عقدت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك أمس الاثنين ندوة للاحتفال بذكرى ميلاد الأديب العالمى "نجيب محفوظ"، حضر الحفل مجموعة من أصدقاء محفوظ منهم "محمد الشربينى" و"الدكتور زكى سالم" وأدار اللقاء "محمد حمدى" مدير المكتبة، فيما غاب كل من الكاتب "محمد سلماوى" والروائى "يوسف القعيد" والطبيب النفسى "الدكتور يحيى الرخاوى" الذين كان من المقرر حضورهم.
فى بداية اللقاء تحدث "محمد حمدى" وقال: فى الذكرى الـ98 لميلاد "محفوظ" خصصت المكتبة ركنا خاصًا ومعرض لصور "محفوظ التى التقطتها المصورة الأمريكية "بريتر"، وتجسد الصور لمحات من حياته الشخصية ومواقفه الإنسانية.
ثم تحدث "محمد الشربينى" وأعرب عن استيائه من قلة عدد الحاضرين وقال "قلة عدد الحاضرين شىء غير مبشر، ويعنى أننا قد لا نحتفل بمحفوظ فى الأعوام المقبلة".
وأضاف: "أسعى من الآن وحتى الذكرى المائة لتأسيس "منتدى نجيب محفوظ الثقافى القومى" الذى أهدف من خلاله إلى إعادة دور مصر الحضارى والرائد فى المنطقة العربية، وأوضح "الشربينى" أن المنتدى الذى يسعى لتأسيسه سيكون هيئة منفصلة تماما عن الدولة وسيقسمها إلى شعب ولجان للفكر والفن والعلم والثقافة وسيصدر عنها جائزة سنوية.
وانتقد "الشربيني" فكرة إنشاء متحف لنجيب محفوظ وقال "الأستاذ أكبر من مجرد متحف يراه الناس، ومع ذلك القائمون عليه مقصرون وحتى الآن لم يخرج المتحف إلى النور".
ثم قدم الدكتور "زكى سالم" دراسة عن علاقة "محفوظ" بالتصوف فى روايته "أصداء السيرة الذاتية وقال: دراسة "محفوظ" للفلسفة فى الجامعة كانت جزءا من حبه للتصوف ومن يتابع حياته الشخصية سيلاحظ زهده وتقشفه وكثرة تأملاته وفهمه لعلاقات البشر وإدراكه لمعنى الحياة.
وأشار "سالم" إلى أن "محفوظ" جعل من الأحلام وسيلة لتطوير رؤيته الصوفية "فإذا تأملنا تصوفه فى "أصداء السيرة الذاتية" سنلاحظ وجود صفات يشترك فيها مع المتصوفة وأخرى ينفرد بها وفى أحد نصوصه عن تجربة الحب قال "فى مطلع الشباب عرفت الحب الخالد الذى يخلفه الحبيب الفاني، قد تغيب الحبيبة عن الوجود أما الحب فلا يغيب".
ويؤكد "سالم" أن "محفوظ" بنى حياته كلها على الحب فى الحياة والعمل وفى الموت، حب يمتد من مفردات الحياة الصغيرة حتى يشمل الحياة كلها ثم يحتوى الموت ذاته، و يعلق "سالم" على ذلك قائلا "هذا هو دين الحب الصوفى الذى يسعى إلى الوصول إلى الحبيب المنتهى "الخالق عز وجل".
وأضاف "تصوف "محفوظ" قائم على السعى والعمل والذكر ولا يدفع إلى الكسل والتراخى، هو تصوف من ذاق وذاب فى حب الله.
اختتم اللقاء بعد أن اتفق الحاضرون على ضرورة تفعيل مبادرة "منتدى نجيب محفوظ" الذى دعا إليه الشربينى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة