رانيا صلاح تكتب: يا أهل مصر.. صونوا النعمة فقد بدأت تزول من بين أيدينا

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009 11:55 ص
رانيا صلاح تكتب: يا أهل مصر.. صونوا النعمة فقد بدأت تزول من بين أيدينا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا شعب مصر الأصيل لقد حابانا الله بنعمة يحسدنا عليها الكثيرون ويتمنون لو أنها تزول من بين أيدينا وهى مصر الحبيبة. لقد من الله علينا بأرض خصبة تجود علينا بأجود أنواع الخيرات التى كانت تنافس أجود المحاصيل فى العالم فقمنا بتخريبها والبناء عليها بعشوائية وبهدلة الأراضى الزراعية وتفتيتها ثم ذهبنا لاستصلاح الصحراء، من الله علينا بثروة بشرية تتميز بأفضل صفات البشر التى تؤهلنا لأن نكون من أكثر شعوب العالم إنتاجا، فالمصرى عنده صبر ومثابرة وجلد وقوة تحمل وقدرة عظيمة على التكيف مع كل الظروف، وقادر على اختراع الحلول لمشكلاته بطرق مبتكرة ومع ذلك لا نستغل هذه القدرات من الله علينا بالبحار المليئة بالثروات السمكية تكفى العالم كله وتزيد والشعب المرجانية التى لا يوجد مثلها فى العالم كله فتركناها لكل من يريد أن يعبث بها، من الله علينا بنهر النيل العظيم والتى مياهه من أعذب أنواع المياه فألقينا فيه القاذورات وصرفنا فيه المخلفات وأهدرنا المياه، من الله علينا بمناخ رائع وجو ممتع على مدار السنة فقمنا بتلويثه بعادم سياراتنا وأدخنة مصانعنا وحرائق القمامة وغيرها وتركنا القمامة تملأ شوارعنا، من الله علينا بالأرض الشاسعة فلم نقسمها ونخططها بالشكل السليم فخنقنا بعضنا ببعض ونشكو جميعنا من الزحام. من الله علينا بكنوز الصحراء والمحميات الطبيعية فلم نلتفت إليها. من الله علينا بعقول مصرية عبقرية كلها مشاريع علماء فوقفنا فى طريقهم ولم نمد لهم يد المساعدة بل أوجدنا كل التعقيدات حتى تركونا ولم يعودوا، من الله علينا بالحضارة التى يتوافد إليها السياح من كافة بلاد الله فتركناهم للمتسوليين والمتحرشين يسيئون لسمعتنا وسمعة بلادنا، من الله علينا بالمال والغنى فتركناه يسلب وادعينا أننا فقراء ومصر ليست بدولة فقيرة. من الله علينا بالعقل الواعى والقدرة على التخطيط فخطط كل منا لمصلحته ولم نلتفت للتخطيط الجماعى والتخطيط الشامل لما فيه مصلحة البلد والتى هى فى الآخر مصلحة الشعب كله. من الله علينا بشباب مصرى ريفى رائع وبراعم كان من الممكن أن يخرج منها أدباء مثل الأديب طه حسين وشيوخ تشع نورا وثقافة وتحضر مثل الشيخ محمد عبده وعالم تتشرف مصر كلها به مثل الدكتور مصطفى مشرفة ولكننا تركناهم لخفافيش الظلام تدمر عقولهم وتقتل بذور الثقافة والتحضر بداخلهم، وتزرع بدلا منها التعصب والتطرف والتعدى على الحريات بما يتنافى وتعاليم اى دين. من الله علينا بكوادر رياضية فى كل المجالات قادرة على تحقيق مراكز دولية فلم نوفر لهم المناخ الصحى وبالرغم من كل الظروف المعاكسة يحرزون بطولات. من الله علينا بمواهب فنية وقنوات إعلامية متنوعة فاستخدمناها فى إظهار وجه قبيح لمصر من خلال دراما ظالمة وبرامج عالية المشاهدة فى الداخل والخارج تركز على السلبيات فقط. من الله علينا بالريادة فى كل شىء فتركنا المتسلقين يزحفون إلينا ويضعون أنفسهم فى غير أماكنهم فانزلقنا.

السؤال الذى يحيرنى لماذا نفعل فى أنفسنا هكذا؟ نحن مسئولون جميعا شعبا وحكومة عما نحن فيه.

ونظرا لأننى من الشعب فإننى أطلب من شعب مصر العظيم أن نبدأ بأنفسنا وأن نكون إيجابيين فنحترم القوانين- لا نلقى بالقمامة فى شوارعنا ونساهم مع بعض فى إزالتها– نصلح سياراتنا حتى لا تطلق العادم فى صدور أولادنا– نراعى ضمائرنا فى عملنا– لا نلقى بالمخلفات الصلبة فى الصرف الصحى حتى لا يطفح علينا– لا نلقى بالقمامة فى النيل حتى لا نلوث ما نشربه– نضع فلاتر فى مصانعنا لكى لا نلوث هواءنا الذى نتنفسه– لا نلقى بمخلفات المصانع فى البحار والنيل التى نأكل منها– لا نهدر المياه ونرشد استهلاكنا حتى لا تنقطع المياه عنا- نبلغ عن أى مخالفة أيا كان نوعها– نساهم فى محو أمية أى شخص– نساعد بعض– نحب بعض– نراعى بعض- نحترم بعض– ونتصرف مع بعض من مبدأ عامل الناس كما تحب أن تعامَل، وبعد ذلك نسأل عن دور الحكومة.

* المستشار الإعلامى لمشروع تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة - الوكالة الكندية للتنمية الدولية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة