هى فى بستان العمر كخميلة جميلة فى الريف، غدت من الماضى فى صورة حسناء رائعة الحسن تتقلب مع الأيام بألوان زاهية، ترسم ملامح الحب التليد المنساب من أعماق الزمن البعيد. يحمل فى ثنايا روحه صباها، وجمال شبابها وسناها، قبل أن يختلف بها العمر من الربيع إلى الخريف. يوم كانت ترفل فى عباءة الأحلام كديدانة الشرق المتألق فوق الربا.
تصدح فى صوت عذب يملأ الدنيا فرحا وطربا تتشنف لسماعه الآذان، يوم كانت ترتدى وشاح الأمل مع ما بقى لها من أيام العمر المنصرم، وبقايا من نضارة شبابها الآفل بين أكناف الزمن الحاضر، يوم كان قلبها يخفق بالحب والوئام، ويعزف على أوتاره أجمل الألحان رغم لوعة الآسى وجفوة الأيام.
فى محرابها وقفت تنشد العطف والحنان، تستلهمهما فى أطياف الكرى وقلوب الأنام.. كانت تزهو بنفسها وتعبق بأريج الذكريات الساحرة وسط حفيف أوراق العمر المتساقطة الباهرة، لتلتقى وحاضر متناغم بالهجر والجوى قد حفاه قلبها المتفاعل بالحب الشغوف فى أيامها الأوائل، كانت تتطاير فيها خصلات شعرها مع النسيم الحائر وهفهفة الجدائل.
هى فى خريف العمر زهرة جميلة وجمالها له طعم الندى، ولكن عذرى معها أن حبى لفتاتى يملأ كيانى وجوانحى ووجدانى، فهى حلم عمر وحياتى أعشق فيه الحب والجمال والشباب، ولأننى أحبها فهى تحب عذابى وترى سعادتها فى اكتئابى، ولكن حبى لها فى نياط القلب لن يتغير وأنا مع أحلامها أعيش أجمل أيام العمر ولو أدركها الخريف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة