يسرى فودة

خسارة «الأهرام » بين البرادعى وحسام بدراوى

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد الأسبوع الماضى هجوماً حاداً على عدد من المتنورين المعتدلين جاء فى معظمه من جانب المؤسسات الإعلامية المحسوبة على الدولة والطالبين القرب منها. لكن المفارقة أن يأتى أكثر الهجوم حدة من مؤسسة «الأهرام» العريقة بينما رئيسها نفسه متنور مشهود له بالاعتدال والمهنية ودماثة الخلق وهو الدكتور عبدالمنعم سعيد.

بعد أن استنتج البعض أن أحداً ما ضغط على زر من أعلى، واشتم البعض الآخر فرصة للتطوع طمعاً فى جانب من غنائم معركة تبدو محسومة النتيجة على أية حال، استلم «إعلام الدولة» الدكتور محمد البرادعى ذماً وقدحاً وتهكماً وافتراء. وسط ذلك لم تضع أصوات بعض العقلاء وسط الزحام وحسب، بل تم استلامهم هم أيضاً فى مشتمة أخرى جانبية.

المفارقة أن من بين هؤلاء مسئولاً بارزاً فى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم، وهو الدكتور حسام بدراوى، وهو من أكثر العقول تنوراً وثقافة وتقدمية لا فى الحزب فقط بل فى مصر كلها. عندما أملى عليه ضميره الوطنى، مهنياً وشخصياً، أن يدعو هؤلاء إلى قليل من العقل كان نصيبه من رئيس تحرير «الأهرام» ما يلى:

«..لا داعى للإخوة السياسيين المترددين، حتى لو كانوا من الحزب الوطنى، لغمز ولمز الصحافة القومية تلمساً أو سعياً لشعبية زائفة أو حيادية مفضوحة لن تتحقق لهم، وأن يتوقفوا عن اللعبة المزدوجة فقد أصبحت مفضوحة وممجوجة ولا يحترمها أحد».

ما يحدث الآن لصوت كصوت الدكتور بدراوى لا يقل عن محاولة متعمدة للإرهاب، غمزة فى الظهر بسن العصا كى يستوى فى الصف مع القطيع وأن يكون ما لن يستطيع حتى إذا أراد أن يكونه: منافقاً، مستمعاً، بليداً. لذلك لم يكن مستغرباً أن يتعرض لمثل هذا الهجوم على طريقة «مرايتى قوليلى يا مرايتى»، وأن يُمنع من الظهور على شاشة التليفزيون المصرى رغم كل ما يحمله هذا من تناقضات مبعثها كونه عضواً فى الحزب الحاكم.

وفى مثال آخر صارخ لا تجد له نظيراً فى كثير من الدول، تفرد الأهرام أبوابها وصفحاتها على مدار أسبوع كامل لصالح مرشح بعينه يخوض معركة فاصلة ضد مرشح آخر تصادف أنه أيضاً ينتمى إلى المؤسسة نفسها. ليس عندى شك فى أن الدكتور عبدالمنعم سعيد يجد نفسه فى أحيان كثيرة بين فكى رحى مثلما ليس عندى شك فى أنه يعلم تماماً أن ذلك لم يكن موقفاً عادلاً.

ولا كان منتظراً من مثقف تقدمى مثله مؤمن بالديمقراطية والنزاهة ومبدأ تكافؤ الفرص أن يكتب افتتاحية «الأهرام» من واشنطن عشية الجولة الفاصلة لانتخاب نقيب الصحفيين فى القاهرة فيذكر اسم مرشح بعينه ثلاث مرات معدداً مناقبه بينما يتجاهل تماماً المرشح الآخر وكأن لا وجود له. إن كانت هذه هى «التعليمات» فإننا نرجو ألا يكون الدكتور سعيد فى موقع لا يليق به، وإن كانت هذه هى قناعته الشخصية فإننا نرجو ألا يكون هو الذى لا يليق بالموقع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة