فى أول حوار بعد قرار الامتناع عن الترشح لرئاسة السلطة..

أبو مازن يعترف لـ"القاهرة اليوم"بفشله فى السلام

الخميس، 17 ديسمبر 2009 03:51 م
أبو مازن يعترف لـ"القاهرة اليوم"بفشله فى السلام قرار عباس بعدم خوض الانتخابات المقبلة أربك حسابات الشارع الفلسطينى
كتبت هند سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعترف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بفشله فى تحقيق السلام الذى وعد الفلسطينيون به، لذا قرر عدم الترشح لانتخابات السلطة مجدداً، وقال خلال حواره مع برنامج "القاهرة اليوم" الذى يقدمه الإعلاميان عمرو أديب وأحمد موسى أمس، الأربعاء، إن قراره ليس مناورة سياسية، وإنما قناعة لا رجعة فيها.

وعن مطالبته بالاستمرار فى منصبه من جانب حركتى فتح وحماس ومنظمة التحرير، أكد عباس أنها مسألة دستورية، موضحا أن اللجنة المستقلة بمنظمة التحرير الفلسطينية أكدت استحالة إجراء الانتخابات المقبلة فى 24 يناير المقبل بسبب عناد حماس، وعليه يجب أن يتخذ المجلس المركزى للمنظمة قرارا بمد ولاية أبو مازن والمجلس التشريعى، مشيرا إلى أن الورقة المصرية كان بها بند يتيح إمكانية إجراء الانتخابات فى 28 يونيه المقبل، إلا أن حماس رفضت التوقيع عليها.

وحول إمكانية إجراء الانتخابات بدون مشاركة حماس، قال أبو مازن إن الشعب الفلسطينى ومنظمة التحرير يبحثان عن شىء تحفظ به الديمقراطية وحق الفلسطينيين فى الانتخاب، مذكراً بأن حماس حرمت الانتخابات عام 1996 و"حللتها" فى 2005 عندما انتخبوه رئيسا للسلطة، مجددا التأكيد على أنه بمجرد توقيع حماس للورقة المصرية التى وافقت عليها قبل أن تعرض على الفصائل الفلسطينية الأخرى فسيحدد موعد الانتخابات.

وعن دعوة بعض المسئولين السوريين لتوقيع ورقة المصالحة بدمشق، تساءل أبو مازن "هل المشكلة فى مكان الوثيقة أم مضمونها؟، لافتا إلى أن مصر بدأت منذ سنتين حوارا جادا وتوصلت إلى نتائج، ومن الطبيعى أن يتم إنهاء كل ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية بها، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك اعتراض على المكان فهذا "أمر مخزٍ" أما إذا كان الاعتراض على مضمون الوثيقة فسبق لحماس أن وافقت عليها، منوها بأن السلطات المصرية لم تحظر على الحركة إجراء أى تعديل لأى بند من بنود الوثيقة.

وفيما يخص اتهامات بعض السياسيين له بالمماطلة فى ملف المصالحة بعدم الموافقة على التوقيع بدمشق، قال أبو مازن إنه وقع على الوثيقة بالقاهرة فيما لم توقع حماس متسائلا: "ما الفرق بين دمشق والقاهرة إذا كانت "حماس" تريد مصالحة حقيقية؟"، مؤكدا أن هذه التصريحات والضغوط من شأنها أن تخلق مشاكل عربية، مرجحا أن السبب فى مماطلة حماس فى التوقيع على الوثيقة تأتى من عدم رغبتها فى خوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة.

وتساءل أبو مازن عن الذنب الذى اقترفه شعب غزة المحاصر لإجبارهم على العودة للقرون الوسطى، لافتا إلى أن مئات الطلبة فى غزة لا يستطيعون الخروج لاستكمال دراستهم، موضحا أنه بدون الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة لمات كل من فى غزة من الجوع والبرد، مطالبا حماس بالكف عن استعمال الإسلام.

ولفت أبو مازن إلى دور مصر المحورى فى المنطقة، قائلا: "مصر تتابع دائما كل شىء قد يوصلنا لاتفاق يحقن دماء الفلسطينيين.. فلا ننسى متابعتها الدءوب لمفاوضات الحل النهائى التى انتهت باتفاقية أوسلو 1993"، مؤكدا أنه لا يوجد دولة بالمنطقة تستطيع أن تطبق اتفاق المصالحة سوى مصر.

وعن الدوافع وراء قراره بعدم الترشح للرئاسة مجددا، قال إنه وعد شعبه بأشياء كثيرة لم تحقق بعد أهمها السلام والدولة وإقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى أنه مثل أى شخص عادى لن تدوم سلطته، مفضلا أن يترك المكان لشخص آخر يستطيع تحقيق الأمن والاستقرار للفلسطينيين، وأضاف أبو مازن أنه سيعتزل الحياة السياسية ويتفرغ لبيته وأحفاده وإعادة النظر فى مذكراته.

وأوضح أبو مازن أن الدستور الفلسطينى لا يفرض قيودا على ترشح أى شخص للسلطة، موضحا أن السلطة بيد الشعب الفلسطينى هو من يقرر من سيكون رئيسه القادم، مشيرا إلى أنه فى انتخابات 2005 كان متيقنا من فوز حماس فى الانتخابات، إلا أنه عندما فاز اتصل بقيادات الحركة ليختاروا واحدا منهم لتولى رئاسة الوزراء.

وعن دعوة رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، لتفعيل ورقة المقاومة لثبوت فشل التفاوض، أكد أبو مازن أن الحركة لم تمارس أى شكل من أشكال المقاومة منذ شهور عديدة، وبما أنه لا توجد مقاومة إذا فالبديل هو المفاوضات، منوها بأن الحركة تتفق معه على الرأى نفسه، مشيرا إلى أن شاؤول موفاز كان قد توجه بمشروع دولة ذات حدود مؤقتة لمدة 15 عاما، العرض ذاته الذى عرضته الحركة على سويسرا، إلا أنها ترفضه الآن لأنها تريد أن تتفاوض إسرائيل وأمريكا معها مباشرة، قائلا "بهذا يصير كل شىء حلال ويزيل كل حرام".

وأوضح أبو مازن أنه لدى تسلمه السلطة فى 2005 كان يواجه العديد من التحديات أهمها أن يعم الأمن والاستقرار، والنمو الاقتصادى، ومؤتمر فتح "الذى تم تأجيله 5 سنوات ثم نجحت فى تنظيمه فى بيت لحم"، إلى جانب المصالحة، وعملية السلام، موضحا أنه واجه كثيرا من الضغوط وتهديدات بالحرمان والمقاطعة لمنعه من التوقيع على ورقة المصالحة، إلا أنه لم يرضخ دقيقة لأى من التهديدات.

وعلى صعيد عملية السلام لفت أبو مازن إلى أنه حقق خطوات "ممتازة" قادته إلى مؤتمر السلام فى الشرق الأوسط "أنابوليس" فى الولايات المتحدة الأمريكية التى ارتدت إلى نقطة البداية بسقوط رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق أيهود أولمرت، فأصبح المتفاوض الإسرائيلى يملى شروطه بإسقاط قضايا القدس واللاجئين والاستيطان من المفاوضات.

وعن تقرير لجنة جولدستون، كشف أبو مازن أن الكتل العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز ومجموعة الدول الأفريقية هم الذين طلبوا إرجاء مناقشة التقرير لحين الانتهاء من دراسته، إلا أنه عندما هاجمه الإعلام العربى وادعت صحيفة معاريف الإسرائيلية أنه أرجأ مناقشة التقرير، لأنه واجه ضغوطا إسرائيلية بإذاعة شريط له مع رئيس الوزراء الإسرائيلى يعلن فيه موافقته على ضرب غزة، أصر أبو مازن على عودة التقرير للمجلس الدولى لحقوق الإنسان للمناقشة متحديا إسرائيل على إثبات صحة ما تدعيه.

وطالب أبو مازن العالم العربى والإسلامى والمسيحى بعدم الوقوع فى الشرك الإسرائيلى الذى يحاول زرع اليأس من تحرير القدس فى نفوسهم لينسوا أمرها، داعيا الدول العربية والمستثمرين العرب مسحيين أو مسلمين للاستثمار بالقدس قبل أن يزحف إليها المحتل الإسرائيلى.

وعن القائد الراحل ياسر عرفات أشار أبومازن إلى روح أبو عمار التى عشقت تراب فلسطين، مشيرا إلى أنه شارك معه فى المفاوضات التى أدت إلى اتفاقية أوسلو فى عام 1993، إلا أنه قال إن "الانتفاضة هى التى دمرتنا"، موضحا بأن "موازين القوى ليست معنا"، مشددا على أنه ضد الانتفاضة المسلحة، لأنه بهذه الظروف وفى هذا الحصار "سنكون الخاسرين"، وسوف تصبح المقاومة شعارا خاليا من المضمون.

كان "القاهرة اليوم"، قد عرض أمس حلقة خاصة من رام الله مقر السلطة الفلسطينية، حيث سلط الإعلاميان عمرو أديب أحمد موسى الضوء على تفاصيل رحلتهما من الأراضى الأردنية وحتى رام الله، مشيرين إلى أنهما ولأول مرة يذوقان ذل الاحتلال ومرارة أن يكون للمحتل سيادة كاملة قد تصل إلى حد العلاقة بين السيد والعبد على أصحاب الأرض، ليحولوهم إلى أموات يمشون على الأرض، إلا أنهما أشادا بمستوى الرقى الذى تعيشه مدينة رام الله حيث لا وجود للقمامة ولا العشوائيات.

وأجرى أديب، برام الله، أول حوار لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" بعد قراره بعدم الترشح مجددا للرئاسة الفلسطينية، حيث نفى أبو مازن ما تردد فى الأوساط العربية عن استخدامه "كارت التقاعد" كمناورة سياسية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة