من الحقائق المؤكدة أن المنتخب الوطنى سوف يشارك فى كأس الأمم الأفريقية بأنجولا تحت شعار «مجبر أخاك لا بطل».. بواقعية شديدة الأجواء الآن فى غير صالحه والجهاز الفنى يدرك ذلك جيدا، لا من الناحية النفسية ولا من الناحية الفنية.. والعين الفنية الخبيرة التى يتمتع بها أفراد الجهاز: حسن شحاتة وشوقى غريب وحمادة صدقى وأحمد سليمان تدرك أن الفريق بصدد خوض أصعب منافسة وأن احتفاظه باللقب مسألة غير مضمونة ولا يمكن منحه نسبة عالية فى فرصة الفوز لأن النجوم الكبار استهلكوا فنيا ونفسيا وتحطمت دوافعهم تحت الظروف القاسية التى خاضوا بها المباراة الفاصلة مع الجزائر.. بعد أن تحطمت طموحاتهم فى سقفها الأعلى وهو التأهل لنهائيات كأس العالم..
الآن الصورة ضبابية حسب ما لمسته من الجهاز الفنى الذى يعرف جيدا أن البدائل انعدمت أمامه، فهو لا يستطيع أن يهرب من البطولة ويترك الفريق لجهاز جديد لن يكون مسئولا عن المنافسة، ويؤكد أفراد الجهاز أن المدرب الجديد سواء كان محليا أو أجنبيا لن يتحدث إلا فى بناء فريق جديد أو اختراع أخطاء فى المرحلة الماضية تحتاج إلى تصحيح، وسوف يجد من المبررات السهلة التى تذهب به مع الفريق ليشارك بدون طموحات.. وهذا أيضا ما يدركه اتحاد الكرة الذى تأكد من أن تغيير الجهاز خطأ كبير لا يجب الوقوع فيه فالمدرب الجديد لن يكون مسئولا عن الحفاظ على اللقب، ثم إن البدائل محدودة جدا فى زمن ضيق للغاية يصعب معه استقدام مدير فنى أجنبى متميز وحتى لو وجده سوف يسمع منه كلاما عن التغيير وإعادة هيكلة الفريق.. ويصعب اختيار مدير فنى محلى لأنه سوف يركز على مبررات الهروب من المسئولية أكثر من تركيزه على محاولة اللعب بتراث وحصاد الجهاز الحالى، بل إن الجهاز الفنى الحالى يتوقع ألا يوافق أى مدرب وطنى محترم على تولى المسئولية فى هذه الظروف.
هذا الإجبار الذى وجد الجهاز نفسه واقعا فيه هو الذى كان محور رفض أن يقتصر وجوده على البطولة فقط لأن علاقة اللاعب بمدرب مؤقت تختلف كثيرا عن علاقته بمدرب دائم يملك سيطرة كاملة على مشاعر اللاعبين ومستوى التزامهم وجديتهم، وبالمناسبة لم يطرح سمير زاهر على الجهاز الفنى فكرة الاكتفاء بكأس الأمم فقط، بل استشفها الجهاز من الأجواء العامة وقرر حسمها بالرفض قبل أن تكون محل العرض عليه، وأيضا لم يطرح الجهاز فكرة امتداد التعاقد إلى 2014.
ورغم هذه الصورة الضبابية والمغامرة الكاملة فى كأس الأمم الأفريقية فإن الجهاز الفنى مازال يملك خيوط الرهان على هذا الجيل حتى لو كان يتعرض الآن لمتاعب ومصاعب من ناحية الإرادة وخبرة السنين الطويلة وأيضا من ناحية الاستفادة من تجربة الجهاز التى أحيانا ما قوبلت بالتهكم والانتقاد عندما كان يستدعى أعدادا كبيرة من اللاعبين فى فترات سابقة لإكسابهم روح وأجواء اللعب الدولى، حيث يستطيع الآن أن يستفيد منهم دون أن يكونوا غرباء على المنتخب وعلى الأجواء الدولية فى إحداث تعديلات محدودة حسب الحاجة الفنية فى بعض المراكز.. ما زال الأمل حيا لدى الجهاز فى أن تتغلب الإرادة على الواقع والتوقعات كما حدث عامى 1998 و2008.. وهذا وارد فى ظل الطبيعة «الأسرية» الخاصة التى يتمتع بها المنتخب.
المنتخب يشارك فى كأس الأمم بشعار «مجبر أخاك لا بطل»!
الخميس، 17 ديسمبر 2009 11:57 م
حسن شحاته
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة