انتهت انتخابات الصحفيين بحلوها ومرها وتصريحاتها ومناوراتها، نجح الأستاذ مكرم وبذل جهداً ضخماً فى كل صوت حصل عليه، وخسر الأستاذ ضياء رشوان بشرف، وحصل فى جولة الإعادة على أكثر من الأصوات التى حصل عليها فى الجولة الأولى، بما يؤكد أن هناك انتخابات دارت على أرضية منافسة صعبة. وفازت الجمعية العمومية مرة أخرى، فى البرهنة على أن المشاركة فى الانتخابات فى حد ذاتها نوع من التغيير، وأثبتت الانتخابات أن هناك تغيراً فى وعى الجمعية العمومية وتوجهات التصويت، ونهاية عصر الاكتساح لأى انتخابات قادمة، ووجود قيمة كبيرة للصوت الواحد وليس كتلاً تصويتية تحتاج إلى جهد كبير لتجميعها، وأيضا حاجة نقابة الصحفيين إلى الكثير من التعديلات أهمها تغيير القانون الذى يحكم النقابة، وإعادة النظر فى نظام الخدمات وابتكار وسائل تعاونية، أو التفكير فى إمكانية زيادة موارد النقابة بما يضمن لها بعض الاستقلالية المالية، خاصة وأن بدل التدريب نفسه تأثر خلال العامين الماضيين، وواجه تأخيراً وتعثراً، واحتاج إلى تدخلات ووساطات لضمان انتظامه.
وإذا كان هناك حديث عن المهنية، فإن قضية الحبس فى قضايا النشر هى الأخرى مطروحة ضمن برنامج الأستاذ مكرم، وتحتاج إلى سعى لحسم الكثير من المواد التى تعاقب بالحبس، وإذا كان الصحفيون نجحوا فى إلغاء الحبس فى القذف والسب أثناء تولى الأستاذ جلال عارف لمنصب النقيب، هناك حاجة لمزيد من السعى لتنقية القوانين من العقوبات البدنية، وفى نفس الوقت الوصول إلى صيغة لتفعيل ميثاق الشرف لحماية الصحفيين من أنفسهم وخفض عدد القضايا.
ربما يكون الوقت قد حان لأن يبدأ النقيب الأستاذ مكرم فى تحقيق وعوده وتنفيذ برنامجه، وأن يسعى فى البداية لمعالجة الجروح التى خلفتها المنافسة، والتى دارت إلى حد كبير بنوع من التحضر، حتى لو كانت شهدت بعض التدخلات وكثيراً من الانتقادات، التى كان معظمها فى إطار الخشونة المعهودة انتخابيا.
وربما يمكننا أن نتوجه إلى بعض الزملاء الذين تورطوا فى أفعال وأقوال تحمل تجاوزا أو ارتكبوا فعل الكذب، أن يحاولوا تنظيف آثار المنافسة التى انتهت وأن يعلموا أنها انتخابات، وليست حرباً، ولا نعرف ما إذا كان الأستاذ مكرم مستعداً لذلك، حفاظا على وحدة الصحفيين، التى ظلت أحد أهم علامات النقابة طوال سنوات شهدت صراعات وتدخلات فى انتخابات متتالية.
ونفس الأمر ينطبق على الوعود الكثيرة التى أعلنها الأستاذ مكرم بعد الجولة الأولى، وأهمها مشروع الإسكان التى كانت أحد عناصر تعادله فى الجولة الأولى، ولا تزال الأسئلة تحيطها.
وأفضل ما فى الانتخابات، أن الفائز يصبح ممثلاً لمن صوتوا معه، ومن صوتوا ضده، وإلا كان خائناً لفكرة المنافسة، ويحق لمن صوتوا ضد الفائز أن يطالبوه بالعمل معهم مثلما يفعل مع أنصاره. وقد انتهت الانتخابات وجاء وقت استعادة الوحدة والسعى لإشراك الصحفيين فى بحث أفضل السبل للخروج من الممر الضيق، وإذا كان الأستاذ مكرم محمد أحمد فاز فى انتخابات أمس، فإنه يحتاج إلى أن يبدأ فى تفعيل الفوز حتى يفوز.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة