د. أشرف بلبع

لماذا لن انتخبه رئيسا؟

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009 07:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر الآن فى أزمة. أزمة تشهد عليها حياة المصرى على أرض مصر ويشهد عليها تراجع موقعنا بين الأمم. مصر اليوم فى حاجة ماسة لحكم جديد قوى ورشيد، وقوة الحكم تستمد من شرعيته غير المنقوصة والتى لا يشوبها نقضاً. شرعية تقوم بالديمقراطية الحقة والشفافية الكاملة.

لنفترض أحسن السيناريوهات للانتخابات الرئاسية المقبلة، سيختار الحزب الوطنى مالك الأغلبية الكاسحة شاباً محترماً ذكياً تم تصعيده ليكون الأمين العام المساعد للحزب هو السيد جمال مبارك ابن رئيس الجمهورية، وسيتمكن الحزب بكل بساطة من توفير كل شروط الترشيح التى نصت عليها التعديلات الدستورية الخاصة بذلك، وستقوم الأغلبية الكاسحة للحزب الوطنى فى مجلس الشعب بإقرار الترشيح فوراً.

ستعقد انتخابات أتخيل أنه لن يكون فيها صوت مزور، وربما سيشهدها مراقبون من الخارج ستتم دعوتهم وتوفير الرعاية لهم للشهادة بذلك، المفترض فى هذا السيناريو فوز الأستاذ جمال مبارك على المنافسين الآخرين الذين لم تدعمهم الظروف التى تدعم الأستاذ جمال مبارك ابن رئيس الجمهورية، الشكل يبدو ديمقراطيا ونزيها، ولكن ماذا عن الجوهر والشرعية التى تنبنى عليه؟ ماذا عنها عندما يكون فى يقين كل مصرى أن التنافس الذى طرفه ابن رئيس الجمهورية وقد سُخر لشخصه كل مقدرات الحزب الوطنى وإعلام الدولة وأضواء الحكومة وكل من يريد التقرب لها هو تنافس صورى محسوم النتيجة قبل أن يبدأ، أين هى فرصة التنافس الحر الشريف بين مواطنين مصريين ينال من يفوز فيه الشرعية الكاملة التى ستعطيه القوة الكافية أمام الشعب للتغيير الحقيقى وليس الصورى والذى سيتعامل مع جذور المشاكل وليس قشورها؟ القوة التى ستنهض بمصر كما يتمنى شعب مصر وليس كما ستسمح به الظروف.

المؤسف أن كلاً منا ابن ظروفه يتصرف وفقاً لها. سيأتى الأستاذ جمال مبارك محمولاً على أعناق الحزب الوطنى ومؤيداً بكل ما نراه الآن من أساليب السيطرة من قانون طوارئ وردة فى حقوق الإنسان والقبضة الحديدية لجهاز مباحث أمن الدولة والذى يُشهد له أنه أحد الأجهزة القليلة فى الدولة التى تقوم بواجباتها المرسومة لها بمستوى أعلى من المتوسط العام للأداء بمصر.

سيدخل الأستاذ جمال مبارك الانتخابات وقد دانت له أسباب القوة والفوز منذ البداية، هل يستطيع من يأتى من رحم واقع ويحمل على أكتافه جزءاً من مسئوليته أن يغير جذرياً وينقلب على المنظومة التى حملته وأمنته وستظل تؤمنه، والتى يدين لها وتدين له.
حق مصر علينا أن نصر على أمل النهضة والإصلاح الشامل بيد غير مهتزة تتمتع بكل القوة التى تأتى فقط من الشرعية الكاملة التى يقرها الشعب بأكمله.

نحلم بانتخابات لها مذاق الديمقراطية الحقيقية ربما كانت حينها أعطى صوتى للأستاذ جمال مبارك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة