للأسف الشديد.... مازال العديد من المناصب فى بلدى مصر بالواسطة والمحسوبية والكوسة والوصولية والرشوة والإكرامية... وللأسف الشديد أن هذه الأمراض سببت وتسبب وسوف تسبب العديد من الكبوات... حيث إنها متفشية فى المجتمع بكل طبقاته... بداية من تعيين السعاة والموظفين إلى الوزراء ورؤساء الجامعات ورؤساء التحرير... فقد يزج بأحد الأشخاص لمنصب رئيس جامعة حتى يتأهل لمنصب وزير وهو لا يفقه شىء فى إدارة الجامعات وليس له علاقة من قريب أو من بعيد بالوزارة التى قد يتحمل مسئوليتها...
أعتقد أن الإعلام المصرى لابد أن يهاجم هذه الأمراض المتفشية فى المجتمع المصرى بكل فئاته والتى تهدد حاضرنا وتهدد مستقبل أجيالنا الحالية والقادمة... فكم من منصب يتطلب مواصفات خاصة وإمكانيات خاصة وشخصيات مؤهلة وذات قدرة على العطاء وقدرة لقراءة ما قد يحدث فى المستقبل... يتم إعطائه لإنسان عادى أو أقل من العادي... فيضيع معها الهدف من المنصب... وللأسف الشديد فالمنصب ومنافع المنصب الشخصية والحفاظ على المنصب تصبح هى الأهداف الأساسية لأصحاب المناصب...
كل منصب فى الدولة فى احتياج لإنسان له مواصفات خاصة يستطيع من خلالها أن يشغل منصبه ويؤدى كل ما ينتظر منه المنصب بدون توجيه من الآخرين... فإذا أحسنا اختيار الإنسان المؤهل لأى منصب.... فسوف يؤدى تبعات منصبه بدون أخطاء... ولكن عندما يتم الاختيار بالاعتماد على الواسطة والمحسوبية والكوسة والوصولية والرشوة والإكرامية... ستتراكم المشاكل وستتراكم الأخطاء.... ونفقد حاضرنا... وستفقد مصر جهد وحماس الشباب والرجال والكبار الذين يقدرون على العطاء وراغبين فى العطاء ومؤهلين للعطاء ولكنهم يفتقدون الواسطة والمحسوبية والكوسة والوصولية والرشوة والإكرامية... ستفقد مصر جهدهم لأن الواقع المصرى له مؤهلات خاصة ليست من ضمن مؤهلاتهم... وستفقد مصر حلم الأطفال الذين سيفقدون معنى أن قيمتهم وقيمة مستقبلهم تكمن فى أنفسهم بعملهم ونجاحهم وجهدهم... ستتحور أحلام الأطفال لتصبح كيف ينجحون فى انتقاء واستغلال الواسطة والمحسوبية والكوسة والوصولية والرشوة والإكرامية... سيفقد الطفل المصرى كما فقد الإنسان المصرى قيمه أن قيمته هى فى ذاته نفسها....
أرجو من الصحافة المصرية والإعلام المصرى أن يدرك دوره فى محاربة تلك الأمراض التى تسببت فى معاناة العديد من المصريين... وأرجو من المصريين أن يكون تصنيفهم وانتقاؤهم للأشخاص بأى كادر سواء كادر سعاة أو كادر وزارى... فقط لمن هو كفء... بغض النظر عن الواسطة والمحسوبية والكوسة والوصولية والرشوة والإكرامية... عندها فقط لن نحتاج لشحن إعلامى لنحرك مشاعر المصريين لحب مصر... وعندها فقط سوف نجد أن كل مصرى يحب مصر ويحتفظ بعلم لمصر...... عندما ينجح الشحن الإعلامى فى محاربة هذه الأمراض وفى إرساء قيمة الفرد بذاته وبمجهوده وبقدراته... عندها فقط لن نحاسب أى مسئول من المسئولين... ولن نبحث عن أسباب فشلهم... لأننا سوف نجد أنفسنا نشكر لهم ما يحققوه لنا ويسجلوه لتاريخ مصر من نجاح...
محمد مرعى يكتب من فرنسا.. عندها فقط... لن نحاسب أى مسئول
الأربعاء، 16 ديسمبر 2009 12:30 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة