مجمع البحوث يسحب مجلة "الأزهر" المسيئة للأقباط والأنبا "متى" يتهم "عمارة" بعدائه للمسيحية.. ويؤكد أن الإنجيل لا يقبل التحريف.. والأزهر مطالب ببيان موقفه من المسيحيين

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009 05:56 م
مجمع البحوث يسحب مجلة "الأزهر" المسيئة للأقباط والأنبا "متى" يتهم "عمارة" بعدائه للمسيحية.. ويؤكد أن الإنجيل لا يقبل التحريف.. والأزهر مطالب ببيان موقفه من المسيحيين القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملى
كتب عمرو جاد وجمال جرجس المزاحم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قررت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، سحب نسخ عدد مجلة الأزهر الشريف عن شهر ذى الحجة 1430هـ، والملحق الخاص بها بعنوان "تقرير علمى" للدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية، والذى ثارت حوله ضجة كبيرة مؤخرا بسبب اتهام الأقباط للملحق أنه احتوى على إساءات بالغة وتشكيك فى العقيدة المسيحية.

وصرح الشيخ على عبد الباقى أمين عام المجمع لليوم السابع، "أن قرار سحب العدد جاء على حد قوله "لما فهمه بعض الإخوة المسيحيين بأن ما جاء بملحق المجلة هو إساءة إلى مشاعرهم، والأزهر الشريف يسره بهذا الصدد أن يستجيب لرغبة الإخوة المسيحيين، وأن يعلن احترامه الكامل وإيمانه الشديد بالعقيدة المسيحية والمسيحيين داخل مصر وخارجها، ويكن لهم الاحترام ولم يقصد فى أى لحظة أن يسىء إلى أحد من أبناء مصر العزيزة".

وأكد القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملى ورئيس مركز السلام الدولى لحقوق الإنسان، أن د. محمد عمارة معروف بـ"عدائه للمسيحية"، وأن ما فعله فى العدد الأخير من مجلة الأزهر الشريف، هى إحدى "نبذاته" مدعيا فيها أن المسيحية ديانة وثنية، وأن الكتاب المقدس محرف و"مثل هذا الكلام لا يضير المسيحية، ولا يؤثر فى قوة عقيدتها، وصلابتها كدين يؤمن به الأغلبية من سكان الكرة الأرضية".

وأضاف فى تصريحات لليوم السابع، أن الذى يلفت النظر أنه يتم ترويج هذه الأفكار من خلال الأزهر الشريف، تلك المؤسسة الدينية العريقة التى يعتز بها المصريون جميعاً، ولها احترام خاص من أقباط مصر، ولاسيما أن إمامها الرجل الفاضل د. محمد سيد طنطاوى، والذى له علاقة متميزة وصداقة ومحبة مع قداسة البابا شنودة الثالث.

وأشار إلى أنه أطلق "رسالة محبة" لرجال الأزهر تذكرهم أن القرآن الكريم نص على صحة الديانة المسيحية، وهناك شهادة من القرآن للنصارى بالتوحيد والإيمان بالحق كما جاء فى سورة البقرة "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)"، فبحكم هذه الآية يكون المسيحيون فى نظر الإسلام موحدين غير مشركين، محقين فى إيمانهم غير ضالين، مؤمنين غير كافرين ولا وثنيين.

وأكمل بأن القرآن شهد للنصارى بحسن الأخلاق بما يدل على تأثير المسيحية فى أخلاق تابعيها، كما جاء فى سورة المائدة (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82)

وجاء فى سورة الحديد "ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً"، وحكم الإسلام بالفسق على من لم يقم أحكام الإنجيل فقد جاء فى سورة المائدة "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".

وأضاف أن الإسلام جاء بحقيقة تعاليم المسيحية وحض على الإيمان بها فقد جاء فى سورة العنكبوت وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت 46)
ودعا الإسلام إلى الإيمان بالتعاليم الواردة فى التوراة والإنجيل وقد جاء فى سورة النساء، "يأايها الذين أمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً".
إذن القرآن يشهد بصحة العقيدة المسيحية وصدق الإيمان بها وذلك بخلاف ما نادى به الدكتور عمارة وأمثاله أنها عقيدة وثنية.

وأوضح أنه بالنسبة لصحة الكتاب المقدس فقد نص القرآن أنه كتاب منزل، ففى سورة البقرة "وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون"، وسورة الأنبياء "ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين"، وسورة الأنعام [قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس]، وسورة المائدة [وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله]، وأيضاً [إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ]، وفى إثبات القرآن تنزيل الإنجيل ووحيه، فى سورة المائدة [وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه]، وسورة الحديد [ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ]، وسورة آل عمران [وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس].

وقال "متى" من الآيات السابقة وغيرها مما لم نذكرها وموجودة فى القرآن يتضح أنه يشهد للكتاب المقدس– بعهديه القديم والجديد- بالوحى وبالتنزيل من لدن الله تعالى ولوضوحها وصراحتها لا نرى أننا بحاجة إلى التعليق، بالإضافة إلى أن القرآن لقب الكتاب المقدس بالكتاب وذكر فى أكثر من عشرين مرة فى سورة آل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأحزاب كما سبق الذكر وفى سورة الأنبياء ودعاه الفرقان فى سورتى الفرقان والبقرة.

وأضاف أن القرآن ذكر أن الكتاب المقدس هدى للناس (سورة آل عمران) وأنه هدى ونور (سورة المائدة) ونوراً وهدى للناس (سورة الأنعام) وهدى وذكرى لأولى الألباب (سورة المؤمن ) وغيره وهى أوصاف لا تليق إلا بكتاب منزل وموحى به، كما أن القرآن نزه الكتاب المقدس من التحريف قبل الإسلام وأنه لم يكن قد ذكره فى أكثر من موضع (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديك) (سورة الأعراف)، وسورة فاطر {وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ} فاطر31، فإذا كان الكتاب المقدس حرف قبل الإسلام ما كان ذكره القرآن بهذه التجلة وذلك التقديس.

مشيرا إلى أن القرآن يصرح أنه جاء مصدقاً لما بين يديه والأحكام البين ويدعو إلى الإيمان بما فيه، فهو يؤكد سلامة الكتاب المقدس من التحريف قبل ظهور الإسلام، كما أكد القرآن استحالة التحريف فقد جاء فى سورة يونس ﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِى شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) فالإحالة إلى أهل الكتاب دليل كاف على صدق الكتاب وسلامته من التحريف وإلا ما جاء بسورة المائدة (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله).

وقد شهد القرآن بعدم إمكان التحريف فى الكتاب المقدس بعد ظهور الإسلام لأن الله رقيب ومهيمن عليه كما جاء فى سورة المائدة "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه" وجاء فى سورة الأنبياء (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وجاء فى سورة الأنعام "لا مبدل لكلماته" وسورة يونس ( لا تبديل لكلمات الله) وسورة الفتح (ولن تجد لسنه الله تبديلاً) والتوراة والإنجيل كلام الله فلا يمكن أن يدخل شىء من التبديل أو التحريف على كلامه جل شأنه.

وطالب متى رجال الأزهر الشريف بإصدار بيان يؤكد صحة ما يؤمن به تجاه المسيحية والكتاب المقدس.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة