ولم يكن يجرؤ أحد على السير فيه بعد منتصف الليل، أما الآن فالطريق منور واتجاهان والسير عليه يتم 24 ساعة، وهذا هو الذى كنت أتحدث عنه، بعد هذا التطوير كل الأراضى المحيطة به لابد أن يرتفع سعر المتر فيها إلى أضعاف «مش تقولى 40 بيت فى الكرنك»!، وأتحدى: «هاتلى واحد من اللى أزيلت منازلهم مخدش تعويض» وبصراحة هذا الكلام لم يعد يزعجنى لأنى عارف شغلى كويس، والأهالى يؤلفون علىّ نكت أضحك عليها معهم
وما آخر نكتة سمعتها عنك؟
«واحد بيقول لقريبه.. أنا اشتريت بيت.. قله فين.. قله فى الأقصر.. قله ياعم معرفتش تخليه أبعد شوية فى قنا لحسن سمير فرج يهدهولك».
ما التوجه بخصوص قضايا التنمية فى المحافظة الجديدة والأنشطة الأخرى غير السياحية؟
فيما يتعلق بالأقصر، فالأمور محسومة، فالمدينة لديها مستثمروها وأنشطتها ومواردها وميزانيتها المستقلة، وفيما يتعلق بإسنا وأرمنت عقدنا اجتماعا مع وكلاء الوزارات فى المركزين من أجل تحديد الأولويات، وسنضع الأسبوع المقبل تقريرا كاملا عن احتياجاتهما، وسيتم تحويله إلى خطة تنمية متكاملة، وسنذهب بها بعد شهر إلى رئيس الوزراء، «وهنقوله علشان نطور إسنا وأرمنت إحنا محتاجين كذا وكذا وكذا»، وسنتحدث عن مشاكل المياه والصرف الصحى، والبنية الأساسية، والإسكان، مع العلم إن الأقصر هى المحافظة الوحيدة فى مصر المستمرة فى مشروع إسكان مبارك منخفض التكاليف، هذا بجانب المدارس والمستشفيات، ومشكلة المياه الجوفية المهددة لمعبد إسنا، ونطلب من زاهى حواس تنفيذ عملية ترميمه، مع تفعيل المنطقة الاستثمارية التى توقفت بسبب عدم وجود بنية أساسية، لكن المشروع الذى سيُكسّب كل هذه المنطقة ذهبا هو مشروع المرسى العالمى فى قرية المريس.
إذن أزمة أخرى ونضال جديد لمواطنى المريس ضد قرارات الإزالة؟
«شوف المشروع هيتعمل هيتعمل والناس هيطلعوا هيطلعوا»، هذا المشروع يساهم فى تشغيل 10 آلاف مواطن، سننشئ مجموعة فنادق وممشى سياحيا وبازارات وكافيهات مثل منطقة «الجونة» و«خليج نعمة»، وهذا سيساهم فى رفع نسبة العمالة لأن الاستثمار يعم على المنطقة ككل، من أول عمال البناء إلى عمالة الفندقة، والسائقين، والطباخين، وغيرهم، وكان أغلب الفنادق فى الأقصر تأتى بـ80 % من عمالتها من القاهرة و20 % من أهل البلد، لكن أنا أصدرت قرارا ووافقت على إنشاء مجموعة جديدة منها، لكن بشرط تشغيل 80 % من عمالتها من محافظة الأقصر وبالطبع من أهالى إسنا وأرمنت، وفق مكان الميلاد والـ20 % الأخرى من أى مكان آخر.
وبالنسبة للصناعة؟
سنعتمد على الصناعات الخفيفة صديقة البيئة، وسنقوم بتصنيع الأشياء التى تحتاجها المحافظة، «يعنى مش معقولة يبقى عندنا كل الآثار دى فى المحافظة والفنادق دى كلها، ومش عارف أصنع وجبة فطار للسياح، مصنع مربى وتوست وعيش وشوية حاجات» فمشاريع المرسى العالمى وتطوير الكورنيش والمنطقة الاستثمارية مستمرة بجدية دون توقف، ويبقى إسنا وأرمنت، وللحقيقة أى شخص يتولى المنصب منذ أيام ويعلن أنه سينفذ كذا وكذا وكذا تدرك أنه «كلام أمانى وأغانى»، لابد أولاً أسير على خطة محددة جيداً وفق أولويات ومشاكل المحافظة ودراستها جيداً.
اتهامات الأقصريين لفرج: المحافظ بيقطع عنا المية والنور علشان ياخد بيوتنا وبيعاملنا كأننا من الأعداء
لأهالى «الكرنك» رأى آخر فى ملف تطوير المدينة فحينما وصلنا للمنطقة، تجمع حولنا عدد كبير من من سكان «الكرنك» قائلين إن «فرج» أراد إزالة منازلهم على طريق الكباش، لإتاحة الفرصة لتطوير المنطقة المحيطة بمعبد الكرنك، وأضافوا: «نحن لسنا ضد التطوير، ولكننا ضد العشوائية التى يدعى أنه يحاربها، وتساءل الأهالى: كيف يرمينا ويشردنا من جذورنا ومنازلنا دون أى بديل؟ مضيفين: نحن على استعداد للخروج من هنا، بشرط أن نخرج من بيت ونسكن فى بيت وليس شقة.
أحدهم قال لى إن المحافظ أمهلهم 3 أيام للخروج فى رمضان، وعندما طلبنا مهلة أكبر، رفض واستعان بقوات الأمن، وطرد الأهالى بالقوة الجبرية غير عابئ بالأطفال ولا بالمدارس ولا العيد، لكنه زف إلينا خبر منح 75 ألف جنيه كتعويض لا تكفى لشراء متر أرض، بعد ارتفاع أسعار الأراضى المهول، ووصل بهم الفُجر إلى قطع المياه والنور عنا، لإجبارنا على الخروج «ده اللى بيحصل هنا أسوأ من إسرائيل، دول هناك بيعوضوهم عن الأراضى اللى بيبنوا عليها المستوطنات» ونريد أن نقول للمحافظ «ماحدش هميشى من هنا إلا على جثته».
وادعى الأهالى أن الإزالة ستضر بالمعبد، لأنها «هتعمل حالة فراغ حواليه، ومن الممكن أن يحدث أى عمل إرهابى زى اللى حصل فى الدير البحرى فى 97 «وإيه القضية لما يعملولنا مدينة زى القرنة، وكمان هو بينزع الأراضى علشان يعمل عليها جناين، وبالإسناد المباشر لشركة خاصة، والريس والناس فى مصر مش عارفين الحقيقة المرة عن التطوير ده».
على جانب آخر قال «ثروت بدوى» وكيل المجلس المحلى للأقصر ورجل الأعمال المعروف: المحافظ استطاع بعلاقته الشخصية، اجتياز أزمة مخططات التطوير، وحصل على أموال للبلد سواء فى شكل تعويضات للمتضررين أو فى شكل تمويل للمشروعات، كما أنه استكمل مشروعات البنية الأساسية والتحتية، فالمدينة نالت فى عصر فرج اهتماماً من القيادة السياسية لم تنله من قبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ أى تطوير له «ضحايا».. وعيب فى حق مصر أن يسكن الأهالى على الآثار ويقيموا دورات المياه فوق مقابر الفراعنة
◄ الرئيس قال لى عندما حلفت اليمين الدستورية «إسنا وأرمنت يا سمير» وأى محافظ يقول لك سأفعل كذا وكذا يبقى بيقول كلام «أمانى وأغانى»
إذا ذهبت للأقصر وسألت أى سائح عن هذه المدينة التى تحولت إلى محافظة مؤخراً سيقول لك: its nice place وحينما تعرف أن رئيس وزراء فرنسا طلب زيارة مقام سيدى أبوالحجاج الأقصرى فى منتصف الليل فستتأكد من أن عمليات التطوير التى شهدتها المحافظة ومعالمها لم تكن «كلام جرايد» ولا حبرا على ورق، كل هذا ستتأكد منه حينما تشاهد مخططات تطوير الأقصر وكيف تحولت إلى مدينة عالمية على يد الدكتور سمير فرج، وهو ما ساهم فى تحويلها إلى محافظة بعد قرار الرئيس مبارك الأخير، لكن خلف هذا التطوير كانت هناك قصص ومعاناة لأهالى المدينة الذين يتخيلون أن هناك قوى خفية تحاول اقتلاعهم من جذورهم ومساكنهم التى بنوها بجوار آبائهم «الفراعنة» لرميهم بعيداً رغبة فى إقامة حديقة عامة أو إرضاء لحفنة من المستثمرين، وعلى الجانب الآخر يقر ويعترف الغالبية العظمى من أبناء «طيبة» بأن بلدهم كانت قبل فرج «أى كلام لكن دلوقتى تحس أنك داخل محافظة بجد»، حول قرار الرئيس الأخير بتحويل مدينة الأقصر إلى محافظة، ومشاكل التطوير ومعاناة الأهلى معها، وخطط المحافظ فى المرحلة المقبلة.. كان لـ «اليوم السابع» مع سمير فرج محافظ الأقصر هذا الحوار.
سيادة المحافظ، بداية.. ألف مبروك على قرار التحويل رغم أنه تأخر كثيراً؟
الله يبارك فيك وأشكركم على شعوركم، لكن القرار لم يتأخر، وجاء فى موعده تماماً، وكان لابد من أن يتأكد الجميع من جدية مخططات التطوير قبل الحديث عن المحافظة، وهذا الذى سنسعى لتحقيقه وتنفيذه فى إسنا وأرمنت لتعميم تلك التجربة.
وما الموقف بالنسبة لأهالى هذين المركزين باعتبارهما أحدث المراكز انضماما للمحافظة، خاصة أنهما يعانيان من إهمال كبير؟
أنا زرت إسنا وأرمنت السبت الماضى، واجتمعت مع القيادات التنفيذية والشعبية فيهما وأقمت مؤتمرا شعبيا مع أهاليهما واتفقنا على تحديد خطة عمل بالاحتياجات الأولية لكل مركز، بعد أن شاهدت الوضع المأساوى على الواقع، وأصارحك بأنى بدأت بالفعل فى النظر إلى هذه الاحتياجات لتحديد أولويات العمل، ونحن بصدد إنشاء خطة تطوير للمركزين سيتم عرضها على رئيس الوزراء وبعد اعتمادها سنبدأ على الفور تنفيذها، وقريباً سيشعر المواطنون هناك بالفرق والتغيير، ولا أخفيك سراً، الرئيس مبارك أوصانى وشدد علىّ عند أداء اليمين الدستورية قائلاً: «إسنا وأرمنت يا سمير» والحقيقة «إن الرئيس لما بيهتم بشىء كل الناس بتبقى مهتمة، النهاردة لما أكلم وزير الصحة وأقوله فيه كذا فى إسنا، يبقى لازم يعمل، زى ما حصل فى الأقصر وهو إية اللى خلى البلد بقيت كده، الرئيس قال الأقصر تتطور كل الناس قالت نعم».
ذكرت منذ أسابيع أنك حينما أتيت للأقصر لم تجد خطة للتطوير، أليس من المنطقى أن يكون لكل محافظة خطة مستقبلية خمسية أو أياً كانت لتطوير كل محافظة؟
معترضاً: «مفيش»، وهذا فى أى محافظة فى مصر وهذا هو عيبنا، وعندما جئت إلى هذه المدينة وضعت خطة تطويرية على المدى البعيد وحتى عام 2030، فإذا رحل سمير فرج عن منصبه وأتى فلان الفلانى مثلاً فسيجد خطة ليستكملها وينفذها، ينفذ الخطة والمسيرة تظل مستمرة، فالقضية مؤسسية وليست شخصية تتعلق بأفراد، وأنا تعلمت خلال دراستى لدبلومة إدارة الإعمال فى الولايات المتحدة الأمريكية، أنه عند توليك أى منصب فى أى مؤسسة أول شىء يجب أن تقوم بوضع «Plan»، وللتدليل على كلامى ستشاهد بنفسك خطة التنمية الشاملة، لمدينة الأقصر التى وضعتها بعد 6 أشهر من تولى المسئولية.
لكن يجب ألا تظلم هذه الخطط التطويرية مواطنى المحافظة.. فأهالى الأقصر خائفون من إزالة المنازل والمناطق بأكملها؟
أى تطوير له ضحايا، لكن دون أن يكونوا كثيرين، نعم نحن هدمنا 3200 منزل فى «القرنة»، لكنهم كانوا يعيشون فوق 950 مقبرة فرعونية، وكان عيباً فى حق مصر، أن تكون دورة مياه المواطنين على الأموات فى المقابر، المهم أننا لم نطرد الناس، رغم أنهم مغتصبون لأملاك الدولة وهذه الأرض ملك للدولة ووضع ساكنيها كان غير قانونى، ولذلك قلنا إن هؤلاء المواطنين لا يمكن طردهم بأى حال من الأحوال، فبنينا لهم قرية «القرنة الجديدة» على مسافة 3 كم، بخدمات ومياه شرب وصرف صحى لم تكن متوفرة لهم من قبل، ونصف أبنائهم كانوا لا يذهبون إلى المدرسة نظراً لأن أقرب مدرسة لهم على بعد 5 كم، الآن المدرسة فى «القرنة الجديدة» أمام المنازل، وليست مدرسة واحدة بل هناك اثنتان إحداهما لغات، أين كان هذا الكلام سابقاً؟!
لكن لماذا رفضوا الانتقال والذهاب إلى «القرنة الجديدة» رغم كل ما سبق؟
قبل ذلك، لابد أن أوضح لك إننا قمنا ببناء منازل خاصة لهم وعلى طريقتهم، فأنت تعلم أن البيوت فى البر الغربى لها نظام مختلف وملحق بها «حوش» ينامون فيه صيفاً، وكل واحد كان ساكن فى «عشة»، أعطينا له منزلا مسلحا بالخرسانة، يبيعه، يقوم بتعليته، واللى عنده ابن متزوج وكان يعيش مع أبيه، أعطينا له منزلا منفردا حتى منحنا أربعة منازل للأسرة الواحدة اللى بها أبناء متزوجون، وأيضاً موضوع الأرامل والمطلقات اللاتى لم يتزوجن مرة أخرى وكن يعيشن مع أهاليهن خصصنا لهن بيوتا منفصلة، و«إحنا مامرمطناش حد فى الشارع أو ظلمناه».
إذن لماذا اختلف الوضع فى الكرنك.. الأهالى منفجرون غيظاً من نزع أراضيهم ومنحهم حفنة أموال على سبيل التعويض وعدم وجود منازل لهم أو منطقة مخصصة لهم كما حدث فى «القرنة الجديدة»؟
منفعلاً، هذا الكلام ليس صحيحا، نحن بنينا لهم مساكن جديدة ومحترمة وبخدمات متميزة.
هم قالوا إنك عرضت عليهم مبالغ مالية قليلة لا تكفى لشراء منازل فى ظل الارتفاع المهول لأسعار الأراضى، وهم الآن معرضون فى أى لحظة للطرد والنوم فى الشارع؟
«لا بقى لحد هنا وتعالى شوف بنفسك.. هما بيقولوا عايزين مدينة أنا عملتلهم شقق اكبيرة، والأسر الكبيرة ممكن ياخدوا لحد 4 أدوار فيها ويسكنوا مع بعض». وهنا أصر الدكتور سمير فرج على اصطحابنا فى جولة مفاجئة بعربته الخاصة لنشاهد على الطبيعة العمارات المخصصة لأهالى الكرنك وهل تناسبهم أم لا وحينما وصلنا قال:
الناس هنا مش عارفين نعمل معاهم إيه نخصص لهم شقق، يقولولك عايزين فلوس، نخصص فلوس يقولوا عايزين منازل ومش عارف هما بيقولولك مخصصناش لهم منازل، إزاى إحنا بنينا العمارات وشوف اتصرف عليها قد إيه؟!، مش فى الجبل ولا على بعد 5 كم.. ديه قدامهم على طول بيفصل بينهم شارع، وزى ما عملنا فى القرنة إدينا شقق لأبناء الأسر برضه، لكن يقولولك ابنيلنا مدينة.. مينفعش علشان هما 40 بيت مش زى القرنة 3200 أسرة، وفى الغالب أهل الكرنك استغلوا عدم زيارتك للعمارات الجديدة، لينقلوا كلاما غير صحيح، وعندما فتحنا ملف إزالة المساكن المحيطة بمعبد الكرنك، جلسنا مع الأهالى وعرضنا عليهم هذه الشقق، فطلبوا مبالغ مالية، فوافقنا.. فماذا نفعل؟
لكن الأهالى يقولون إن سماسرة الأراضى عندما علموا بقرار الإزالة رفعوا سعر الأراضى مما أدى إلى استحالة الحصول على أرض بهذا المبلغ؟
لا لا الأمر مختلف، أسعار الأراضى ارتفعت نظراً لعمليات التطوير وفتح الشوارع الجديدة وتوصيل الخدمات المختلفة وذلك من قبل البدء فى تطوير الكرنك، كما أنهم ليسوا ملاك أراض مثل أهالى القرنة، هم «واضعو يد» على الأراضى المقامة على الآثار وهذا الذى ضايقهم وقلل من حصولهم على التعويض، عندما تسألهم هيئة المساحة عن أوراق ملكيتهم لهذه الأراضى، يقدمون أوراقهم كمستأجرين للأرض فقط لأن وضعهم غير قانونى، بالإضافة إلى عدم وجود تعويض لهم من الأساس، لكنى طلبت من رئيس الوزراء مبالغ لهم.
أثناء تفقدنا الطريق المؤدى لمعبد الكرنك.. لفت «فرج» نظرنا إلى مكان مقبرة ملوك الكومنولث التى أصبحت حديقة جميلة، فقلت له: أنت تفخر بهذا الإنجاز والبعض ينظر إليه على أنه مصيبة، كيف يتم تشريد المواطنين ونزع ملكيتهم للمنازل تحت دعوى المنفعة العامة وفى النهاية يتم إنشاء «حديقة»؟
أجاب متعجباً: «أليست الحديقة منفعة عامة؟».. الأهالى يريدون العند من أجل رفع قيمة التعويض لأعلى سقف ليشتروا قيراطى أراض زراعية ويبنوا عليها منازل جديدة ويحتفظوا بالباقى لهم، رغم أنى وعدتهم بأن المنزل الذى سيتم نزع ملكيته وصاحبه يمتلك أرضا زراعية سنسمح له بالبناء عليه لأننا حصلنا على موافقة استثنائية من رئيس الوزراء على ذلك تخفيفاً عن معاناتهم.
سألته: وماذا عن إخطارهم بنزع الملكية فى غضون ثلاثة أيام، ومن يمتنع يكون مصيره الطرد بالقوة الجبرية أو الاعتقال؟
«الناس ديه عارفة إنهم هيمشوا من 5 سنين»، وقرار الإزالة يصدر من الجهات المختصة، للمنزل المحدد بفترة تصل لأسبوعين، والكلام عن الاعتقال والتشريد والطرد بالإجبار غير حقيقى.
لماذا لم تجتمع مع الأهالى بحضور قيادات تنفيذية وشعبية لتوضيح موقفك لكى لا يكون لهم أى حجة؟
«ورحمة أمى الغالية الأهالى عارفين أكتر منى ومنك، وفاهمين إن وضعهم هيبقى أفضل فى المساكن الجديدة لكنهم بيعاندوا علشان ياخدوا فلوس أكتر، وأنا فرجت السيدة سوزان مبارك على هذه العمارات واستغربت لما لقيت السلالم رخام، وأكرر: لم نظلم بنى آدم ولم نشرد أحداً، ومن حق أى أحد أن يغضب حينما نأخذ بيته ونلقيه فى الشارع وهذا ما لم نفعله، أنا أعطيت كل صاحب أرض ومنزل دخل ضمن مشروعات التطوير نصف مليون تعويضا، والمستأجر حصل على 75 ألف جنيه أو شقة، فى حين أن جمال مبارك نفسه أعطى تعويضا فى مشروع تطوير العجوزة 10 آلاف جنيه ولما الناس ثارت زودهم لـ15 ألفا».
أثناء مرورنا بجوار منازل أهالى الكرنك، وجدنا طريقا يبدو أنه جديد، جعلنى أسال المحافظ: ما هذا الطريق؟
هذا هو الطريق الدائرى للكرنك، وبالطبع لم يكن على هذا الحال، وإنما كان مجرد «مدق» ملىء بالتراب ولم يكن يجرؤ أحد على السير فيه بعد منتصف الليل، أما الآن فالطريق منور واتجاهان والسير عليه يتم 24 ساعة، وهذا هو الذى كنت أتحدث عنه، بعد هذا التطوير كل الأراضى المحيطة به لابد أن يرتفع سعر المتر فيها إلى أضعاف «مش تقولى 40 بيت فى الكرنك»!، وأتحدى: «هاتلى واحد من اللى أزيلت منازلهم مخدش تعويض» وبصراحة هذا الكلام لم يعد يزعجنى لأنى عارف شغلى كويس، والأهالى يؤلفون علىّ نكت أضحك عليها معهم
وما آخر نكتة سمعتها عنك؟
«واحد بيقول لقريبه.. أنا اشتريت بيت.. قله فين.. قله فى الأقصر.. قله ياعم معرفتش تخليه أبعد شوية فى قنا لحسن سمير فرج يهدهولك».
ما التوجه بخصوص قضايا التنمية فى المحافظة الجديدة والأنشطة الأخرى غير السياحية؟
فيما يتعلق بالأقصر، فالأمور محسومة، فالمدينة لديها مستثمروها وأنشطتها ومواردها وميزانيتها المستقلة، وفيما يتعلق بإسنا وأرمنت عقدنا اجتماعا مع وكلاء الوزارات فى المركزين من أجل تحديد الأولويات، وسنضع الأسبوع المقبل تقريرا كاملا عن احتياجاتهما، وسيتم تحويله إلى خطة تنمية متكاملة، وسنذهب بها بعد شهر إلى رئيس الوزراء، «وهنقوله علشان نطور إسنا وأرمنت إحنا محتاجين كذا وكذا وكذا»، وسنتحدث عن مشاكل المياه والصرف الصحى، والبنية الأساسية، والإسكان، مع العلم إن الأقصر هى المحافظة الوحيدة فى مصر المستمرة فى مشروع إسكان مبارك منخفض التكاليف، هذا بجانب المدارس والمستشفيات، ومشكلة المياه الجوفية المهددة لمعبد إسنا، ونطلب من زاهى حواس تنفيذ عملية ترميمه، مع تفعيل المنطقة الاستثمارية التى توقفت بسبب عدم وجود بنية أساسية، لكن المشروع الذى سيُكسّب كل هذه المنطقة ذهبا هو مشروع المرسى العالمى فى قرية المريس.
إذن أزمة أخرى ونضال جديد لمواطنى المريس ضد قرارات الإزالة؟
«شوف المشروع هيتعمل هيتعمل والناس هيطلعوا هيطلعوا»، هذا المشروع يساهم فى تشغيل 10 آلاف مواطن، سننشئ مجموعة فنادق وممشى سياحيا وبازارات وكافيهات مثل منطقة «الجونة» و«خليج نعمة»، وهذا سيساهم فى رفع نسبة العمالة لأن الاستثمار يعم على المنطقة ككل، من أول عمال البناء إلى عمالة الفندقة، والسائقين، والطباخين، وغيرهم، وكان أغلب الفنادق فى الأقصر تأتى بـ80 % من عمالتها من القاهرة و20 % من أهل البلد، لكن أنا أصدرت قرارا ووافقت على إنشاء مجموعة جديدة منها، لكن بشرط تشغيل 80 % من عمالتها من محافظة الأقصر وبالطبع من أهالى إسنا وأرمنت، وفق مكان الميلاد والـ20 % الأخرى من أى مكان آخر.
وبالنسبة للصناعة؟
سنعتمد على الصناعات الخفيفة صديقة البيئة، وسنقوم بتصنيع الأشياء التى تحتاجها المحافظة، «يعنى مش معقولة يبقى عندنا كل الآثار دى فى المحافظة والفنادق دى كلها، ومش عارف أصنع وجبة فطار للسياح، مصنع مربى وتوست وعيش وشوية حاجات» فمشاريع المرسى العالمى وتطوير الكورنيش والمنطقة الاستثمارية مستمرة بجدية دون توقف، ويبقى إسنا وأرمنت، وللحقيقة أى شخص يتولى المنصب منذ أيام ويعلن أنه سينفذ كذا وكذا وكذا تدرك أنه «كلام أمانى وأغانى»، لابد أولاً أسير على خطة محددة جيداً وفق أولويات ومشاكل المحافظة ودراستها جيداً.
اتهامات الأقصريين لفرج: المحافظ بيقطع عنا المية والنور علشان ياخد بيوتنا وبيعاملنا كأننا من الأعداء
لأهالى «الكرنك» رأى آخر فى ملف تطوير المدينة فحينما وصلنا للمنطقة، تجمع حولنا عدد كبير من من سكان «الكرنك» قائلين إن «فرج» أراد إزالة منازلهم على طريق الكباش، لإتاحة الفرصة لتطوير المنطقة المحيطة بمعبد الكرنك، وأضافوا: «نحن لسنا ضد التطوير، ولكننا ضد العشوائية التى يدعى أنه يحاربها، وتساءل الأهالى: كيف يرمينا ويشردنا من جذورنا ومنازلنا دون أى بديل؟ مضيفين: نحن على استعداد للخروج من هنا، بشرط أن نخرج من بيت ونسكن فى بيت وليس شقة.
أحدهم قال لى إن المحافظ أمهلهم 3 أيام للخروج فى رمضان، وعندما طلبنا مهلة أكبر، رفض واستعان بقوات الأمن، وطرد الأهالى بالقوة الجبرية غير عابئ بالأطفال ولا بالمدارس ولا العيد، لكنه زف إلينا خبر منح 75 ألف جنيه كتعويض لا تكفى لشراء متر أرض، بعد ارتفاع أسعار الأراضى المهول، ووصل بهم الفُجر إلى قطع المياه والنور عنا، لإجبارنا على الخروج «ده اللى بيحصل هنا أسوأ من إسرائيل، دول هناك بيعوضوهم عن الأراضى اللى بيبنوا عليها المستوطنات» ونريد أن نقول للمحافظ «ماحدش هميشى من هنا إلا على جثته».
وادعى الأهالى أن الإزالة ستضر بالمعبد، لأنها «هتعمل حالة فراغ حواليه، ومن الممكن أن يحدث أى عمل إرهابى زى اللى حصل فى الدير البحرى فى 97 «وإيه القضية لما يعملولنا مدينة زى القرنة، وكمان هو بينزع الأراضى علشان يعمل عليها جناين، وبالإسناد المباشر لشركة خاصة، والريس والناس فى مصر مش عارفين الحقيقة المرة عن التطوير ده».
على جانب آخر قال «ثروت بدوى» وكيل المجلس المحلى للأقصر ورجل الأعمال المعروف: المحافظ استطاع بعلاقته الشخصية، اجتياز أزمة مخططات التطوير، وحصل على أموال للبلد سواء فى شكل تعويضات للمتضررين أو فى شكل تمويل للمشروعات، كما أنه استكمل مشروعات البنية الأساسية والتحتية، فالمدينة نالت فى عصر فرج اهتماماً من القيادة السياسية لم تنله من قبل.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة