وصلت ستة أعمال روائية إلى قائمة جائزة البوكر العربية القصيرة من أصل 16 عملا روائيا تم اختيارها فى القائمة الطويلة التى أعلنتها جائزة البوكر العربية فى نوفمبر الماضى، وكان عدد الروايات المشاركة فى المسابقة 115 عملا من 17 بلدا عربيا، نعرض هنا للروايات الست التى تأهلت للقائمة القصيرة..
رواية يوم غائم فى البر الغربى، محمد المنسى قنديل
دار الشروق، القاهرة، 2009
يحيى الروائى المصرى محمد المنسى قنديل فترة الاكتشافات الأثرية والنضال الوطنى فى مصر، ويضمنها ملحمة فتاة تهرب بها والدتها من زوجها المغتصب، وتودعها ديراً فى أسيوط بعد أن تغير اسمها وتدق على ذراعها الصغيرة صليبا. ثم يتداخل مصير الفتاة وقد أضحت مترجمة، مع مسيرة شخصيات تاريخية مثل هوارد كارتر واللورد كرومر وعبد الرحمن الرفاعى. ويتداخل القص الشيق مع التوثيق الدقيق فى وصف الأمكنة والأزمنة.
وراء الفردوس، منصورة عز الدين
دار العين للنشر، القاهرة، 2009
تتناول رواية الكاتبة المصرية منصورة عز الدين الطبقة البورجوازية فى الريف، وذلك من خلال شخصية سلمى التى تعمل محررة فى جريدة أدبية، وتحاول أن تتخلص من ماض طويل محمّل بذكريات أليمة وصور سلبية عن الذات، مما شجعها على كتابة رواية خاصة بها، تسرد فيها تاريخ العائلة، وتاريخ الحب، وتاريخ الجسد، وتاريخ الحراك الطبقى داخل القرية، وتاريخ الجنون، وتاريخ الكتابة: وكأن الذات قد انشطرت قسمين، قسماً يراقب ويسرد والآخر ينقب بهستيريا عن مكنونه لتخرج الرواية.
عندما تشيخ الذئاب، جمال ناجى
منشورات وزارة الثقافة، عمان، 2008
يختار الروائى الفلسطينى الأردنى جمال ناجى تقنية تعدد الوجوه والأصوات، فينسحب الراوى العليم ليفسح المجال أمام شخصيات متعاقبة، تروى أحداثا ومشاهد تتكرر وتختلف وتتنامى من شخصية إلى أخرى. رواية تصور الهشاشة البشرية والتعالق المعقد بين الجنس والدين والسياسة، وتقدم لوحة حية عن عوالم الوعاظ والجمعيات الخيرية والساسة، وأسرار الارتقاء الاجتماعى من الحارات الفقيرة إلى مراكز السلطة والثراء فى عمان. الشخصية الرئيسية فى الرواية لا تتكلم وتبقى لغزا رغم انكشافها الجزئى: عزمى الوجيه، فهل هو الذئب الوحيد الذى لا يشيخ؟
السيدة من تل أبيب، ربعى المدهون
المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2009
يتناول الكاتب الفلسطينى ربعى المدهون فى روايته قضية الصراع الفلسطينى/ العربى/ الإسرائيلى، ويختار لحظة مشحونة بالهواجس والتوتر والريبة حدَّ الانفجار. البطلان هما وليد دهمان العائد من مغتربه الأوروبى بعد سنين طويلة لزيارة أهله فى غزة عبر مطار بن جوريون فى تل أبيب، والإسرائيلية دانا أهوفا التى تشاء المصادفات أن تجلس فى المقعد المجاور لمقعده. هكذا يبدأ التماس بينهما، وما يشبه الحوار المتقطع الذى يأخذ القارئ إلى أصقاع نائية فى الذاكرة والتاريخ والذات البشرية. رواية تحاول مقاربة الحقيقة فى تعقدها ولبسها وغموضها، ولا تركن إلى أحكام أيديولوجية جاهزة.
أمريكا، ربيع جابر
المركز الثقافى العربى، بيروت- الرباط، 2009
تستحضر رواية اللبنانى ربيع جابر ملحمة هؤلاء الذين دفعهم الفقر وروح المغامرة إلى ترك سوريا الكبرى فى السنوات الأولى من القرن العشرين ليجربوا حظهم فى أمريكا الناشئة، حاملين "الكشة" عبر السهول والجبال، يندمجون تدريجيا فى نسيجها الاجتماعى، ويشاركون فى حروبها. يركز السرد على سيرة مارتا التى تقرر الذهاب وحدها إلى نيويورك من أجل العثور على زوجها بعدما انقطعت عنه الأخبار. تأتى الرواية تحيةً من الباقين إلى الذين رحلوا فى أراضى المهجر، متخطين ما كانت ظروفهم تقدّره لهم من مصير، حتى يصنعوا هوياتهم الجديدة بأيديهم وعزيمتهم.
ترمى بشرر، عبده خال
دار الجمل، بغداد – بيروت، 2009
يأتى قص الكاتب السعودى عبده خال حاملا تكملة لعنوان الرواية: ترمى بشرر "كالقصر". قصر بهيج هو جنة جحيمية، ترمى بشررها على جحيم الحارات البائسة فى جدة، فيمتد الحكى جسرا بين عالم سيد القصر ومن تحولوا دمى بشرية وعبيداً، من اجتاحهم القصر وسلبهم بحرهم وقوارب نجاتهم. رواية ساخرة فاجعة تصور فظاعة تدمير البيئة وتدمير النفوس بالمتعة المطلقة بالسلطة والمتعة المطلقة بالثراء، وتقدم البوح الملتاع لمن أغوتهم أنوار القصر الفاحشة فاستسلموا إلى عبودية مختارة من النوع الحديث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة